الشركات الكبرى ترصد مليار دولار لتطوير القيادة الذاتية
آخر تحديث GMT 00:18:47
المغرب اليوم -

للتقليل من عدد السائقين وتقليص الإنفاق على الحوادث

الشركات الكبرى ترصد مليار دولار لتطوير القيادة الذاتية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الشركات الكبرى ترصد مليار دولار لتطوير القيادة الذاتية

تزايد أعداد السيارات التي تنطلق دون بشر
واشنطن ـ يوسف مكي

يمكن أن نستيقظ يوم من الأيام لنجد السيارات تخرج من مستودعاتها لتقوم برحلات سريعة دون مساعدة البشر، فمع التطورات التي نشهدها اليوم، والأبحاث التي يقوم بها التكنولوجيون مع مليارات الدولارات التي تنفقها الشركات الرائدة والشركات الناشئة الصغيرة، فإن التقارير الحديثة تكشف بعض المخاوف من تأثيرات السيارات ذاتية القيادة في المستقبل.

فهذا العام، الشركات والمستثمرين على وشك وضع ما يزيد عن مليار دولار لتطوير القيادة الذاتية وغيرها من تقنيات النقل، وهو ما يعد تطورا 10 أضعاف في مستوى النقل منذ ثلاث سنوات، وفقا لقاعدة بيانات رأس المال الاستثماري " CB Insights"، فمن المتوقع الكشف هذا الأسبوع عن شاحنة تسلا الكهربائية التي سيكون لها بعض القدرات الذاتية المطورة.

الشركات الكبرى ترصد مليار دولار لتطوير القيادة الذاتية

 ومن المقرر أن تزيح شركة "إمبارك" الستار يوم الاثنين المقبل عن اختبار تكنولوجيا القيادة الذاتية كجزء من شراكة ثلاثية مع شركة رايدر لصناعة الشاحنات وشركة الكترولوكس العملاقة. وقال اليكس رودريغز، الرئيس التنفيذي لشركة "إمبارك": "نحاول الحصول على تكنولوجيا ذاتية القيادة على الطريق بأسرع ما يمكن. "يحتاج النقل بالشاحنات إلى القيادة الذاتية والقيادة الذاتية تحتاج إلى نقل الشاحنات.. حيث أن السيارات المستقلة تواجه أسئلة حول التنقل في الشوارع الحضرية الفوضوية، وتقضي الشاحنات الكثير من الوقت في الاتجاه مباشرة للطرق السريعة المنكوبة".

وبينما سيؤثر ظهور السيارة ذاتية القيادة على قرارات المستهلكين من الأفراد، فإن شركات الخدمات اللوجستية من شأنها رفع مستوى استثماراتها حيث أن صناعة الشاحنات الذاتية القيادة تكلف 700 مليار دولار، وهو ما يمس كل ركن من أركان الاقتصاد العالمي، ولكنه يحتاج إليها حيث أن الشاحنات تنقل الموارد الطبيعية من المناجم والغابات كما تنقل المواد الصناعية من المصنعين وتسليم البضائع إلى المتاجر والمنازل. فهي تشمل تقريبا كل منتج مادي بداية من الغذاء إلى المناشف الورقية والأثاث.

حجم هذه الصناعة يجعلها هدفا للمستثمرين، وسوف تساعد التكنولوجيا الذاتية شركات النقل بالشاحنات على خفض تكاليف العمالة على المدى الطويل، أولا عن طريق توسيع عدد ساعات العمل في قيادة الشاحنات، وبعد ذلك، عن طريق الحد من عدد من السائقين. كما تنفق هذه الصناعة مليارات الدولارات سنويا على الحوادث التي تنتج إلى حد كبير عن الخطأ البشري، ومليارات أخرى على أقساط التأمين، التي ستنخفض على المدى البعيد حيث أثبتت التكنولوجيا ذاتية القيادة أنها أكثر أمانا من السائقين البشري. والنتيجة هي سباق غاضب ليس فقط لتطوير الشاحنات ذاتية القيادة، ولكن للحصول عليها على الطريق وكسب المال. وقال الرئيس التنفيذي لشركة وايمو، وهي وحدة السيارات ذاتية القيادة التي تملكها الشركة الأم لشركة غوغل، أن الشاحنات ذاتية القيادة قد تظهر قبل سيارات الأجرة ذاتية القيادة، كما تمتلك أوبر وحدة ذاتية القيادة - أسسها مهندس سابق في "غوغل".

وتتحرك الشركات التي لا تهدف فقط لصناعة الشاحنات ذاتية القيادة ولكن نحو مستقبل أكثر امانا. وقد تم تحديث الشاحنات البالغ عددها 7000 شاحنة المملوكة من قبل شركة إكسبرس الأميركية، إحدى أكبر شركات النقل بالشاحنات في البلاد، مع أنظمة الكبح الذاتي وتجنب الاصطدام. وقد اشار ماكس فولر، المؤسس المشارك للشركة والرئيس التنفيذي، إلى أن الشركة تخطط لرفع مستوى الشاحنات حتى يمكن توجيهها الآلي خلال الثلاث سنوات المقبلة.

وبعيدا عن العقبات التقنية والتنظيمية، فمن المؤكد أن هذه الصناعة ستواجه تحديا من خلال البطاقات البرية مثل كيفية تفاعل السائقين البشريين لرؤية شاحنة دون سائق تغزو الطريق السريع وكيف تستجيب الهيئات التنظيمية عند وقوع أول حادث حتمي لشاحنات النقل الذاتي. إذا حدث مثل هذا سيكون هناك رد فعل عنيف قبل اعتماد التكنولوجيا على نطاق واسع، فإنه يمكن أن يبطئ الأمور لسنوات. ولكن عندما تصل الشاحنات ذاتية القيادة، سيكون هناك تموجات اقتصادية، مما يؤثر على أقساط التأمين، توقف الشاحنات والمدارس المهنية والطرق نفسها. وقال نويل بيري، الخبير الاقتصادي في أبحاث شركة "FTR "، الذي يتابع قطاع الخدمات اللوجستية: "انه أقوى تحديا نخوضه منذ بناء الطرق السريعة في الخمسينات".

تدريب سائقي الشاحنات على التعامل مع السيارات ذاتية القيادة

يقول جيف رونيونز وهو سائق شاحنة يبلغ من العمر 59 عاما إنه قام بقيادة شاحنة، ذات عجلات 18 بوصة تحمل 11 طن من البضائع من البلاط الحجري في طريقها من فلوريدا إلى رونالد ريغان، وكان يراقب عجلة القيادة، ولكن يديه كانت جانبه و كان جهاز الكمبيوتر يعمل على نحو جيد.

تقوم شركة "ستارسكي روبوتكس" بسان فرانسيسكو على مدى العامين الماضيين باختبار التكنولوجيا ذاتية القيادة عن طريق تشغيل الشحن على طريق فلوريدا. وتساعد هذه العمليات على جمع البيانات وصقل التكنولوجيا، على أمل إقناع المنظمين والشركة نفسها بأن الشاحنات ذاتية القيادة جاهزة للأعمال التجارية. لا يزال هناك الكثير من الغموض.

 خطة ستارسكي النهائية، هو القضاء على وظيفة رونيونس. ويتوقع  ستيفان سيلت الرئيس التنفيذي لستارسكي البالغ من العمر 27 عاما، استخدام تقنية القيادة الذاتية لاستبدال السائقين لمسافات طويلة على الطرق السريعة. ويقول ألدين وودرو، مدير الانتاج بوحدة الشاحنات ذاتية القيادة لدى اوبر: "واحد من المفاهيم الخاطئة الكبيرة بشأن التكنولوجيا ذاتية القيادة هو أنها قادرة على القيادة طول الوقت في كل الظروف"، وكجزء من شراكتها، مع إمارك، رايدر والكترولوكس تجري ما يرقى إلى وضع تصورات حقيقية لما ستبدو عليه السيارات ذاتية القيادة على الطرق السريعة.

يقول جيم شاينمان، صاحب رأس مال مغامر في شركة مافين فينتشرز، الذي يدعم الشركات الناشئة في كل من الشاحنات والسيارات ذاتية القيادة إن "الشاحنات ذاتية القيادة ستصل بشكل ملحوظ قبل السيارات ذاتية القيادة. من المرجح أن يحدث هذا أسرع بكثير من القيادة في المدينة، هذا فقط لأن (القيادة على الطريق السريع) أسهل بكثير". الطُرق السريعة أقل تعقيداً بكثير من المناطق الحضرية، بما لديها من تقاطعات أقل وعلامات طُرق أوضح.

الفرصة الاقتصادية مغرية: في الولايات المتحدة الأميركية، تنقل الشاحنات أكثر من 70 في المائة من حمولات الشحن المحلية. في عام 2015 إيرادات صناعة النقل بالشاحنات بلغت 726 مليار دولار، أكثر من مبيعات "غوغل" و"أمازون" و"ولمارت" مجتمعة. يقول شاينمان "مع الشاحنات بإمكاننا في الواقع بناء شركة بمليار دولار" - أي شركة ناشئة من النوع الذي يعرف في وادي السيليكون باسم "وحيدة القرن".

بطبيعة الحال ليس كل شركة ناشئة للمركبات ذاتية القيادة ستُصبح وحيدة قرن. الفشل أمر شائع خاصة عندما يُصبح أحد القطاعات نشطا للغاية بحيث تصبح حتى الأفكار السيئة قادرة على الحصول على تمويل. بالنسبة إلى الشركات الناشئة في مجال النقل بالشاحنات، نقطة التحوّل جاءت في آب /أغسطس الماضي، عندما أعلنت "أوبر" أنها تريد شراء شركة ناشئة موجودة منذ ستة أشهر، "أوتو"، مقابل سعر يزيد على 600 مليون دولار من حقوق الملكية. بعد ذلك، شركات ناشئة أخرى في مجال النقل بالشاحنات وجدت من السهل جمع المال.

من الواضح أن أي تحول نحو استعمال السيارات بلا سائق سيغير تجربة القيادة على الطرقات بالكامل. لكن ستظهر انعكاسات إضافية تتجاوز نطاق السيارات نفسها. بفضل المركبات الذاتية القيادة، يمكن أن يتابع عدد متزايد من الأشخاص الأكبر سناً في المجتمعات المسنّة التنقل لفترة أطول مثلاً. لا شك في أن تصميم السيارات سيتغير أيضاً: إذا لم تبرز الحاجة إلى أجهزة التحكم إلا نادراً، سرعان ما يختفي المقود والدواسات ويتم تصنيع السيارات لضمان الراحة والرفاهية على أن تشمل على الأرجح جهاز تحكم يمكن استعماله في مناسبات نادرة عند الحاجة إلى التحكم اليدوي.

كذلك، قد تتغير طبيعة ملكية السيارات. ما الذي يبرر امتلاك سيارة إذا كنا نستطيع استئجار واحدة، أو تقاسمها بكلفة أقل، أو استدعاء مركبة مجاورة عبر الهاتف الذكي؟ يمكن ركوب سيارة حين ينام صاحبها أو يعمل بحسب قول سيباستيان بولويغ، أحد مؤسسي شركة "أوتو نيتزر" الألمانية لتقاسم السيارات (تؤجر الشركة المركبات بالساعة أو باليوم إلى الأفراد). يعتبر البعض أن اختيار السيارة وسيلة مهمة لإثبات الذات اجتماعياً، لكن قد يكون تقاسم ملكية المركبات خياراً أقل كلفة وأكثر ملاءمة.

لا شك في أن ظهور السيارات بلا سائق سيؤثر على تخطيط المدن وتصميمها أيضاً. إذا افترضنا أن المركبات المستقلة تتنقل بوتيرة أسرع وتستعمل مساحة الطرقات بفاعلية أكبر، فكيف يمكن أن يستغل المخططون منافع هذه الأتمتة؟ من جهة، قد يتسع نطاق المدن من خلال تخفيض ساعات التنقل على الطرقات وتقليص الضغط النفسي المرافق للقيادة. من جهة أخرى، قد تصبح المدن أكثر كثافة من خلال تخفيض المساحات التي يجب تخصيصها للطرقات ومواقف المركبات. كخيار بديل، يمكن استخدام المساحة المخصصة للطرقات في مراكز المدن كممرات للدراجات أو منتزهات.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشركات الكبرى ترصد مليار دولار لتطوير القيادة الذاتية الشركات الكبرى ترصد مليار دولار لتطوير القيادة الذاتية



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 17:41 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:27 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميداليتان للجزائر في الدورة المفتوحة للجيدو في دكار

GMT 17:40 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم ليفربول يشعل مواقع التواصل بمبادرة "غريزية" غير مسبوقة

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

متزوجة تعتدي على فتاة في مراكش بسبب سائح خليجي

GMT 10:41 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عروض فرقة الفلامنكو الأندلسية على مسرح دونيم الفرنسي

GMT 16:22 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

جدول أعمال مجلس الحكومة المغربية في 25 كانون الثاني

GMT 16:46 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

سقوط بالون طائر يحمل عددًا من السائحين في الأقصر

GMT 00:22 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

نيرمين الفقي تكشف سبب مشاركتها في مسلسل "أبوالعروسة"

GMT 02:12 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

سعر الدرهم المغربي مقابل الدولار الأميركي الثلاثاء

GMT 21:04 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

أولمبيك خريبكة يستعيد نغمة الانتصارات ويؤزم وضعية تطوان

GMT 13:54 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

بيتزا بيتي محشية الأطراف

GMT 19:50 2015 الأربعاء ,04 آذار/ مارس

10 أشياء غريبة يحبها الرجل في المرأة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib