لندن ـ سليم كرم
لا توجد سيارة أُعلِن عنها باعتبارها سيارة الرحلات الكبرى، جيدة فعلا في الرحلات الطويلة، باستثناء أحدث سيارة بنتلي كونتيننتال جي تي، إن تحقيق توازن بين راحة المسافات الطويلة والاستمتاع بالقيادة الجيدة أمر صعب، لذلك فإن معظم الشركات المصنعة تستهدف مكانا ما في الوسط، منتجة سيارة ليست لطيفة على وجه الخصوص في الرحلات الطويلة ولا من المثير قيادتها على الطرق الملتوية، ومن الإنصاف أن نشير إلى أن "الرحلة الكبرى" نفسها فكرة خيالية إلى حد كبير، وأنه يكاد لا يوجد أي سائق يستخدم سياراته في رحلات طويلة وممتعة عبر القارات، لا تملك شركات السيارات -التي تنشغل مسبقا بجني المال- أي سبب لتلبية احتياجات مجموعات المستهلكين الخيالية، وبالتالي يعملون على تطوير نماذج لتلبية احتياجات الأشخاص الحقيقيين، والبيع للعملاء الحقيقيين، ولهذا السبب فإن جاغوار F-Type الجديدة محيرة بعض الشيء.
إنها سيارة تقليدية ذات مقعدين، متوفرة بمحرك بست أسطوانات، أو أربع أسطوانات، أو ثماني أسطوانات، مع سقف ثابت أو قابل للطي، يمكنك الحصول عليها بنظام الدفع الخلفي أو الدفع الرباعي، وإذا اخترت إصدارات SVR من النطاق الأعلى، فإن أرقام الأداء تشير إلى سيارة فائقة، تبدأ الأسعار من نحو 50 ألف جنيه إسترليني وترتفع إلى أكثر من 130 ألف جنيه إسترليني، تبيع جاغوار حوالي 10000 سيارة من هذه السيارات خلال السنة.
يقدم محرر قسم السيارات مراجعة لسيارة من طراز P380 ويقول: السيارة التي أقودها هذا الأسبوع، سيارة طراز P380 ذات سقف لين، فتحتوي على مخمدات تفاضلية ووقائية محدودة الانزلاق، إلى جانب محرك توربيني V6 سعة 3 لترات الذي يمنحها 375 حصانًا، تبلغ تكلفتها حوالي 72 ألف جنيه إسترليني، وتأتي مع مكابح متينة، و"عادم رياضي نشط قابل للتحويل"، ومجموعة صغيرة من الزخارف البصرية لإعلام الجميع أنها سيارة عالية المواصفات، هناك خيار إضافة طلاء بمبلغ 3500 جنيه إسترليني ونظام للتحكم بدرجة الحرارة بمبلغ 1000 جنيه إسترليني، حتى الآن سيارة جاكوار كالمعتاد، لكنني قدتها أكثر من ألف ميل في إنجلترا وأسكتلندا، وما زلت مرتبكًا قليلاً بشأن ما هي عليه، على الطرق الخلفية في الساعة 2 صباحا شعرت بصيصا من ما أرادت القيام به، وبعد ذلك حاولت إخباري مرة أخرى، ولكن بالنسبة للجزء الأكبر من وقتي في جاغوار F-Type كانت تجربة محيرة.
إحدى المشكلات الرئيسية هي أنها سريعة جدًا، تعد الثواني الـ4.8 التي تستغرقها السيارة للوصول إلى 62 ميلا في الساعة اعتيادية إلى حد ما بالنسبة لسيارة في هذا النطاق، ولكن السرعة التي يدور بها عداد السرعة وراء هذه النقطة مربكة على معظم الطرق في المملكة المتحدة، سيكون منطقي تماما على الطريق السريع في ألمانيا، ولكن هنا يتطلب استمرار في السيطرة، لكن في الوقت نفسه، ليست سريعة بما فيه الكفاية، تستهلك القدرة فترة زمنية أكثر قليلا لتجمع نفسها، ولا يشعرك المحرك بنفس القوة الذي تشعر بها في السيارات الأكثر تكلفة.
إنها سيارة جميلة للقيادة، أو على الأقل أعتقد ذلك، ربما لا تزال أفضل سيارة ذات سقف قابل للطي في السوق، وهي شهادة على قوة تصنيف هذه السيارة منذ إطلاقها قبل نصف عقد، لكن الزمن تغير، إن هوندا سيفيك Type R ممتعة بنفس القدر، إلى حد ما، للقيادة على طريق متقلب، وأيضا Alpine A110، السيارة الصغيرة المبهجة، أكثر تسلية بكثير في الانحناءات، يمكنك في الواقع قيادتها قيادة خشنة، في حين أن أرقام الأداء الخاصة بها مماثلة للجاغوار، وهي أكثر متعة بكثير في هذا النوع من السرعات التي يفرضها القانون.
وبالطبع هذه ليست سيارة رياضية فقط، بها أيضا عناصر لتناسب الرحلات الكبرى، مما يعني أنها صُممت مع وضع المسافات الطويلة في الاعتبار، وتفعل ذلك بشكل جيد - إنها مريحة، وهادئة نسبيًا، تعطي أفضل أداء على الطريق السريع، إلا أن كل هذا مرتبك بسبب نظام المعلومات والترفيه في السيارة، فهو في أفضل الحالات رفقة سيئة، ولكنه مزعج حقًا عند الاتصال به أثناء الرحلات الطويلة، يكافح الراديو للعثور على الإشارة ثم يفقدها كل بضعة أميال، والتوجيه باستخدام الأقمار الصناعية مروع، حتى أن سيارة Audi R8، التي لا تعد مناسبة للرحلات الكبرى، أقل إحباطاً أثناء الاستخدام لأكثر من 1000 ميل.
ثم هناك الضوضاء، يبدو صوتها أفضل عندما تضغط بقوة، وبالتالي فإن صوت المحرك المنساب بقوة لا يتوفر إلا في جرعات صغيرة محبطة، ما تبقى من الوقت، هو مجرد صوت رتيب، وفي هذه المرحلة، من الجدير أن نتحدث عن السعر الذي يبلغ 80 ألف جنيه إسترليني، والذي يجعل لهذا الطراز من F-Type الكثير من المنافسين الجديين للغاية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر