باريس ـ مارينا منصف
هيمنت شركة "بيجو" على سوق السيارات العائلية لعقود عدّة، ثم أصبحت تستحوذ على قلوب محبي السيارات الهاتشباك من في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، ومع ذلك منذ ذلك الحين، لم تنتج الشركة الفرنسية سوى عددًا قليلًا من السيارات التي أحبها العملاء فعلًا، ولكن أخيرًا، ارتفع إنتاج الشركة، وسيارة "3008" الجديدة دليلًا قويُا على عودة حقيقية لبيجو إلى المنافسة عالميًا.
واستغرق قيادة سيارة "3008" من موقف السيارات في بيمليكو إلى مركز الخدمة في برينتفورد أكثر من ساعة، لكنه يعطي بعض الوقت لمراجعة السيارة بشكل شامل وأكثر دقة، فتظل الأقسام الداخلية في السيارة واحدة من أجمل الأقسام في السوق، وفي أي قطاع، حيث يتميز نموذج "GT Line بخامات عالية المواصفات، فإنها لا تزال تحتفظ بمكان أجمل للجلوس من أي منافس في نفس فئة الأسعار، وحصلت المقصورة الجديدة من "بيجو 3008" على تصميم خارجي بلمسات عصرية، والذي ظهر بشكل واضح على واجهتها الأمامية، حيث تضمنت المركبة الشبك الأمامي والمصابيح الأمامية التي تعمل بتقنية ”ليد”، هذا بالإضافة إلى غطاء المحرك الذي احتوى على الخطوط الحادة التي تتوفر بصورة ايروديناميكية هوائية، بما يتناسب مع الانحناءات المميزة التي برزت بشكل واضح على جوانب هذه السيارة الجديدة ومنحتها المزيد من الأناقة والجاذبية، ووصولاً إلى الخلف، تمتعت بمصابيح خلفية مميزة وأكثر جاذبية.
وقال فريق السيارات في صحيفة "التلغراف"، الذي قام بالتجربة، إنه واجه مشكلة في السيارة مع الالكترونيات، ما أثار القليل من الشعور بالقلق، فربما إزالة الرسم التخطيطي للصمامات من السيارة نفسها كان قرارا سيئا بعض الشيء من قبل بيجو، ولكن إحالة المستخدمين إلى موقع الويب كان اكثر حظًا، والعودة من غودوود هي رحلة طويلة مثل مهرجان السرعة، يمكن الاستمتاع بحديقة لورد مارش، وريف ساسكس، والتي تبرز المنافسة مع بي إم دبليو M4، ويتلخص نظام المعلومات والترفيه في 3008 في كلمة واحدة، "مرعب"، وهو جزء بارز من الداخلية الجذابة خلاف ذلك فإنه يتعطل بانتظام، وعادة يكون مزعجًا عند الفشل في العثور على أي محطة من محطات الراديو، ومن العار عدم وجود إشارة إلى التضاريس المتموجة من جنوب داونز، ولكن الوصول إلى الإذاعة بسيارة 3008 كان ميؤوس منه.
وقدّمت بيجو نموذج "3008 كروس أوفر" المدمج قبل نحو 8 أعوام بتصميم أشبه بعروض السيارات المتعددة الاستخدامات MPV، قبل أن تطلق الجيل الثاني منه، وإذا كان الجيل الأول من 3008 أقرب إلى عروض الهاتشباك المرتفعة لإيفاء متطلبات القيادة اليومية مع إمكانية تحدي بعض الطرق والمسالك معتدلة الوعورة بفضل نظام التحكم في السلوك الديناميكي "Grip Control"، فإن الجيل الثاني الأحدث بات أقرب إلى العروض الترفيهية الرياضية المتعددة الاستخدامات "SUV"، على الأقل تصميمياً.
ويُعد الكروس أوفر 3008 الأحدث أول موديل للعلامة الفرنسية الذي يستعين بمقصورة "مستقبلية الطابع" i-Cocpit تجعلها واحدة من أفضل الأماكن بين العروض المنافسة للجلوس فيها، تحديداً في ما يتعلّق بعروض "نيسان قاشقاي" و"كيا سبورتاج"، كذلك استغنت بيجو الجديدة عن قاعدة العجلات السابقة فئة PF2، لمصلحة بنية هيكلية جديدة كلياً فئة EMP2، ما جعلها أخف وزناً بمقدار 100 كلغ مقارنة بالطراز السابق، علماً أن حفلة الإطلاق العالمية لهذه السيارة تمت في باريس خلال إقامة بطولة فرنسا المفتوحة للتنس على ملاعب رولان غاروس، علماً أن الصانع الفرنسي استثمر نحو 708 ملايين دولار لتطوير قاعدة العجلات الجديدة التي سبق أن قُدّمت مع الموديلين الشقيقين 308 و408.
وتستعين العروض الجديدة أو تلك المحسنة بعمق من بيجو بلغة تصميمية مختلفة، لذا فإن الكروسوفر 3008 الأحدث ليست استثناء عن القاعدة السابقة. لكن، وعلى رغم أن الموديلات الأخرى لا يزال في الإمكان التعرف عليها مقارنة بالعروض التي خلفتها، فإن الجيل الثاني من 3008 يختلف جملة وتفصيلاً عن الطراز الأول، ولا يربط بين الجيلين شيء سوى اسمهما المشترك.
ويصنّف تصميم السيارة بالأحدث فقد باتت أقرب إلى عروض الكروسوفر المناسبة تماماً لمنافسة موديلات بحجم نيسان قاشقاي وسيات أتيكا وكيا سبورتاج، مع طلة أكثر وعورية. أيضاً، ساهمت عناصر مستوحاة من العروض الترفيهية الرياضية المتعددة الاستخدامات "SUV"، شأن الخصر البارز وشبك التهوئة الأمامي المثبّت بوضعية مرتفعة، فضلاً عن الشفرات الجانبية، في إضفاء طابع جريء رياضي يؤكّد قوة 3008، ولا تنقص هذه الكروس أوفر المُدمجة الجاذبية ويعود الفضل في ذلك إلى أعمدة السقف السوداء اللون والمصابيح الرئيسة النحيفة والمصابيح الخلفية الكبيرة الحجم، التي جاءت عدساتها على هيئة مخالب حيوان بري مفترس، وعلى غرار "الكروس أوفر" الأصغر حجماً 2008 والسيدان 308 الجديدتين، استعانت 3008 بشبك التهوئة الأمامي الجديد لعروض الصانع الفرنسي المتضمّن شعار الأسد في المنتصف وأحرف "Peugeot" على الإطار العلوي، علماً أن ملحقات شبك التهوئة وعناصره الكرومية جاءت عمودية التثبيت عوضاً عن الدعامات الأفقية.
ويبلغ الطول الإجمالي لبيجو 4450 ملم، في حين ارتفع طول قاعدة العجلات بمقدار 80 ملم. كما جاءت هذه السيارة أخف وزناً بنحو 100 كلغ مقارنة بالجيل الأول. ويعود الفضل إلى قاعدة العجلات الجديدة والاستعانة بمكونات خفيفة الوزن، إذ جاء الباب الخلفي مصنوعاً من اللدائن الحرارية، بينما صنّعت الرفاريف من الألومنيوم، ويتميز الجيل الأحدث من السيارة على الرغم من ذلك بالمقصورة الداخلية، فلديها مقصورة تستفيد من تقنيات متطورة، أبرزها لوحة عدادات رقمية بالكامل، تتضمن شاشة عالية الوضوح قياس 12.3 بوصة، متموضعة قبالة السائق لعرض المعلومات الحيوية، إلى جانب الاستعانة بشاشة عاملة باللمس أشبه بالحواسيب اللوحية قياس 8 بوصات مثبتة في أعلى لوحة القيادة وفي المنتصف تماماً، وهي تُعد جزءاً من النظام المعلوماتي. وفي طبيعة الحال، استغني عن عداد السرعات الدائري الشكل وعداد دورات المحرك وتابلوه الأدوات الوسطية غير المنظم، إلى لمسات أخرى خاصة بمقصورة الطراز السابق. ومن ضمن اللمسات الحديثة كذلك، المقود الجديد كلياً ذات الحواف المسطّحة، ما يضفي هيئة رياضية معززة على المقصورة عموماً، كذلك تتضمن المقصورة تقنيات أحدث بالكونسول الوسطي الجديد الذي أعيد تصميمه باستخدام مكوّنات أعلى. أيضاً، هناك وظيفة تدليك المقعد، فضلاً عن توفير إعدادين للمقصورة: "Boost" للقيادة الديناميكية الرياضية و"Relax" لقيادة أهدأ وأكثر رصانة.
و يتوافر خيار طي الدراجة الكهربائية الصغيرة "سكوتر" أو طي الدراجة الهوائية بمساعدة إلكترونية، إلى جانب مستويات الرحابة المعززة، وهو نظام مصمم ليدمج بطريقة مثالية داخل صندوق الأمتعة، مع شحن السيارة بطارياتها بمجرّد السير، والاختيار هنا بين محركين بنزينيين مزودين بشاحن هواء توربو وأربعة محركات ديزل، مع إمكان الاختيار ما بين علبة تروس يدوية أو أوتوماتيكية سداسية النسب. وفي ما يتعلّق بمحركات البنزين، هناك محرك سعة 1.2 ليتر يولد 128 حصاناً، وآخر سعة 1.6 ليتر يولد 163 حصاناً، أما محركات الديزل فتتضمن محركين سعة 1.6 ليتر يولّدان 99، 118 حصاناً، مع محركين ديزل سعة ليترين يولّدان 148 و177 حصاناً.
ويسجل المحرك البنزيني الثلاثي الأسطوانات سعة 1.2 ليتر معدّلات منخفضة في استهلاك الوقود، لا سيما مع تبنيه نظام التشغيل والإبطال الآليين للمحرّك. كما تسفر عنه معدلات منخفضة من الانبعاثات الكربونية مقدارها 115غراماً لكل كلم مقطوعة، وزودت السيارة بنظام الكبح الآمن النشط ونظام تحذير السائق وتنبيهه، الذي يفعل منبهات سمعية وبصرية لتذكير السائق بحقيقة أنه يتوجّب عليه أخذ برهة من الوقت للراحة بعد ساعتين من السير المتواصل على سرعات أعلى من ٦٥ كلم/س، أيضاً، لا يمكن غض الطرف عن نظام الإضاءة العالية الأوتوماتيكية التحكم ومثبت السرعة المتأقلم مع خاصية التوقّف، ونظام مراقبة الزوايا غير المرئية ومساعد الكبح، ونظام رصد علامات السرعة على الطرق، وكاميرا مثبّتة على الباب الخلفي للرؤية بزاوية 180 درجة وأخرى على الصادم الأمامي لرؤية محيطية شاملة حتى 360 درجة، مع إمكان عرض الصور الحية على الشاشة الرئيسة العاملة باللمس، وغيرها من الأنظمة المساعدة للسائق.
ولا تزال 3008 مدعمة بنظام التحكم في السلوك الديناميكي "Grip Control" الذي يتضمن نسخة محسنة من نظام مانع الانزلاق الدفعي "Traction Control" تضم خمسة أنماط مختلفة للتشغيل، ما يمكّن السائق من تعزيز طاقة دفع العجلات الأمامية إذا ما تعرّضت لأي انزلاق يستوجب تحسين الشرود، ومن ضمن الأنظمة الإلكترونية الأخرى: نظام التحكّم الديناميكي بالثبات "ESP"، نظام المساعدة على صعود المرتفعات القاسية، مانع الانزلاق الكبحي "ABS"، موزّع قوى الكبح عند الطوارئ "EBD"، ناهيك بنظام مساعد الكبح "BA".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر