دمشق - سانا
يعتبر كمال فوزي الشرابي واحدا من أهم رواد الشعر الحديث على الساحة الثقافية السورية والعربية حيث تميز شعره بالرومانسية الابداعية التي تأثرت بمكونات الشعر العربي وما اطلع عليه من آداب غربية نتيجة لعمله في الترجمة فكان للمرأة اهمية كبيرة في نتاجاته الأدبية إضافة إلى قصائد أخذت نمطا اخرا في حب الوطن.
وتحدث الباحث غسان كلاس خلال ندوة سلسلة أعلام خالدون التي شارك فيها ايضا الدكتور نزار بني المرجة واستضافها مساء اليوم ثقافي ابو رمانة عن ذكرياته والخواطر الادبية التي جمعته بالراحل الشرابي والرؤى والأفكار التي شكلت رابطا انسانيا واجتماعيا جمعت بينهما وكانت لها الاثر الكبير في توطيد اواصر الصداقة معرفا بنتاجاته ومجموعاته الشعرية وكتبه المترجمة وقصائده التي تضمنت كثيرا من المعاني الانسانية والصور المبتكرة والجديدة.
وأوضح كلاس أن الراحل الشرابي كان شخصية استثنائية وأحد أهم الشعراء الرومانسيين في الشعر الحديث.. مبينا أن نتاجاته الفكرية وترجماته الادبية أثرت المكتبة العربية بجديدها الابداعي واهمها المجموعة الشعرية قبل لا تنتهي التي ترجمت إلى اللغة الفرنسية وأصبحت قصائدها من المقررات الرئيسية في قسم اللغة الفرنسية بجامعة دمشق فتميز ببراعته في اختيار الفاظه وكلمات قصائده التي اختصرها بالوطن والمرأة حيث غني من شعره اكثر من ثلاثين أغنية.
ورأى كلاس ان الشاعر الشرابي كان من الشعراء السوريين المتميزين الذي ذهب في كتاباته الى محاولة تأسيس مدرسة شعرية خاصة به وبأسلوبه الرومانسي والرمزي الذي شابه كثيرا شعر الراحل نزار قباني من حيث كلماته الشفافة والرقيقة والمبدعة التي لامست القلوب من خلال تغزله بالمرأة والوطن مما جعل أسلوبه عابقا بالأصالة والسمو.
اما عن الترجمة فبين كلاس ان الشرابي اهتم بترجماته بالموضوعات الفلسفية التي نقل اغلبها عن اللغة الفرنسية التي كان يتقنها بشكل جيد إضافة إلى أنه كان مترجما معتمدا في وزارة الثقافة السورية يؤدي هذه المهمة بدقة واتقان مما جعل من رحيله خسارة كبيرة للساحة الادبية والثقافية.
من جانبه قال بني المرجة إن الراحل الشرابي ترك فراغا كبيرا في دنيا الشعر والترجمة والاداب والفنون حيث كان متذوقا للفنون بشكل كبير ومتابعا للحدث الثقافي وكان مشهورا بزواياه الصحفية التي غلب عليها الطابع الادبي وترجماته عن الادب العالمي مضيفا أن جميع قصائده واشعاره التي كتبها كانت تدور حول الجماليات.
وأضاف بني المرجة أن الراحل الشرابي اسس مجلة القيثارة في محافظة اللاذقية في اربعينيات القرن الماضي حيث كان سباقا في كتابة الشعر الحديث الذي يمتلك مقومات وأسس قبل كثير من الشعراء في الوطن العربي ولكن للأسف ابرزت الحركة النقدية آنذاك غيره من الشعراء الذين قد يتفوق عليهم بالمستوى الابداعي ومن هؤلاء نازك الملائكة وبدر شاكر السياب وتأخرت بذكر كمال فوزي الشرابي واقرانه أصحاب مجلة القيثارة في سورية الذين سبقوا الشعراء العراقيين فيما يتعلق بحركة الشعر الحديث.
اما شعر الشرابي فقد تميز وفق بني المرجة بالبساطة والجزالة والموسيقا العالية في قصائده واعماله الشعرية وربما كان هذا السبب في اختيار العديد من الملحنين والمطربين للعديد من النصوص الشعرية له لتغنى من قبل العديد من المطربين والمطربات في سورية ولا سيما نجيب السراج.
ورأى بني مرجة ان هذه النشاطات التي تتضمن تكريسا لأعلامنا الخالدين الذين أغنوا مسيرة الادب والثقافة والفكر في سورية تشد انتباه الاجيال الى تلك التجارب الكبيرة والعظيمة ليكونوا ويبقوا مثالا يحتذى في مسيرة العطاء الثقافي والابداعي والحضاري في بلدنا.
يذكر أن الراحل الشرابي من مواليد دمشق عام 1923 ويحمل اجازة في الحقوق أصدر مجلة القيثارة في مدينة اللاذقية من عام 1946 إلى 1948 وكان رئيس تحريرها ودرس الادبين العربي والفرنسي في مدارس مختلفة في سورية ولبنان وكان عضوا في جمعية الترجمة في اتحاد الكتاب العرب.
صدر له العديد من المؤلفات الادبية والشعرية منها الحرية والبنادق واعمال أخرى في مجال الترجمة مثل روميو وجوليت ورؤى وفيينا أواخر القرن التاسع عشر وغيرها وترجمت بعض قصائده الى اللغة الفرنسية وصدرت ضمن مختارات من الادب العربي المعاصر التي نشرت بباريس عام 1967.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر