الجديدة - أحمد مصباح
تستعد مدينتا الجديدة وأزمور المغربيتان، لاحتضان فعاليات "ملتقى ملحونيات"، نهاية شهر تموز/يوليو الجاري. ويبدو أن "الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية في الجديدة" أثارت موجة من الانتقادات الحادة، بعد اتخاذها قرارًا بتنظيم ندوة صحافية في مدينة الدارالبيضاء (حوالي 90 كيلومترًا شمال الجديدة)، حول فعاليات الملتقى، عوض عاصمة دكالة (الجديدة)، التي ستعيش أجواء هذه التظاهرة الفنية، التي تعتبر إنتاجًا جديدًا ومحلياً 100 في المائة. ما ينذر بفشل "ملتقى ملحونيات"، بعد أن بات مهددًا بفقدان وزنة ودلالاته، وبالعجز عن تحقيق الغايات التي توخاها المنظمون، الذين يكونون قد وقعوا على شهادة وفاته.
وفي حديث خاص لـ "المغرب اليوم"، اعتبر عبد الله غيتومي، أن صحافة الجديدة بكل مكوناتها الأساسية، قاطعت ندوة "ملتقى ملحونيات" الصحافية التي نظمتها "الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية في الجديدة" في الجديدة وأزمور، الأسبوع الأخير من هذا الشهر. واختارت فندقًا لعقدها في الدارالبيضاء بدلاً من مدينة الجديدة. الأمر الذي يعتبر، بحسب المقاطعين، محاولة من الجمعية لتنكر الحمولة التاريخية والثقافية لـ دكالة، وهو ما قال عنه عبد الله غيتومي، ليست في حاجة لندوة تعقد في الدارالبيضاء، كي تمنحها شهادة ميلاد.
وكان المقاطعون للندوة، وجهوا سهام انتقاداتهم إلى موظف بالعمالة، كان وراء اتخاذ هذا القرار الذي يعد سابقة خطيرة، أساءت إلى كرامة أهل دكالة، ونقصت من قيمة إقليمهم على احتضان الندوة، وتهم بنشاط يتم على أرض دكالة وليس الدارالبيضاء. والحال أن الموظف وكذلك عناصر "الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية"، لم يدركوا أنهم بمحاولة استصغار دكالة وأهلها، في ندوة فشلت بكل المقاييس، فإنما استصغروا أنفسهم.
واعتبر غيتومي أن، الذين سايروا الموظف في زلته التي لا تغتفر، سقطوا في أمور خطيرة، كونهم لا يثقون في دكالة ومقوماتها، بل يعتبرونها، خلافًا للخطاب الذي يروجون له، أنها مازالت لم تصل سن النضج الاقتصادي والثقافي كي تحتضن ندوة، ثم أنهم نزعوا من مؤسساتها السياحية أهلية استضافة ندوة "ملحونيات"، وسافروا بهذه الأخيرة بعيدًا إلى شارع الجيش الملكي في الدارالبيضاء .
وأضاف غيتومي أنه في حين رفض المقاطعون من الصحافيين المشاركة في اغتيال قدرات دكالة، بالشكل الذي تم تخطيطه، فلاشك أنهم انتصروا. وهذا يسجل لهم بمداد فخر واعتزاز لقدرات دكالة وأهلها على صنع أحداث في الماضي والحاضر والمستقبل، وقال أنه كما أن الذين تستبد بهم عقدة الاستنجاد بمدن كبرى، ليشعروا بكينونتهم، حتما كان عليهم أن ينظموا الندوة، وينظموا ملحونيات في الدارالبيضاء.
وبحسب عبد الله غيتومي، فإن ما أقدمت عليه "الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية"، يعد مساسًا بدكالة وأهلها، ويطرح للنقاش الكيفية التي تدار بها هذه الجمعية، التي تخضع لظهير الحريات العامة. ومن هذا المنطلق، يتعين تصويب عدسات الكاميرات نحوها، في إطار ربط المسؤولية بالمحاسبة، بل وكذلك معرفة الكيفية التي تتم بها جموعها العامة، حتى لا تبقى حكرًا على أناس يظنون خطأ أنهم هم من يفهم في الثقافة وأمورها. وأضاف وإلى حين أن يدرك المخطئون جسامة ما أقدموا عليه، فإن صحافة الجديدة ستنتصر دائمًا لدكالة وأهلها، عملاً بقول الشاعر "بلادي وإن جارت على عزيزة، وقومي وإن ضنوا على كرام".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر