القاهرة ـ المغرب اليوم
بعد أن تبنت "مؤسسة ترجمة الأدب السلوفاكي" دعم ترجمة عدد من الروايات للأدب العربي والتواصل مع ناشرين عرب منهم الناشر شريف بكر والمساهمة في خروج منتج أدبي سلوفاكي للساحة العربية أصبح التساؤل ملحاً حول أهمية وجود مؤسسة ترجمة مصرية ترعى المترجمين وتلاحق حجم الإبداع المتزايد عربيًا وعالميًا وتساهم في ترجمته لتداول الثقافات.
رواية "امرأة للبيع" للكاتبة السلوفاكية أورشولا كوفاليك، كانت إحدى الروايات التي لفتت نظر الناشر شريف بكر، والمترجم خالد البلتاجي، أستاذ اللغات السلافية بكلية الألسن جامعة عين شمس، أثناء حضور فعاليات معرض فرانكفورت الدولي للكتاب 2013 وقال الناشر أثناء حضوره ندوة رواية "امرأة للبيع" بالكتب خان مساء الجمعة، إن أجواء الرواية يتماس ويتشابه بشكل كبير مع حال المجتمع المصري والمدينة التى يضيع فيها الحالمون والراغبون فى حياة كريمة لتنتهي بهم إلى مرتزقة ما بين مواطن يتلقى إعانة بطالة ولا يجد فرصة عمل وبين من يتجه إلى الإدمان وبين من تلجأ إلى الزواج بالرجل الثرى للخلاص من المعاناة والضيق.
ورغم هذا الحماس من قبل الناشر للرواية إلا أنه لم يتجرأ على المخاطرة بترجمتها دون تلقى تمويل من مؤسسة داعمة.
وقاال شريف بكر، صاحب دار العربي للنشر، في مصر لا يسعني المخاطرة والترجمة لعمل لم يحقق أعلى مبيعًا أو يكون حاصدًا لجوائز مرموقة فهذه أزمة القارئ والناشر على السواء في مصر التهافت على ما يطلق عليه الـــ best seller.
هذا وقال الدكتور خالد البلتاجى، مترجم الرواية من اللغة السلوفاكية، إنه المترجم الوحيد للأدب السلوفاكي في دور النشر المصرية قاطبة، فالمترجمون المصريون يتخرجون من أقسام الترجمة بكليات اللغات المصرية ولا يتوقعون حياة كريمة من وظيفة "مترجم" فالدولة فى نظره لا ترعى المترجمين ولا تقدم لهم ضمانًا للاستمرار في هذه المهنة التي أصبحت تعتمد على إنكار الذات واحتياجاتها الأساسية فى سبيل الاستمرار فى عمل الحسنة الوحيدة للاستمرار فيه هو "هوايته".
وأضاف البلتاجي، أن العالم الفسيح بثقافته ينتج إبداعًا وفكرًا مهولًا ولا ننال منه سوى القسط الذي يتفضل به المركز القومي للترجمة الذي يعتمد إما على ترجمة أعمال المشاهير وحاصدي الجوائز أو أقطاب الفكر والثقافات ممن يمر على توقف مشاريعهم عشرات السنوات، مؤكدا أن هناك مراحل طويلة نفتقدها فى التواصل مع ثقافات العالم، ونحن متأخرون فعليًا فى ملاحقة كل كبيرة وصغيرة تحدث على هذا الكوكب الذي أصبحت طريقة التواصل فيه سهلة لكن فعل التواصل فيه من ناحيتنا بطىء للغاية.
الناشرة كرم يوسف صاحبة الكتب خان ألقت على عاتق المترجم الوحيد من اللغات السلافية خالد البلتاجي مهمة العمل على مشروع منظم وغزير ليلاحقنا بالتدفق الثقافى الذي يحدث في الإبداع فى مدن مهمة فى ثقافتها مثل تشيك وسلوفاكيا وأثنت على ترجمته الأخيرة للأعمال الكاملة لكافكا إلى العربية والتي احتفى بها السفير التشيكى بالقاهرة وحضر جناح دار العربي بمعرض الكتاب لشكر المترجم ودار النشر.
ومن جهته أثنى الشاعر أحمد سراج، مدير الندوة على ترجمة الرواية أولا من حيث اختيارها لتماسها مع حال المجتمع المصرى وثانيا على اللغة السردية الأدبية بامتياز التى ترجم بها البلتاجي الرواية، ممتنا لحضور الرواية أرشولا كوفاليك إلى القاهرة رغم الحالة الأمنية غير المستقرة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر