دمشق - المغرب اليوم
ديوان (شوكولا) للشاعر السوري علاء زريفة يعالج موضوع الحب كمقاربة مناهضة للحرب
. يقع الكتاب الذي صدر حديثا عن دار د لمون الجديدة للطباعة والنشر والتوزيع بدمشق في (١٢٠) صفحة من القطع الأوروبي المتوسط
مالرسائل التي حاول بثها من خلال نصوصه التي بلغت 27 نصا وما يقصده بالشوكولا يخبرنا الشاعر زريفة في تصريح للثورة أون بقوله:
- (الشوكولا هي الذهب الذي لم يستطع تذويبه المستعمر الإسباني وورثته في الأميركيتين، فظلّت شاهدة بحلاوتها ومرارتها على تاريخ العبودية وإبادة الشعوب وبالوقت نفسه دليل سايكي زوجة كيوبيد ومأساتها حيث في اللحظة التي جمعت السماء بالأرض حكمتها اللعنة بأن تفارق حبيبها، الحبّ المحكوم بلعنة ألّا يتم.
إنّ ثيمة الديوان العامة والخاصة هي الحبّ التي من خلالها سيقول علاء هواجسه الوجودية والميتافيزيقية، ففي الحبّ وحده ينسى الإنسان أنّه من طين، ويغمض عينيه عن السماء، ليكون حرًّا للحظات كما في صحوة الموت. أليس الحب موتا صغير كما يقول ابن عربي) .تتسم قصائد الديوان بالرمزية في دلالاتها وإسقاطاتها، وسخرية لاذعة في مراميها على الرغم من عراقة مفرداته وما تنطوي عليه نفسه من وجع تبدى في لغته، ومقاربته لقضايا حياتية معاشة،هذا ما قالته المهندسة "عفراء هدبا" التي أشرفت على طباعة الكتاب وأضافت :
اقرأ أيضًا :
إصدار رواية بعنوان "سهراب" للكاتبة منار غنطوس
إن الشاعر يحاول أن يروي لنا بين سطور نصوصه بعضاً من تجاربه في كتاب شوكولا والمعارك التي خاضها كجندي واجه الكثير من المواقف العاطفية والإنسانية ترجمها في ثنائية الموت والحياة التي ما زالت تؤرقه وتدفعه إلى المزيد من التجريب والغوص في بحور الشعر وينابيعه لعله يصل إلى مبتغاه، متسلحاً بما أوتي به من شاعرية متدفقة، وهو ينشد السكينة والخلاص إلى حيث راحة نفسه وروحه المتعبة. -و العلاقة مع المرأة المحرك الأساسي لها، و محاولة اكتشاف أعماق وجودنا انبثاقاً من الأفكار والواقع المعاش، فالكتابة كحالة تسعفنا في ذلك لإدراك ذواتنا بكافة تجلياتها أياً كانت طبيعتها شعراً أم نثراً، ومهما تعددت أغراضها ومواضيعها طالما تحمل هاجساً إنسانياً لتغيير هذا المعاش وإسقاط الحلم كنزعة فلسفية عليه، و يهدم الأشياء ويعيد إنتاجها وصياغتها قصائد تكتب من الداخل كمن يستوحي فكرة ثقب الجدار كما في رائعة كولن ويسلون الشهيرة " اللامنتم" رغم تأثرها الكبير بالبيئة المحيطة به، و يحاول خلق عوالم الذي يولد من كنهه تفردنا وخصوصية وجودنا أروع وأجمل، من خلال المواضيع الشائكة التي تخلق جدلاً، وعناوين إشكالية، تريد إحراق شيء ما في كل نص». و تدافع بضراوة عن إنسانيةٍ بدأت تفقد جزءاً كبيراً من رصيدها المعنوي والمادي، بسبب نمط التسليع والعولمة وعصر السرعة الحالي، ويحاول اختراق المفاهيم والأطر الفكرية الخشبية واللغة الموسومة بالتعصب والانتهاك السافر لأرواحنا الحرة التي فطرنا عليها.
كتاب شوكولا يحاول أن يكون شهيد عذاب. متأثرا بالحرب و تعاين عن قرب طبيعة الحرب وتأثيرها العميق في كل تفاصيل الحياة، و المأساة ويحاول أن يطرح فكرة الخلاص العقلانية بعيداً عن الانتماءات المتشظية والصراعات، وهو يناقش الهوية وتشعباتها ككل، ولا ينتمي إلى أيديولوجية أو تعريفات تمزيقية يدعو أن يكون الإنسان حراً في عقله، ويلعب دوراً محرضاً في سبيل ذلك.
قد يهمك أيضًا :
مناقشة كتاب "فن اللامبالاة" في جيزويت الإسكندرية الاثنين
«غرفة السطح» تصوير للمجتمع الهندي في أربعينيات القرن العشرين
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر