فاطمة خميس تصف حزنها لفقدان والدها في فقيد قلبي
آخر تحديث GMT 15:56:46
المغرب اليوم -

فاطمة خميس تصف حزنها لفقدان والدها في "فقيد قلبي"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - فاطمة خميس تصف حزنها لفقدان والدها في

رواية "فقيد قلبي"
الرياض - المغرب اليوم

تغـــور جــروحه عمـــيقاً في القـــلب وتســــتوطن أوجاعه، إنه الغياب الأبدي الذي يحز بالوجدان، والموت بكل آلامه وقسوته، وبكل سطوته ومــــرارته وعذابــاته التي تعصر القلب وتظل فــــي ثنـــايا الروح وربما لا تبارحها، هــذه باختصار حكاية الكاتبة فاطمة أحمد خميس التي علمها الفــقد كيف تكتب مشاعرها بحبر الدموع.

إذ أخذتها أحزانها نحو القلم والورقة لتصدر كتابها "فقيد قلبي"، حيث تحدثت فيه عن فقدها والدها ووصفــــته بأنه الظـــهر والسند، وأوضحت في الكتاب ما تنطوي عليه معاني وأبعاد ومرارات كلمة فقد حين يعايشها ويختبرها أحدنا، وشرحت الآلام والأحزان التي عاشتها عندما فقدت من غاب عن دنياها ولم يغب لحظة عن قلبها: والدها.

تراجيديا الغياب الأبدي والحزن الذي يعصر القلب هي فكرة الكتاب، وعن ذلك تقول المؤلفة: إن تفقد أباك معناه أن تفقد الأمان، أن تفقد أباك معناه أن خيمتك الأمينة قد انهارت، حينما توفي أبي ليس لي سوى دفتري الخاص به، وقلمي الذي أعبر به عن مشاعري تجاه الفقد، فكنت في البداية أكتب الخواطر في هاتفي وأرسلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو بالأخص "انستغرام" خصصت حساباً خاصاً بالأدعية له.

والمشاعر التي أشعر بها فأخذت أكتبها وأرسلها دائماً، وذات يوم وأنا أتصــــفح موقع "انستغرام" شد انتباهي كتاب "علمني فقدك" للكاتبة عبير البح، فبحثت عنه في المكتبات وغيرها.. إلى أن أفلحت في إيجاده، وعندما وصل إليّ في المنزل بدأت في الــــقراءة وتبينــت فيه شعور الأم التي فقدت ابنها كشعوري تماماً عندما فقدت أبي، واندمجت في قراءة الكتاب فطفقت أتصفح الصفحات وأعيد قراءتها مرات عدة.

ومن ثـــم، إثرها، شجعــني هذا الكتاب على جمع مشاعري وخواطري في كتاب واحد أطلقت عليه "فقيد قلبي".

الرواية في الكتاب هي من نوع خاص، وتكمن خصوصيتها في أنها صادرة من قلب ابنة فجعت بفقد والدها، فصوت الرحيل عندما يتحدث يجعل من كل ما حوله آذاناً صاغية وعقولاً متعلقة بكل كلمة تصدر عنه، ليعيش معـــه في قلب المأساة وليتعرف على الغياب المطلق الذي لا يعرف التـــردد ودائم المفاجآت، فقد كان لوجود والــد فاطمة، كما نقرأ، معنى كــبير في حياتها، وكذا خلّف رحيله ألماً ووجعاً ملآ صدرها وقلبها ويستحـــيل إزالتهما.

وهنا تقول: أخذه التراب مني لمكان مظلم وموحش، أخذه التراب بعيداً إلى مكان الغربة والوحشة، وذقت ألم اليتم، وقصة رحيله قصــة منحوتة في ذاكرتي، أحـــياناً أتمنى لو إنك تعود لي، أو أن الأيام تعود للوراء لتعيدك لي.

جمعت المــــؤلفة في لغتها بالكتاب ما بين العربية الفصحى واللهجة المـــحكية، وتحدثت في كتابها الصادر عن "دار سيف الجابري" للطباعة والنشر والتوزيع، في نبذة، عن حياة والدها الفقيد، وسفره للعلاج في الخارج، وشرحت عن ليلة رحيله، وغيـابه الحزين الذي اعتبرته قصـــة علمتها الصبر، فهي كانت لا تبكي اعتراضاً لكنها كانت تبكي فقداً واشتــــياقاً لوالدها، كما تحدثت عن مرارة كلمة الفقدتلك الكلمة الصغيرة التـــي اعتبرت إن لها معاني كبيرة يكمن وجــــعها في القــــلب ولا يخــف، بل يزداد كل يوم أكثر، وتقول الكاتبــــة: مرارة الفــقد موجعة وغصة الحنين قاتلة، فما يزال الألم يتربع في منتصف قلبي لا يذهب.

كما حكت الكاتبة عن مشاعرها وأمنياتها لو كان بمقدور والدها أن يرافقها طوال حياتها، كما تمنت أن يكون رحيله مجرد حلم ستنهض منه وتراه بجانبها.

وتقدم المؤلفة رسالة في نهاية الكتاب، إلى كل من فقد غالياً تقول فيها: أعتذر إذا سبب لكم هذا الكتاب بعض الألم والحزن، ولكن أوجه رسالتي إلى كل من فقد غالياً، كم يضيق بك العـــالم بالرغـــم من ســـعته لأنك فقدته، وكم تود أن توقف الزمن وترجع إلى الخلف لتلك الذكريات، وأحياناً يقال إنك إنسان وستنسى بمجرد مرور أيام عدة، ولكن عندما يرحل شخص غال عليك فما لك إلا أمرين: الأمر الأول هو الرضا بقضاء الله وابتلائه، والأمر الثاني هو الصبر. فعلى العبد أن يصبر على مــصيبة قد أصـــابه الله بها ليناله الأجر.


المؤلفة في سطور

فاطمة أحمد خميس، كاتبة إماراتية، مهتمة بمجالات الأدب والقضايا الاجتماعية، لديها خواطر وكتابات متنوعة.

الكتاب: فقيد قلبي

تأليف: فاطمة أحمد خميس

الناشر: دار سيف الجابري بالاشتراك مع مكتبة وتسجيلات الأمة 2016

الصفحات: 73 صفحة

القطع: المتوسط

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فاطمة خميس تصف حزنها لفقدان والدها في فقيد قلبي فاطمة خميس تصف حزنها لفقدان والدها في فقيد قلبي



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 03:18 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق
المغرب اليوم - أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 09:57 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لتنسيق اللون البني خلال فصل الشتاء بطرق عصرية

GMT 08:19 2022 الثلاثاء ,29 آذار/ مارس

أبرز تصاميم الأبواب الخارجية المودرن لعام 2022

GMT 10:54 2015 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة سلمى تدشن غداً الثلاثاء مركزًا للسرطان في بني ملال

GMT 12:48 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الجواهري يُحذر من ضعف ادخار الأسر وارتفاع اكتناز المال

GMT 23:34 2018 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

أليغري يؤكّد أن ديربي "تورينو" يتطلب مهارة فنية

GMT 10:21 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

أجمل تصاميم الأرجوحة المناسبة لحديقة منزلك هذا الصيف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib