سراييفو - واس
افتتح فخامة رئيس مجلس رئاسة البوسنة والهرسك باكر علي عزت بيقو فيتش اليوم بحضور معالي الأمين العام لرابطة العالم الاسلامي الدكتور عبدالله بن عبد المحسن التركي ندوة " عقيدة أهل السنة والجماعة ـ تراث مسلمي البلقان" وذلك بمبنى مكتبة الغازي خسروبك في العاصمة سراييفو .
وتنظم الندوة رئاسة المشيخة الإسلامية في البوسنة والهرسك على مدى يومين بالتعاون مع كلية الدراسات الإسلامية في سراييفو ومعهد الحفاظ على التراث الإسلامي التابع لرئاسة المشيخة بمشاركة محاضرون من أعلى المؤسسات التعليمية في البوسنة والهرسك إضافة إلى مشاركة علماء وخبراء من دول البلقان والمملكة العربية السعودية ومصر والسودان وقطر وتركيا.
وافتتحت فعاليات الندوة بالقرآن الكريم ثم ألقى فخامة رئيس رئاسة مجلس رئاسة البوسنة والهرسك كلمة رحب فيها بمعالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي وأصحاب الفضيلة العلماء المشاركين في الندوة.
وأكد أهمية هذه الندوة في الحفاظ على تراث مسلمي البلقان المتمثل في عقيدة أهل السنة والجماعة المبنية على التوازن والإقناع والانفتاح على الآخرين والتعايش السلمي وفق سلوك السلف الصالح الذين حملوا هذا التراث طوال مئات السنين الماضية مما يستلزم التفكير في الوضع الحالي بالاعتماد على أمثلة الماضي.
وقال : إن الدين الإسلامي دين التسامح والتعايش والإسلام يقبل بكل ماهو متطور ويبني ولا يهدم ، والإسلام لا يعطل الطاقات البشرية ويحث على التقدم والتعاون واكتساب العلم والمعرفة لرفاهية البشرية.
ثم القى معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي كلمة نوه فيها بالجهود التي تبذلها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو نائب خادم الحرمين الشريفين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - لدعم المسلمين في أنحاء العالم كافة والاهتمام بقضاياهم وخاصة مسلمي البلقان .
وأوضح أن الإسلام أسهم في أمن شعوب البلقان واستقرارها وتلاحمها وأن المحنة التي مرت بها وخاصة البوسنة وكوسوفا قد هزت العالم الإسلامي وبعد أن خمدت هذه المحنة بدأت شعوب البلقان في ظل الإستقرار الذي انبسط عليها تتجه لاستعادة تلاحمها وتعاونها وصلتها بدينها الذي كان ضعفه سبباً فيما أصابها.
وبين أن العقيدة تبنى عليها العبادات والمعاملات والأخلاق التي يعتد بها ويرجى النجاة بسببها عند الله، مؤكداً أن العقيدة السليمة يجب ان تكون خالية من البدع والخرافات التي لم تكن في كتاب الله ولا في سنة رسوله والعقيدة السليمة هي التي تمسك بها السلف الصالح فهم القدوة والأسوة التي يجب أن يتوسم خطاهم في الأقوال والأفعال والإعتقادات.لفت الدكتور التركي الانتباه إلى أن الواجب على العلماء والهيئات الإسلامية الإسهام في عودة الأمة المسلمة إلى كتاب الله وسنة رسوله وما كان عليه السلف الصالح وأن تكون الأولوية لوحدة الأمة واجتماع كلمتها وجمع طاقة المسلمين وتوجيهها نحو تحقيق المصالح العامة للأمة والتضامن في مواجهة الأخطار ورأب الصدع بين مكونات المجتمعات بجمعها على ثوابت الإسلام وأصوله .
وأفاد أن إختيار المشيخة الإسلامية بالبوسنة والهرسك عقيدة أهل السنة والجماعة موضوعاً لهذه الندوة اختيار موفق وعلى جميع المشيخات والجهات الإسلامية أن تعتني بهذا الأمر لما يلمسه كل متابع للشأن الإسلامي من انتشار للطائفية البغيضه واستهدافها المجتمعات المسلمة ودعمها من منظمات ودول وأنها تستهدف أهل السنة والجماعة في عقيدتهم وسلوكهم وعلى المسلمين علماء ومسؤولين وهيئات أن يدركوا الخطر وأن يعمقوا وعي مجتمعاتهم بعقيدتهم الحقه ومنهجهم الصحيح.
ودعا الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي المشاركين في الندوة إلى الخروج ببرنامج عمل بين العلماء وبين المؤسسات في مختلف دول المنطقة يركز على تعميق ثقافة أهل السنة والجماعة في نفوس المسلمين وبخاصة الناشئة وأن تعمق في نفوسهم الخطورة التي تنشأ من الطائفية التي بدأت تسيئ إساءة واضحة للإسلام المتمسك في عقيدة أهل السنة والجماعة.
وشدد معاليه على أن الدين الاسلامي دين منفتح ودين وسط يحارب الارهاب والتطرف ويؤكد على التعاون والاستقرار والأمن، داعياً المشيخات الإسلامية في البوسنة والهرسك ودول البلقان الأخرى إلى التركيز على هذه الخصائص التي يحث عليها الدين الإسلامي ويدعو إلى التمسك بها في كل زمان ومكان.
وستناقش الندوة تراث علماء أهل السنة والجماعة في بلاد البلقان والمشاكل التي يواجهها اليوم مسلمي البلقان بشأن فهم عقيدة أهل السنة والجماعة وبيانها وضرورة نشرها وتكرارها في كل وقت وزمان وفق الظروف والمستجدات لحفظ وحدة المسلمين ومواجهة احتياجات المسلمين العلمية والعملية في البلقان.
حضر حفل افتتاح الندوة عدد من المسؤلين بجمهورية البوسنة والهرسك وسفير خادم الحرمين الشريفين بسراييفو محمد بن عيد الثقفي ومدير العلاقات العامة برابطة العالم الإسلامي محمد المجدوعي .
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر