لندن ـ سليم كرم
يبحث المدير الفني لفريق ماكلارين، غوردون موراي، سبل تطوير سيارة ماكلارين الملقبة بـ"أعظم سيارة في القرن الـ20" والتي بدأت قصتها العام 1988، حتى تصبح الأعظم بالفعل.
وأعطى موراي الضوء الأخضر في آذار/مارس 1989 لبدء المشروع العام للسيارة، ولتحقيق أهدافه بدأ من نقطة الصفر، من خلال استخدام مفهوم الفورميولا وان لإعادة تصميم السيارة من حيث المحرك والهيكل والإطارات وكل شيء تقريبًا.
وجاءت النتيجة بسيارة مختلفة، فوضع الجلوس في السيارة إف 1 يأتي على شكل رأس سهم مع سائق في المركز تمامًا، متقدمًا قليلاً عن اثنين من الركاب، وأنتجت أول سيارة بتصميم مع هيكل من الكربون المركب توفر الصلابة وخفة الوزن معًا، ومحرك في منتصف السيارة واستجابة طبيعية وفورية لدواسة الوقود، واستخدمت رقائق الذهب على خط حجرة المحرك لتعكس الحرارة، مع مواد أخرى مثل التيتانيوم والمغنيسيوم.
وخاض موراي محادثات طويلة مع هوندا لتزويده بمحرك يناسب طموحاته، ولكن كلها باءت بالفشل، فاتجه إلى بي أم دبليو الألمانية، فقامت بتزويده بمحرك "في 13" سعة 6.1 لتر وقوة 627 حصان، وعزم دوران هائل، مع غيار بـ6 سرعات، ومروحة سفلية لإدارة تيار الهواء حول وتحت السيارة، وخالية تمامًا من مساعدات السائق، فلم تشتمل السيارة على معزز التوجيه الآلي أو التحكم بالجر، أو أيّة مضاعفات للفرامل.
وصرح موراي بقوله: لقد أردنا لسيارة أف 1 أن تكون عالية الأداء وتوفر راحة للركوب، وتجمع بين السيارات السوبر الرياضية والمعاصرة، ولقد حققنا كل ذلك، ربما باستثناء القيادة، فاخترت لوتس إيلان من الستينات كمعيار للقيادة.
وعادت أف 1 مرة أخرى في سباق موناكو العام 1992، بتكلفة 6000 ألف جنيه إسترليني، واليوم أصبح سعرها 9 ملايين جنيه إسترليني.
وأشار بقوله: لا نعرف فعلاً أي سوق ستكون مناسبة للسيارة أف 1، فبعد أن سلمنا السيارة الأولى قررنا أن نتوقف بعد إنتاج 150 سيارة.
وفي النهاية أنتج نحو 106 سيارة من نوع أف 1 منها 64 فقط مطابقة لنموذج موراي الأول القابل للقيادة على الطريق، فيما الباقي سيارات سباق بامتياز، واليوم لا تحتاج السيارة للكثير من الإضافات على النموذج الأول باستثناء التكنولوجيا المرافقة التي تطورت على مدى 25 عامًا منها الفرامل والأضواء، لكنها ستبقى أسرع سيارة على الطريق.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر