القاهرة ـ وكالات
"وتشرق شمس الأناضول" كتاب جديد يحتفي به معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 44، والذي تستضيفه العاصمة المصرية في الفترة من 23 يناير/ كانون الثاني إلى 5 فبراير/ شباط 2013.
بين سطور الكتاب تأخذك مؤلفته الكاتبة الصحفية نسرين مهران، في رحلة أسطورية تزور خلالها 8 مدن تركية ساحرة، وتباغتك بمهارة بأن تورطك في عشق مكان لم تره بعد.
فمن غابات وشلالات "طرابزون" في الشمال، إلى "ريزا" درة البحر الأسود، ثم "إسطنبول" بإطلالتها على مضيق البوسفور، وصولاً إلى "البورصة" ومشاهد الثلج، مرورًا بمدينة "كبادوكيا" أرض الجياد البيضاء، ثم "انطاليا" التي تحاكي الريفيرا الفرنسية، و"إرزروم" مدينة الواقع والأسطورة، وصولاً إلى "أنقرة" القابعة في قلب هضبة الأناضول والتي تتباهى بتاريخها البعيد، رحلة لا تنتهي من الجمال والبهجة.
ويقع كتاب "وتشرق شمس الأناضول" الذي ينتمي إلى أدب الرحلات في 184 صفحة متوسطة القطع، ويضم 10 فصول، وأصدرته دار نهضة مصر، وكان من المقرر أن يقام حفل توقيعه أمس الأحد في معرض القاهرة الدولي للكتاب، لكن تأجل الحفل بسبب الأحداث التي تمر بها مصر، كما تقول مؤلفة الكتاب لمراسلة الأناضول .
ويتضمن الكتاب ملحقًا خاصًا بالصور للمصور الصحفي "السيد عبد القادر"، في توثيق بصري لسيمفونية الأزهار والألوان والجمال للأماكن والبشر.
حول الكتاب، تقول مؤلفته "نسرين مهران: "من خلال جولاتي بمحافظات تركيا المختلفة أحكى شهادتي لما رصدته وشاهدته بدءًا من العام 2006، حيث أول مرة سافرت إلى هناك حتى اليوم".
وتضيف: "تلك المشاهدات استحوذت على جزء من نفسى وروحي، فاحتفظت بها في دولاب ذكرياتي، لكى تكون ملاذًا آمنًا لي في لحظات الضيق والكرب".
و"نسرين مهران" هي رئيس تحرير مجلة الجسر العربي التركي، وصحفية بمؤسسة الأهرام المصرية، ولها العديد من الكتابات في "الأهرام إبدو" الناطقة باللغة الفرنسية.
وفي مقدمة الكتاب تساءل الكاتب المصري "أحمد هريدي" عن دوافع المؤلفة لتدوين تجربتها في السفر والرحلة إلى تركيا في كتاب، قائلاً: "أهي روائح البوسفور؟ أم سيمفونية ألوان زهور "بورصة" المدينة الربانية؟.. أم هو ارتباطها العاطفي بالشعب التركي الطيب المتسامح؟".
وفسر هريدي أن المؤلفة "وقعت أسيرة حالة عاطفية وعقلية، دفعها الحنين إلى استعادة تفاصيل الرحلة، واستدعاء مشاهدها وصورها على الورق، بعد تأملها".
وفي الكتاب وصفت "نسرين مهران"، قلعة "طرابزون" القديمة بلغة أدبية راقية قائلة: "تبدّى التاريخ لعيني شيخًا عجوزًا يلعب النرد،، ويتأمل حال الإنسان، وبنفس مطمئنة أتجول في كنائس "كبادوكيا" المنحوتة داخل الجبال، ترافقني في جولاتي أطياف أرواح طاهرة سكنت هذه الأمكنة".
وتابعت: ومن أمام مسجد السلطان أحمد بإسطنبول بمآذنه الست، أسمع صدى صوت احتفالات السلاطين واستعراضات الجند وحفلات طهور الأطفال في الميدان الكبير.
ولم تنس "نسرين" في زخم رحلتها موطنها مصر حيث قالت : أكتر شيء سجلته في شهاداتي كان رائحة مصر التي كنت أشمها في كل شبر؛ في السوق "المصري" بإسطنبول، و في الرخام المصري المستخدم بواجهات وحمامات بعض القصور وفى الوثيقة التاريخية لمعاهدة قادش بالمتحف الوطني بالعاصمة أنقرة، وهى أول معاهدة سلام في العالم بين الفراعنة والحيثيين.
ووصفت المؤلفة العلاقة الروحية التي تربط المصريين بالأتراك قائلة : "حب مصر تقرأه بوضوح في عيون الناس بشمال تركيا؛ في "طرابزون" و"ريزا"، حيث ترتبط حياتهم بزراعة الذرة، الذي يعرف باسم "مصر" في اللغة التركية.
وفسرت نسرين ذلك بقولها: "مصر" عندهم هي مصدر العيش والرزق الحلال للفلاحين والعامة حيث يدخل أيضًا في صناعة الخبز، كما أنه طعام دافئ ومحبوب في الشتاء البارد.
وتقام الدورة الـ44 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وسط توتر وعنف تشهده الساحة السياسية المصرية مع حلول الذكرى الثانية لاندلاع ثورة 25 يناير/ كانون الثاني والتي نجحت في الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك، مما أثر على كثافة الإقبال على زيارة المعرض والذي عادة ما يشهد توافدًا كبيرًا للزوار من المحافظات المصرية المختلفة، وكذلك من جنسيات متعددة.
ويحمل المعرض في دورته هذا العام شعار "حوار لا صدام"، وافتتحه الرئيس المصري محمد مرسي الأربعاء الماضي بمشاركة 25 دولة عربية وأجنبية منها 17 دولة عربية و8 دول أجنبية، و735 ناشرًا منهم 498 مصريًا و210 عرب و27 ناشرًا أجنبيًا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر