القاهرة ـ أ.ش.أ
يحتفل العالم يوم 26 أبريل باليوم العالمي للملكية الفكرية 2014 تحت شعار "الأفلام : هواية عالمية"، من أجل تشجيع النقاش حول دور الملكية الفكرية في تشجيع الابتكار والإبداع.
وكانت المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) قد حددت يوم 26 أبريل في عام 2000 الاحتفال باليوم العالمي للملكية الفكرية وهو تاريخ دخول اتفاقية الويبو حيز النفاذ في عام 1970، بهدف إذكاء فهم الجمهور للملكية الفكرية . ومنذ ذلك الحين، أتاح اليوم العالمي للملكية الفكرية فرصة فريدة كل سنة لمشاركة الآخرين في جميع أنحاء العالم في النظر في الكيفية التي تساهم بها الملكية الفكرية في ازدهار الموسيقى والفنون وتقود الابتكار التكنولوجي الذي يساعد على بناء عالمنا.
وأشار فرانسس غري المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية إلى أننا نحتفل كل عام باليوم العالمي للملكية الفكرية في 26 أبريل وهى فرصة لمناقشة دور الملكية الفكرية وعلاقتها بالابتكار والإبداع. وشعارنا هذا العام هو الأفلام :هواية عالمية. وكانت الأفلام ولا تزال تستقطب جمهورا عالميا. فمنذ الأفلام الأولى من السينما الصامتة ما فتئت تشاهد في العالم بأسره بعيون منبهرة وبهواية مفعمة. وشهدنا مؤخرا نشأة الجمهور العالمي وأيضا الإنتاج العالمي. فبعدما كانت هوليود تهيمن على عالم الأفلام بلا منازع، إذا بنا نرى اليوم صناعة الأفلام تزدهر عبر العالم، مثل بوليود في الهند ونوليود في نيجيريا، كما في إسكندينافيا أو شمال أفريقيا والصين وسائر بقاع آسيا. إن الأفلام حقا هواية عالمية.
وذكر غري أن الأفلام هى أيضا إنتاج مباشر من الملكية الفكرية. انظر كيف تصنع الأفلام. تبدأ أولا بالسيناريو، وهو الملكية الفكرية لصاحبه المؤلف أو كاتب السيناريو، ثم هناك الممثلون وأداؤهم هو ملكهم الفكري، ثم الموسيقى وفيها الملكية الفكرية التي تعود للملحنين والعازفين. ويساهم الكثير في إعداد الفيلم كي نستطيع نحن أن نشاهده كأداء واحد كامل مكتامل كالنسيج المغزول من خيوط الملكية الفكرية المتعددة. تسري الملكية الفكرية في كل جوانب صناعة الأفلام. وكل أولئك الذين يساهمون في صناعة الأفلام وتوزيعها يتمتعون بالحماية في إطار قانوني دولي. وتعود نشأة النظام إلى اتفاقية برن التي أبرمت في القرن19 . وإلى جانب الدول الأعضاء في المنظمة، تحرص الويبو على أن يظل هذا الإطار القانوني الدولي يواكب العالم المتغير ويستمر في خدمة الغرض الأساسي منه، ألا وهو تسخير الملكية الفكرية لخدمة الابتكار والإبداع.
وذكر غري أنه مؤخرا أضفنا معاهدة جديدة هى معاهدة بيجين لحماية الأداء السمعي البصري من أجل حماية أداء الفنانين. وهذا العام، في اليوم العالمي للملكية الفكرية، أدعو كل عشاق الأفلام من كل مكان، وأنتم تشاهدون فيلما أن تتذكروا كل المبدعين والمبتكرين الذين أدلوا بدلوهم في إعداد الفيلم. بل وأحتكم أيضا على التفكير في التحدي الرقمي الذي أتت به الإنترنت إلى عالم الأفلام. وإنها في معتقدي مسئولية على عاتق المسئولين كما هى على عاتق كل واحد منا بأن نفكر في هذا التحدي وأن نتساءل: كيف نستفيد من هذه الفرص الرائعة لتعميم الثقافة وإتاحة المصنفات الإبداعية بنقرة زر واحدة، ونحرص في الوقت ذاته على أن يبدع المبدعون كما يبدعون ويكسبوا عيشهم كما يكسبون ويعدوا الأفلام كي نثري بها حياتنا.
قبل 100 عام وفي مدينة غبراء بولاية كاليفورنيا، أبدع تشارلي تشابلين الشخصية المشهورة شارلو، ليكون بذلك مبدع الفيلم الحديث، وقد أتى تشابلن الممثل إلى الشاشة بشخصية مثيرة للشفقة بدلالاتها وأعماقها. وأما تشابلن المخرج فقد أخذ بالتكنولوجيات الجديدة وسبر أغوارها. واستحدث تشابلن المنتج وسائل للتمويل والتوزيع، فساعد على إنشاء قطاع الأفلام الحديث وإرساء الفلم فنا من أكثر الفنون شعبية في العالم. وبعد 100 عام، أصبحت الأفلام هواية عالمية - يشاهدها الملايين كل يوم ويسترزق منها مئات آلاف العاملين في قطاع الأفلام في العالم بأسره. فمِن كتاب إلى ممثلين ومن مخرجين إلى منتجين ومن محررين إلى ملحنين إلى مصممين فأخصائيي الصوت والإضاءة ومبتكري المؤثرات والتقنيات الجديدة كل يساهم بشرارات إبداعه وابتكارات عبقريته في هذا النوع من الأعمال الجماعية إلى أبعد حد. وإذ غدت الأفلام تكثر وافدة يوما بعد يوم من كل حدب وصوب - بمزيد من سبل التوزيع والنشر على الشاشات الكبيرة والصغيرة - أصبحنا جميعا مستفيدين. فحقوق الملكية الفكرية هى التي تحدد كل مرحلة من مشوار صانع الفيلم، من السيناريو إلى الشاشة . وتلك الحقوق تساعد المنتجين على استقطاب الأموال اللازمة لوضع مشروع فيلم موضع التنفيذ؛ وتمكن المخرجين وكاتبي السيناريوهات والممثلين، وكذلك الكثير من الفنانين والتقنيين الذي يعملون وراء الكواليس من كسب أرزاقهم؛ وتحفّز الابتكارات التكنولوجية التي تتجاوز حدود الإبداع وتجعل ما يبدو مستحيلا ممكنا.
ويعد حق المؤلف، من ضمن جميع حقوق الملكية الفكرية، العنصر الحيوي لعمية صنع الأفلام. فهو يؤدي أدوارا عدة منها حماية المبدعين أو مالكي الحقوق من خلال منع جهات أخرى من.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر