تقدم الدورة السادسة من مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل، التي تنظمها مؤسسة "فنّ" المعنية في تعزيز ودعم الفنّ الإعلامي للأطفال والناشئة بدولة الإمارات العربية المتحدة، في الفترة من 14-19 تشرين الأول / أكتوبر الجاري، 34 فيلمًا تعرض للمرة الاولى في منطقة الشرق الأوسط.
وتندرج هذه الأفلام ضمن خمس فئات هي أفلام الطلبة، التي تقدم هذا العام 6 أعمال تعرض للمرة الأولى من أربع دول، والأفلام الدولية القصيرة، والأفلام الروائية الطويلة، وأفلام الـ "أنيميشن، والأفلام العربية القصيرة.
"أليس".. رحلة عبر الزمن في تطور الإنسان
ومن بين أبرز الأفلام التي تعرض للمرة الأولى على مستوى منطقة الشرق الأوسط ضمن فئة أفلام الطلبة يأتي فيلم، "أليس"، وهو فيلم روائي قصير، للمخرج الإيرلندي الشاب دانيلو زامبرانو، الذي نجح في تقديم عملاً متميزاً يطرح العديد من التساؤلات الفلسفية، ويحول المشاهدين إلى مراقبين دقيقين لأحداثه، التي تدور حول فتاة صغيرة تدعى "أليس"، التي ترتقي سلم العمر انطلاقًا من وجهة نظر مرآتها المعلقة في الجدار أمامها، التي تطوف بها في رحلة عبر الزمن لاكتشاف أسرار التطور الجميل من مراحل الطفولة إلى مراحل اكتمال النضج والوعي.
"غرفة للنجوم".. ذاكرة الإنسان بين الطفولة والشيخوخة
وعلى صعيد الأفلام الروائية العائلية القصيرة، يُعرض فيلم "غرفة للنجوم"، للمخرجة الإسبانية ألون دياز، التي تعمل حالياً على كتابة فيلمها الروائي الطويل الأول، ويسرد الفيلم قصة الطفلة "إيلينا" ذات السبع سنوات، التي تقوم بزيارة جدتها المصابة بمرض الزهايمر، وطالت فترة رؤيتها لها، وحينما تدلف "إيلينا" إلى جدتها يشرق وجهها لرؤية حفيدتها، وتتوجه إليها بطلب غريب إذ سألتها أن تعيد إليها نجوم الليل التي خبأتها في شتى أرجاء منزلها، ومثلما يعبر الشهاب في سماء الليل، تحاول "إيلينا" أن تغادر بقايا ذكرى جمعتها مع جدتها منذ زمن بعيد في حين ان جدتها تعجز أن ذلك.
"مدرب الفيلة".. مغامرات عروض السيرك
أما على صعيد أفلام الرسوم المتحركة، يقدم المهرجان فيلم التشويق والمغامرة، للمخرج الروسي دميتري فيسوتسكسي، ويستعرض الفيلم تجربة "أندريه" في تدريب حيوانات السيرك، والموقف العصيب الذي مر به حين وقع أحد الانفجارات في إحدى أمسيات عروض السيرك، والذي تسبب في إثارة هلع فيلة من الفيلة المتواجدة في السيرك لتفر من المكان، غير أن أندريه أظهر سرعة كبيرة في ردة فعله إذ التقط دراجة سكوتر وانطلق في أثر الفيلة الهاربة قبل أن تلحق الخراب في القرية المجاورة لموقع السيرك، وقد ساعدته متانة العلاقة التي سبق له إقامتها مع الفيلة على أن يُهدي من روعها، وينجح في إعادتها إلى السيرك في نهاية المطاف.
"تائه بعض الشيء".. غرس حب مساعدة الآخرين
كما يقدم المهرجان في فئة الرسوم المتحركة، فيلم "تائه بعض الشيء" وهو للمخرجة الفرنسية هيلين داكروك، التي تجد متعتها في إنتاج مثل هذا النوع من الأفلام إلى جانب المقاطع الموسيقية الموجهة للصغار، وتدور أحداث الفيلم حول فرخ بومة صغير تدحرج وهوى من عش العائلة عندما كان نائماً، ليجد نفسه تائهاَ وحيداً وسط أشجار ووديان الغابة، قبل أن يظهر له سنجاب، وتبدأ رحلتهما معاً في البحث سعياً إلى لم شمل فرخ البومة الصغير بأمه.
"زرافتي".. الموازنة بين بناء الصداقات ونيل العلم
وعلى صعيد فئة الأفلام الروائية الطويلة، يقدم المهرجان فيلم "زرافتي" للمخرجة الهولندية باربارا بريديرو، تدور أحداثه حول الصداقة التي جمعت الطفل الفرح "باترسون بيب"، الذي يبلغ من العمر أربع سنوات، بالزرافة "راف"، ولقاءتهما اليومية في حديقة الحيوانات العائدة لجد "بيب"، هذه الزيارات التي قطعها دخول "بيب" الروضة، ويُساعد هذا العمل السينمائي الصغار في كيفية الحفاظ على صداقتهم، والموازنة بينها وبين الواجبات الدراسية في الروضة والمدرسة.
ويذكر أن الدورة السادسة تضم 54 فيلمًا من فئة العروض الأولى: 12 فيلماً تعرض للمرة الأولى على مستوى العالم، و7 أفلام تعرض على مستوى الإمارات وفيلماً واحداً يعرض على مستوى دول الخليج، وتعرض جميع الأفلام المشاركة في المهرجان، والبالغ عددها 138 فيلماً من 31 بلدًا، في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، ومركز زيرو 6، وواجهة المجاز المائية، والزوراء، Last Exit الخوانيج.
ويسعى مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل، الذي انطلقت أولى دوراته في عام 2013، ويقام بشكل سنوي في شهر أكتوبر، إلى تعزيز مواهب وإبداعات الأطفال والشباب وعرض انتاجاتهم السينمائي، بما يضمن لهم الفائدة والنفع والفرص الإعلامية المختلفة، كما أنه حدثٌ فنيّ يشكّل حلقة وصل مهمة بين الأفلام العالمية وكل ما يجد في عالم الوسائط الإعلامية، إلى جانب اسهامه في الأخذ بيد الأطفال نحو اكتشاف المزيد عن ثقافات الشعوب ونشر السلام العالمي، واطلاعهم على أهمية كيف يتعايش جميع الناس بمختلف ثقافاتهم وديانتهم في عالم واحد بسلام وتساوٍ.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر