عمان ـ بترا
أكد سفير المملكة لدى فرنسا والكرسي الرسولي – الفاتيكان الدكتور مكرم القيسي ان زيارة قداسة بابا الفاتيكان فرنسيس الاول المرتقبة الى المملكة في الرابع والعشرين من الشهر الحالي، تدلل على أن الأردن رسخ دوره عالميا في الوفاق والوئام بين الأديان ونبذ العنف أينما كان.
وقال القيسي في مقابلة مع وكالة الانباء الاردنية (بترا) بالتعاون مع المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام في الاردن، ان الزيارة تعتبر تاريخية ورسالة للعالم لانها تؤكد الدور الهام الذي يقوم به جلالة الملك عبدالله الثاني وقداسة البابا في نشر قيم العدل والسلام في هذه المنطقة التي عانت كثيراً من تبعات الصراع و عدم الاستقرار.
وبين أن القيادة السياسية في الاردن صاحبة الارث الهاشمي والدور العظيم في تعزيز نهج الاندماج والتعايش الديني ونبذ العنف والتفرقة والتوجه نحو التسامح بين أبناء الديانتين الإسلامية والمسيحية قد أولت الزيارة الاهتمام الكبير و تم الايعاز لجميع الجهات المعنية لبذل أقصى الجهود لانجاح هذه الزيارة.
وأشار السفير القيسي الى ان الزيارة البابوية تمثل أهمية كبيرة لجهة المعاني والدلالات، حيث تعتبر أول زيارة يقوم بها خارج الفاتيكان ويضعها على جدول أعماله منذ تسلمه سلطاته الكنسية على رأس الكنيسة الكاثوليكية في 13 آذار 2013، فيما كانت زيارته الأولى للبرازيل معدة قبل اختياره حبراً أعظماً.
وكانت أول زيارة بابوية لحبر أعظم خارج ايطاليا حاضنة الفاتيكان للأردن في العام 1964 قام بها قداسة البابا بولس السادس، وأخرى للبابا يوحنا بولس الثاني في العام 2000 وتلتها زيارة للبابا بندكتس السادس عشر في العام 2009.
وبين القيسي ان الزيارة تحظى بالترحيب على الصعيد الشعبي وسط تحضيرات لاكثر من الف صحفي سيقومون بتغطية برنامج الزيارة من بينهم 70 صحفيا يرافقون قداسة البابا، لافتا الى التحضيرات اللائقة التي وفرتها الحكومة والفعاليات لإستقبال الضيف ولقائه المرتقب في قصر الحسينية مع جلالة الملك عبدالله الثاني والاستقبال الرسمي المهيب الذي سيقام لقداسته في القصر الملكي العامر.
وقال القيسي "تشرفت بمرافقة جلالة الملك خلال زيارته الاخيرة إلى حاضرة الفاتيكان، حيث لعبت العلاقة الشخصية الخاصة التي تربط جلالته مع قداسة البابا دوراً رئيساً في اضفاء أجواء الصداقة على اللقاء الأخير، اضافةً إلى تقدير حاضرة الفاتيكان للدور المحوري الذي يلعبه الأردن بقيادة جلالته في مجال حوار الأديان وتغليب لغة الإعتدال والتسامح وإظهار الصورة الحقيقية للإسلام الذي يتشارك مع المسيحية في نشر معاني السلام والتراحم بين أتباع الديانات السماوية كافة وحتى بين أبناء بني البشر على العموم".
وبين ان الكرسي الرسولي يقدر أيضاً الدور الكبير الذي يضطلع به جلالة الملك عبدالله الثاني كسليل للدوحة الهاشمية في رعاية مسيحيي الشرق كون أبناء الأردن المسيحيين لم يتعرضوا إلى اي نوع من انواع الهجرة القسرية عبر تاريخه حيث يعتبرون مكوناً رئيساً للفسيفساء الرائعة التي يتمتع بها البلد.
وقال سفير الدولة لدى الفاتيكان أنه يبدو واضحا تميز مستوى العلاقات بين البلدين الصديقين كون جلالة الملك عبدالله الثاني قد التقى بقداسة البابا فرنسيس مرتين خلال أقل من سنة، وسيكون هذا اللقاء خلال الزيارة البابوية التي تكرس الأردن كواحة للسلام والعيش الديني المشترك، هو الثالث في أقل من سنة ايضا، مما يعتبر دليلاً واضحاً على أهمية ومتانة العلاقات التي تجمع الأردن بالفاتيكان، كما تبرز الزيارة قدسية المكان وقدسية التراب الأردني وشهادة على أن حاضرة الفاتيكان تعتبر الأردن جزءا رئيساً من الحج الأكبر.
وأشار القيسي الى انه فيما يتعلق بأوجه التعاون بين الأردن والفاتيكان فهي متنوعة وفي تطور مستمر، حيث سبق أن رحب الفاتيكان بالرسالة التاريخية المفتوحة "كلمة سَواء بيننا وبينكم"، والتي وجهها طيف واسع من العلماء المسلمين المرموقين عالمياً (والذين تستمر أعدادهم في الازدياد حتى يومنا هذا) إلى قادة المسيحيين في العالم في 13 تشرين الأول 2007.
وانطلاقاً من هذه المبادرة والتي أقرّت، بناء على تعاليم القرآن الكريم والتوراة والإنجيل، وأكدت على أنّ أعظم قيمتين في الدين الإسلامي والدين المسيحي هما حبّ الله وحبّ الجار، قام الفاتيكان وبناءً على ذلك بعقد أول ندوة للمنتدى الإسلامي الكاثوليكي العالمي بين 4-6 تشرين الثاني 2008.
وأكد القيسي اعتزاز الاردن بعلاقاته مع الفاتيكان وتقديره للجهود التي يبذلها مع محبي السلام في العالم لتعزيز قيم التسامح والمحبة مما يشكل المكون الاساس للديانتين الاسلامية والمسيحية، وهو ما اكد عليه الأردن في جميع المبادرات ككلمة سواء ورسالة عمان وأسبوع الوئام العالمي الذي تبنته الجمعية العامة للامم المتحدة واحتضان الأردن للعديد من المؤتمرات التي تدعو للتسامح والاعتدال.
كما أشار الى احتضان الأردن لعدد من اللقاءات، منها المؤتمر الخاص بالتحديات التي تواجه المسيحيين العرب الذي دعا اليه جلالة الملك عبدالله الثاني في ايلول.
وبين ان الزيارة تأتي في وقت تغلب فيه صفة عدم الاستقرار على الإقليم، وعليه فهي تبرهن على أن الأردن هو نموذج الدولة المستقرة في المنطقة، كما ستسهم الزيارة في تعزيز الوضع السياحي للمملكة ووضعها ضمن خارطة السياحة الدينية العالمية، ما يعزز فرص إستثمارها من خلال إستقطاب السياح للمواقع السياحية المتنوعة في الأردن.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر