القاهرة - المغرب اليوم
صدر حديثًا عن دار الثقافة الجديدة كتاب بعنوان "ذكريات الجوافة.. رسم على رسم" للفنان جورج البهجوري.
ومن مقدمة الكتاب: "لو وصلت إلى الفرندة في نهايتها ستفاجأ بأجمل شجرة جوافة في حياتك إذ إنك تصبح على الفرندة كأنك واحد منهم، الجوافة عندما تقضمها تتذوق الطعم الوردي الداخلي، لو صعدت إليها لأصبح لك منتصفها تمامًا. لأنك إذا عبرت الخطوة الأولى ارتفاعًا إليها ستفاجئك صينية القلل الجميلة حيث تبقى وسط الشجرة على هامش الشجرة الكبيرة، هو اللون والشكل الجميل والارتفاع أيضًا كأنك تتسلقها فعلًا، فأنت عندما تصل إلى مجموعة القلل المثلجة ستجد لها أغطية نحاسية جميلة كالمعتاد ويضاف إليها تذوق حبة الجوافة وعندما تفتحها تجد لها لونًا زاهيًا جميلًا هو لون الورد.
لو صعدت أيضًا بعد القلل الموجودة في زاوية معينة أنك تستطيع وأنت واقف أن تأكل الجوافة الوردية وتشرب الماء المثلج طبيعيًا دون أية ثلاجة.
ولو صعدت بعد ذلك ستدخل في الفروع الغليظة حيث تستطيع أن تجد مكانًا للجلوس بين فرعين على درجة من النمو وزحام أوراق الجوافة الخضراء وليس لك وقت للهبوط تستطيع أن تحمل كراستك للرسم معك وتبقى اليوم بأكمله ترسم أو تقرأ أو تكتب.
ولو جاء فكرة التفكير في مشكلة، تبقى الجوافة والعنب والليمون والنعناع هي أجمل الطرق للتفاهم بينها. شجرة الجوافة تضفي إلى الذهن أفكارًا جديدة للإبداع والرسم".
وتابع " رانت لحظة صمت يليها حوار وآخر وقد اقترب كتفي بالصدفة من كتف «چاك لانج» -وزير الثقافة الفرنسي في عصر الرئيس "فرانسواه ميتران"- فاضطررت أنا القصير أن أشب قليلًا وكان لا يزال كأس الشمبانيا يخرج فقاقيعه الزكية وتشعشع في رأسي.. ولأنني تعودت على التلقائية في الرسم والكتابة والكلام فوجئت بفم «چاك لانج» مفتوحًا أمامي في دهشة وأنا أبادره بسؤال ربما يجده غريبًا:
سيدي الوزير.. ما هي حكايتكم معنا نحن الفنانون الرسامون التشكيليون المعاصرون بمعنى الأحياء في مصر... إنكم تهتمون بأجدادنا.. ولكنكم لا تلقون أية طرف نظرة نحو فنوننا الجديدة الحديثة واسمح أن أقدم لك نفسي أنا واحد منهم."
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر