القاهرة - وكالات
أعاد الشاعر المصري سمير عبد الباقي إصدار مجلة (شمروخ الأراجوز) التي كانت دائمة السخرية من الرئيس السابق حسني مبارك على مدى 80 عددا ثم توقفت بعد نجاح الاحتجاجات الشعبية الحاشدة في إنهاء حكم مبارك في فبراير 2011.
ويتفاعل الإصدار الثاني للمجلة مع قضايا تصدرت المشهد العام في الآونة الأخيرة وتداخل فيها الاجتماعي والسياسي بالديني مثل بعض المواقف المتشددة من الفنون كتحطيم رأس تمثال لعميد الأدب العربي طه حسين في مسقط رأسه بمحافظة المنيا والدعوة لإلغاء فن الباليه.
وتنشر المجلة في إصدارها الجديد قصائد تحمل عناوين منها (الدين معاملة وعمل) و(الدكتاتور الديمقراطي) و(الجنة.. ألوان) التي يعبرفيها الشاعر عن إمكانية أن يتخيل وجود عالم من غير أشجار أو بحر بدون أسماك إلا أنه لا يتصور وجود حياة بدون موسيقى وفن تشكيلي وكاريكاتير.
ويتساءل.. "إزاي أطيق الدنيا من غير أنغام الشيخ رفعت لما يرتل(إقرأ) أو (الرحمن)؟... إزاي أحس العيد من غير ثومة؟ وإزاي يومي يعدي من غير مقامات وقدود العود وحكاوى نشيد الإنشاد وهويت للشيخ سيد وآهات فيروز إزاي؟"، في إشارة إلى قارئ القرآن محمد رفعت الملقب بقيثارة السماء وأم كلثوم وسيد درويش الملقب بفنان الشعب وأغنيته(أنا هويت وانتهيت).
والمجلة المتواضعة طباعيا هي نشرة شعرية غير دورية "لا جريدة ولا جرنال ولا حتى مجلة. ومستقلة عن أي حزب وملة"، كما يعرفها عبدالباقي الذي ينشر فيها إضافة إلى أشعاره قصائده وأزجالا لغيره.
و(شمروخ الأراجوز) تحمل شعار (لا يحق لنا ما لا يحق لأهلنا) كانت صوتا رافضا لاستمرار مبارك في السلطة أو توريثها لابنه جمال في قصائد منها (فوانيس الأراجوز التعيس في ليل التمديد والتوريث) وصودرت أحد أعدادها بسبب قصيدة (دعاء المغلوبين) التي يقول فيها..
"يعيش مبارك ألف عام-محمي من الموت الزؤام-ومن العته ومن الفصام-ومن الكساح ومن الزكام-ومن الجرب ومن العجز ومن الجذام-عاش مستقيم ومستديم ومستدام... يحميه من السم الخفي في لقمته-يرقيه من الكدب اللي بتدسه الغباوة في كلمته-ينجيه من الغدر اللي في عيون اللي عايزين يورثوه-ومن اللي عايزين بالحيا-في قلة حياء يكفنوه".
وقال عبد الباقي إنه رأى أن يوقف إصدار المجلة ظنا منه أن دورها انتهى بنهاية حكم مبارك ولكن المتغيرات الجديدة دفعته إلى معاودة إصدارها للتعبير عن "الروح المصرية العاشقة لبهجة الحياة"منذ فجر التاريخ.
وعبد الباقي الذي اعتقل بين عامي 1959 و1964 مع نخبة من اليسارالمصري وعام 1977 أيضا صدرت له عشرات الدراسات النقدية والأعمال الشعرية للكبار والأطفال كما كون ثنائيا فنيا مع المطرب المصري عدلي فخري.
ومن قصائد العدد الجديد (أسباب) التي ينفي فيها أن تكون الفنون والتواشيح الأندلسية سببا في سقوط غرناطة عام 1492.
وفي قصيدة (الخوف) يخاطب المتشددين مستعرضا رحمة الله التي "مالهاش على خلقه شروط. والنفس المهزومة عمرها ما بتبني بيوت"،واصفا من يعتبره كارها للحياة بأنه "متكدر بيكدرنا معاه".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر