عمان ـ بترا
عاين الشاعر جريس سماوي في جملة من قصائده التي قدمها أمس الاربعاء في جمعية سكان جبل عمان (جارا) ضمن فعاليات اسبوع جبل عمان الثقافي جملة من الموضوعات الانسانية المشرعة على هموم وامال انسانية رحبة .
مزجت قصائد الشاعر في الامسية التي تابعها حضور كثيف من بينهم مدير عام مؤسسة عبد الحميد شومان فالنتينا قسيسية ومدير الثقافة في امانة عمان الكبرى المهندس سامر خير احمد ورئيس واعضاء الجمعية , بين تلك الابعاد الصوفية التي تناجي المكان المثقل بتحولاته ورحلة الشاعر المديدة في توقه الدائم الى الحب ودعوته المرأة الى الانعتاق في استحضار لالوان من الغزل والحنين.
استهل سماوي الامسية التي ادارها الكاتب احمد طمليه بمرافقة عازف العود همام عيد بقصيدة عن (الشاعر) كشف فيها عن ذلك الدور الريادي والتنويري للشاعر في الحياة والمثقل بالعذابات في مواجهة الانكسارات والصدمات والهموم، الا انه يظل متسلحا باطيب الكلام : الشاعر , حافيا كأمير الغجر, كالقمر, كالمطر, ادخل الشعر مزدلفا , ممسكا ببقايا ثيابي, جامعا فوق صدري بياض.
ويحفر سماوي في حاضر الانسان العربي وواقعه بقصيدة مهداة الى الروائي الكولومبي الراحل غابرييل غارسيا ماركيز والشاعر التشيلي بابلو نيرودا مجبولة بالاوضاع القاسية التي تقف القصيدة امامها عاجزة بفعل اولئك القتلة العابثين ممن تركوا العقل والحكمة وقبلوا بالرقص والتهريج والقفز كالبهلوانات على وقع اسئلة الدم.
وطاف سماوي في قصيدة (ياسمين الشام) بايقاعات يسكنها الدفء والحنين والحزن بالمكان الشامي وبيئته الخصبة مستذكرا جبل قاسيون ونهر بردى والبيوت الدمشقية وسهول حوران، بفيض من الاحاسيس الاتية من رؤى وأفكار بليغة الاشارات والدلالات مازجا بين حكايات الماضي الرغيد واحوال اللحظة الثكلى جراء لوعات الحزن والاسى وفراق الاحبة.
ويبوح الشاعر في نصوص قصائده النثرية القصيرة باطلالات على كثير من التفاصيل الثرية والمشرعة على اشراقات القصيدة في سرديتها الجمالية المتينة، حيث تصدح رقة وعذوبة بايقاعاتها المنفردة وهي تسير على ضفاف المعاني والدلالات في معانقتها للاسطورة مثل مفردات: الوطن، الانثى، الوردة، الريح، والفراشة، حيث استعاد فيها اجواء من البهجة والحضور الانساني يلمس فيها القارىء روائح الزعتر ورنين الاساور وانفاس القوافي وتكوينات الوشم وحيطان البيوت القديمة المزنرة بصور الشهداء والاحباب في غربتهم الطويلة.
يشار الى ان الشاعر سماوي كان وزيرا للثقافة ودرس الأدب الإنجليزي والفلسفة وفن الاتصالات الإعلامي في الولايات المتحدة الاميركية، وترجمت العديد من قصائده إلى اللغات الإيطالية والفرنسية والإنجليزية والتركية، وشارك في مهرجانات ومناسبات شعرية وادبية وثقافية داخل المملكة وخارجها كان اخرها في ابو ظبي والشارقة وفي كوستاريكا والمكسيك، صدرت له في اكثر من طبعة مجموعته الشعرية المعنونة (زلة أخرى للحكمة)، كما عمل مديراً عاماً لمهرجان جرش للثقافة والفنون من العام 2001 الى العام 2006 وقبل ذلك اضطلع بادارة مهرجان الفحيص .
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر