الرباط - وكالات
أكد الحسين الاندوفي مدير مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة أن انخراط المجمع الشريف للفوسفاط كمحتضن رسمي يشكل دعامة أساسية لضمان استمرارية فعاليات هذا المهرجان وتحقيق الإشعاع الثقافي والفني للمدينة.
وأوضح في تصريح أدلى به لوكالة المغرب العربي للأنباء أن ذلك يتأكد من خلال مواكبته اللصيقة لمختلف الدورات على مدى 36 سنة منذ ميلاد المهرجان سنة 1977 من طرف الجامعة الوطنية للأندية السينمائية وبعض الفعاليات المحلية لإقليم خريبكة، إذ يرصد المجمع لتغطية مصاريف جوائز الدورة السادسة عشر لهذه السنة ما قيمته 400 ألف درهم رافعا بذلك السقف عما تم رصده في السنة الفارطة (280 ألف درهم).
وأضاف أنه بالرغم من بعض التعثرات التي واجهت الدورة السادسة لهذا الملتقى الإفريقي، الذي يحظى حاليا ومنذ سنة 2002 بالرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، فإن دعم المجمع المادي واللوجستيكي لا زال متواصلا خاصة مع ميلاد مؤسسة جديدة للإشراف على تنظيم هذا المهرجان يترأسها نور الدين الصايل، مدير المركز السينمائي المغربي، والذي يسعى جاهدا إلى تجنيد كل طاقات المركز لبعث نفس جديد في المهرجان حتى يخلق منه فضاء لتلاقح ثقافات القارة السمراء.
وتماشيا مع السياسية العامة التي ينخرط فيها المغرب والرامية أساسا إلى توطيد علاقات التعاون بين مختلف البلدان الإفريقية التي لا تزال تزخر بمؤهلات وكفاءات لم يتم بعد استغلالها، فقد ارتأت المؤسسة أن تجعل من مهرجانها فرصة سانحة لإبرام العديد من الاتفاقيات في هذا الشأن، ممهدة لذلك بندوة فكرية سيتمحور موضوعها خلال دورة هذه السنة حول واقع وآفاق الإنتاج السينمائي المشترك بين المغرب وباقي الدول الإفريقية.
ولاستكشاف الطاقات الخفية التي تكتنزها القارة السمراء، فقد تم استضافة، من بين ممثلي 19 دولة مدعوة، ثلاث دول في أول مشاركة لها من ضمن 15 بلدا إفريقيا ممثلة في المسابقة الرسمية، ويتعلق الأمر بكل من تانزانيا ومدغشقر وجزر الموريس.
كما سيعرض على أنظار لجنة التحكيم، التي سيرأسها روجي كنون مبال أحد رموز السينما الافوارية، شريطين من إنتاج مغربي سيتم الاطلاع على تقنيتهما الإبداعية والفنية لأول مرة بالمغرب وعلى صعيد القارة الإفريقية وذلك من أصل 17 شريطا من آخر الإبداعات السينمائية التي أفرزتها الملكة الفكرية لعدد من المخرجين السينمائيين الذين يمثلون فضلا عن دول جزر الموريس ومدغشقر وتنزانيا كل من السينغال وساحل العاج والطوغو ونيجيريا وبوركينا فاسو وانغولا والموزنبيق والنيجر وغينيا بساو ومصر وتونس.
وفي السياق ذاته، يشير الاندوفي، فإن المؤسسة حريصة هذه السنة على توسيع دائرة التكوين في مجال التقنيات السينمائية حيث أعدت لهذا الغرض 6 ورشات تدريبية بدلا من 3 في السنوات الفارطة وذلك استجابة للإقبال المتزايد المعبر عنه من طرف العديد من الفعاليات وخاصة فئة الشباب حيث فاقت الطلبات من 22 مدينة عبر المملكة الإمكانات المتاحة لتلبيتها.
ومن أجل حملة إعلامية واسعة النطاق فقد وجهت الدعوة إلى العديد من المنابر الإعلامية على الصعيد المحلي والوطني والدولي من بينها القنوات السينغالية والبوركينابية وفرانس 24 التي ستشارك في تغطية المهرجان لأول مرة فضلا عن إقدام المؤسسة على إبرام اتفاقية شراكة مع ممثلي الصحافة المحلية بما فيها الورقية والالكترونية لتتبع مختلف الأنشطة وتأكيد حضور المهرجان على مدار السنة.
ومن مميزات هذه الدورة أيضا انفتاحها على مؤسسات الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة الذين خصص لهم برنامج من التكوين والفرجة السينمائية على مدى أسبوع كامل فضلا عن نزلاء السجن المحلي بخريبكة الذين سيكونون على موعد على مدى ثلاثة أيام مع عدد من الفعاليات المشاركة في المهرجان من أجل خلق فضاء للنقاش على ضوء الأفلام المعروضة.
وفي ظل العلاقة المتميزة مع المجمع الشريف للفوسفاط ستستفيد ساكنة القرى المنجمية بكل من بولنوار وحطان وبوجنيبة ووادي زم من باقة من المنتجات الإبداعية المتنوعة في أفق تعميم هذه الفكرة لتشمل مجالات أخرى.
ومن حيث الجوائز فقد أعيد الاعتبار لجائزة دونكيشوت ذات البعد الثقافي المحض كرؤية جديدة للمشهد السينمائي، والتي سبق أن بادرت الجامعة الوطنية للاندية السينمائية إلى إحداثها سنة 1994 قبل أن تشهد فترة من التوقف في ظل التحولات التي عاشها المهرجان طيلة مراحله الانتقالية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر