القاهرة _س.ب.ر
القاهرة _س.ب.ر
تحتفل الاوساط الادبية والثقافية المصرية والعربية اليوم /الاثنين/ بالذكرى الأربعين لوفاة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين الذى اثرى المكتبة العربية باسهاماته المميزة والتى نظر اليها النقاد والمستشرقون على انها صرخة مدوية فى مواجهة قوى الظلام والتطرف ..، فهو يعد أحد رواد حركة التنوير في الفكر العربي فى العصر الحديث ومفكرا من الطراز الاول .وظل طه حسين يثير عواصف التجديد حوله في مؤلفاته ومقالاته المتلاحقة وإبداعاته المتدفقة خلال مسيرته التنويرية التي لم تفقد توهج جذوتها سواء خلال فترة حياته أو حتى بعد رحيله عن عالمنا ، ولم يتأثر بالحملات العنيفة التى شنها معارضوه ضد أفكاره الاصلاحية والتحديثية .ورغم تاثر طه حسين بشخصية ومؤلفات أبو العلاء المعرى الذى اشتهر بلقب " رهين المحبسين "- فى اشارة الى العمى والبيت - نجح عميد الادب العربى فى حمل مشعل التنوير والابداع لسنوات طويلة وصنع المعجزة التي تحرره من قيود الضرورة والتخلف والجهل والظلم .ولد طه حسين بمغاغة الواقعة بمحافظة المنيا عام 1889، وكان ترتيبه السابع بين ثلاثة عشر أخا وأخت، وفقد بصره وهو في عمر السادسة من عمره فألحقه والده بكتاب القرية فحفظ القرآن كله عام 1898.ثم أرسله والده إلى القاهرة لتلقى العلم بالأزهر، وحين تأسست الجامعة المصرية عام 1908 كان طه حسين من أوائل الطلبة الذين التحقوا بها، وسافر الى فرنسا في عام 1914 والتحق بجامعة مونبليه التي كانت بعيدة عن باريس بسبب الحرب العالمية الاولى ، فدرس اللغة الفرنسية ، وفي عام 1915 ألغت الجامعة المصرية بعثاتها العلمية لاسباب مالية وعاد الى مصر.ولكن سرعان ما عاد طه حسين مجددا الى جامعة باريس وتلقى دروسه في التاريخ ، ثم في الاجتماع و أعد رسالة اخرى على يد عالم الاجتماع "اميل دوركايم" وكانت عن موضوع الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون ، وحصل فيها على الدكتوراة عام 1918.وعاد الى مصر عام 1919 وعين استاذ للتاريخ اليوناني والروماني حتى عام 1925 وتحولت الجامعة المصرية الى جامعة حكومية وعين فيها استاذ للتاريخ الادب العربي ، كما اصدر كتابه عن الشعر الجاهلى في عام 1926 ، وقد احدث الكتاب ضجة سياسية اخرى نتيجة اثارته لقضية انتحال الشعر العربى ، ورفعت دعوى قضائية ضده ،فأمرت النيابة بسحب الكتاب واوقفت توزيعه .وبعد تعيينه عميدا لكلية الاداب فى عام 1928 حدثت ضجة كبيرة ضده فاتخذ قرارا بالاستقالة وبالفعل تنازل عن المنصب ، لكنه اشترط ان يداوم على العمل لمدة يوما واحدا ، وفي عام 1930 أعادت الكلية طه حسين عميدا لها.معارضة شرسة
عارض طه حسين رغبة الحكومة فى منح الدكتوراة الفخرية من كلية الاداب لبعض السياسيين فى عام 1932 حفاظا منه على المكانة العلمية لتلك الجائزة ، ولكن الحكومة تحايلت ضده فلجأت الى كلية الحقوق ، لكنه ثابر على رأيه وشن حملة شرسة ضدهم من خلال الصحف الجامعية ، فأحيل الى التقاعد فى نفس العام ، ولكنه استطاع ان يستعيد مكانته العلمية من جديد فعاد الى الجامعة فى نهاية عام 1934 ، وعين عميدا لكلية الاداب في عام 1936 حتى عام 1939 .و فى عام 1942 تم تعينه مديرا لجامعة الاسكندرية ، فيما اصدر حزب الوفد الحاكم وقتها مرسوما بتعيينه وزيرا للمعارف فى عام 1950 حتى عام 1952 ، وبعدها تسلم رئاسة تحرير جريدة الجمهورية .حصل طه حسين على مناصب و جوائز كثيرة منها "تمثيله مصر فى مؤتمر الحضارة المسيحية و الاسلامية فى مدينة فلورنسا بايطاليا سنة 1960" ، و"انتخابه عضوا فى المجلس الهندى و المصرى الثقافى" ، وإشرافه على معهد الدراسات العليا" ، و إختياره عضوا محكما فى الهيئة الادبية الايطالية و السويسرية ، كما رشحته الهيئة المصرية لنيل جائزة نوبل فى عام 1964 ، و منحته جامعة الجزائر الدكتوراة الفخرية ، مثلما فعلت جامعة باليرمو الايطالية ، و نال قلادة النيل فى عام 1965 ، كما حظى برئاسة مجمع اللغة العربية ، و فى سنة 1968 منحته جامعة مدريد شهادة الدكتورة الفخرية ، و فى عام 1971 ترأس مجلس اتحاد المجامع العربية فى العالم العربى.نور عينيهتعرف طه حسين على زوجته "سوزان بريسو " عندما كانت تقرأ مقطعا من شعر رايسين فأحب نغمات صوتها ورافقته طوال فترة دراسته بفرنسا فتزوجها في 9 اغسطس عام 1917 ، و أصبحت رفيقه دربه الحياتى والادبى حتى أنه قال عنها لأبنته "كأنها تلك الشمس التي اقبلت في ذلك اليوم من أيام الربيع .. فهذه المرأة جعلت من أبيك انسانا اخرا."
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر