أبوظبي- وام
بعد روايته الأولى "القرصان"، اختار الإعلامي والكاتب القطري، عبد العزيز آل محمود "الشراع المقدس" عنوانًا لروايته التاريخية الجديدة، التي يؤكد أنها منبثقة من مخطوط يتناول قصة غرير بن رحال وزوجته، وقصة الجاسوسين اللذيْن ساعدا ملك البرتغال على غزوه المنطقة، وشخصيات تاريخية محورية.في هذا المشروع الأدبي الذي يستقر به الكاتب على مرافئ الوقت، يستفيد آل محمود بشكل موسع من التاريخ الشفوي، ويبحر في تفاصيل الأحداث، فيضمّن روايته حكاية تراثية تناقلتها الألسن ودوّنتها المخطوطات، فيحبكها بمهارة يختلط فيها الواقع بالتخييل، وهامش الأدب بمقتضيات التدوين التاريخي الوفي.
في الوقت الذي تستمد الرواية مادتها من أحداث التاريخ وشخوصه، ينسج الروائي القطري حكاياته بمهارة يسجل بها الخيال الإبداعي حضوره بين لحظات التاريخ الجسيمة، لينقلنا بين قصص الحب والشرف، وتفاصيل النبل والخيانات التي نسجتها أسوار مدن قديمة مثل لشبونة، القاهرة، الاسكندرية، عدن، جزيرة البحرين، جدة، الأحساء، إسطنبول، بعد أن تمكن آل محمود من تغذية حبكته الأدبية بوعي سياسي عميق، وذهنية تاريخية ثاقبة لم تطل السرد الروائي ولا خصوصية تلك الحقبة التاريخية المهمة التي لم تؤثر في المنطقة فحسب، بل في العالم كله قرون مديدة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر