الحبل السرّي لمحمد الطيب تقدم أسطورة ابن الحرام الذي عاد
آخر تحديث GMT 17:43:56
المغرب اليوم -
أخر الأخبار

"الحبل السرّي" لمحمد الطيب تقدم أسطورة ابن الحرام الذي عاد

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

رواية محمد الطيب "الحبل السرّي"
القاهرة - المغرب اليوم

تُجسّد رواية محمد الطيب "الحبل السرّي" أسطورة متوارثة منذ الزمن البدائي لسكان "حلّة جابر" على لسان الشيخ جابر، تختفي وتعود في دورة أسطورية متكاملة تمثل الموت والإنبعاث والحذر حتى باتت قصة ترويها الأمهات لأبنائهن في ليالي الصيف، وصارت كالأهزوجة تُردد (ود الحرام إن أتى، ستحيون إلى متى). فمن هو ابن الحرام هذا الذي ملئت قصته الآفاق؟

فيقول الراوي: كانت لديّ أمانة فسلمتها، ووديعة فأوصلتها، حان الوقت للحاق بطريق السابقين، الأولين، تظل هذه الديار في أمان ما حفظتم نسلي فيكم، فإن جاء ابن الحرام، وما هو بابن حرام، ملك بيمينه السلطان وبيساره مشعل من نار، فتلك نار للحريق، فمن تدفأ بها احترق ومن نفخ فيها احترق ومن تجنبها فقد جانب الشر، ومن ألقى فيها عوداً فقد ألقى فيها ولداً، من منكم يلقي بولده إلى النار! عندما يطوي الزمان يأتي، فذكّروا أولادكم ليذكروا أولادهم قبل تمام المائة تأتيكم الأخبار بما تخشونه، هذا بلاغ سيُنسى وكلام سيطوى، وعندما يحين الوقت ستدركون معنى كلامي، الحذر الحذر! البلاغ البلاغ!".

وهذا العالم الغيبي الذي يتحرك خلاله السرد  يقابله عالم واقعي، يتمحور حول بطل الرواية "مبارك" الذي هو من نسل الشيخ جابر، والذي يتقاسم البطولة معه شخصيات أخرى تبدو متحولة من ماضٍ وضيع أو متواضع إلى حاضر أفضل، وفي غمرة هذه الأجواء يرصد الروائي عالمان منفصلان متوازيان حتى يصبحان عالماً واحداً عند "مبارك" الشاب الجامعي الذي غادر "حلّة جابر"، جرّاء كذبة رواها الأقدمون وعاشها هو بكل تفاصيلها، وهذه الكذبة مفادها أن أمه "النقية" ولدته من عمه، فكانت هذه الحكاية بمثابة سيف قد وضع نصله على عنقه، وثمناً دفعته أمه مقابل وعدٍ قطعه أباه على نفسه لعمه أن لا يفضح سرّه!

وهكذا، بعد أن كان اسم "مبارك" الطالب بالمستوى الثالث في كلية الاقتصاد، المستقبل يفتح له ذراعيه، غدا مجرد مبارك ولد النقية فقط، الهارب من قدره إلى قدره، جاء إلى الجامعة فاراً فوجد المقدم بدر الدين عمر الإمام/ الرجل الأول في مكتب الأمن الطلابي في انتظاره، يطلب منه أن يكون عيناً لمكتب الأمن له داخل الجامعة يمدهم بما يحتاجونه من معلومات، وبما يدور داخل نشاط الطلاب بشكل منتظم، وإذا رفض ستكون الفضيحة بانتظاره. 

واقع هذا الحال جعل من مبارك شخصية مأزومة تعيش صراعاً بين عالمين عالم الخير الذي بداخله وعالم الشر الذي ينتظره، فكان مرض الفصام نهايته.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحبل السرّي لمحمد الطيب تقدم أسطورة ابن الحرام الذي عاد الحبل السرّي لمحمد الطيب تقدم أسطورة ابن الحرام الذي عاد



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 02:52 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

ناسا تطلق مهمة أوروبا كليبر إلى قمر المشترى بحثًا عن حياة

GMT 21:22 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

اترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 00:43 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

الذكاء الاصطناعي يحاكي الموسيقى دون إبداع

GMT 02:15 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مصر ترفع سعر شراء القمح المحلي 10% للموسم الجديد

GMT 17:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib