الزرقاء - بترا
ناقشت الندوة الحوارية التي نظمها فرع رابطة الكتاب الأردنيين في الزرقاء مساء السبت مفهوم التعايش السكاني وعلاقته بالمكان (الأزرق نموذجا).
وقال مدير مهرجان الأزرق الدولي ورئيس منتدى الأزرق الثقافي شكيب الشومري،ان تغول ثقافة العولمة والصراع على المصالح يقوض أسس التعايش، مشيرا الى دور الدين الاسلامي في ارساء دعائم التعايش من خلال قيم التسامح والحرية وكرامة الانسان.
ولفت الى ان منطقة الأزرق تعد نموذجا مثاليا للتعايش بين الانسان والبيئة من جهة وبين جميع فئات المجتمع فيما بينها من جهة أخرى، اذ بدأ التعايش في الأزرق منذ عام 1888 حيث يسجل أول تواجد لقبائل بني معروف وكان الاستقرار الفعلي فيها عام 1905، فيما استقر فيها الشيشان فعليا منذ عام 1921، ثم قبائل بني صخر والحويطات وعرب الجبل، ما جعلها عبارة عن نسيج سكاني متنوع ونموذج للتنوع السكاني.
وبين ان الأزرق تعد من اهم المواقع الاستراتيجية عبر التاريخ باعتبارها حلقة وصل بين دول الخليج والعراق وبين الأردن وبلاد الشام وسميت بالأزرق بسبب لون الحجر البازلتي من الداخل والذي يميل الى الزرقة.
وأضاف ان الانسان سكنها منذ 10 آلاف عام قبل الميلاد وتتميز بجمال طبيعي أخاذ، يغذيها على شكل ينابيع متعددة، حوض مائي طبيعي تبلغ مساحته 12 ألف كيلومتر مربع، فكانت الطيور المهاجرة من شرق أوروبا الى افريقيا تحط في منطقة الأزرق لمدة ثلاثة أشهر، الا أن ضخ المياه الى شمال الأردن والذي وصل الى 57 مليون متر مكعب سنويا، انعكس سلبا على التنوع البيئي وأصبحت الأزرق بيئة طاردة للتنوع الحيوي.
كما بين ان عمليات الضخ الجائر وحفر آبار كثيرة للمتنفذين وسحب المياه العذبة جعل المياه المالحة تطغى على التربة ما أدى الى جفاف الكثير من النباتات وجفاف بعض المزارع، كما ان المنافسة غير المتكافئة لمصنع ملح الأزرق الذي كان يعيل قرابة 1200 أسرة أثر سلبا على الوضع الاقتصادي فيها.
وحول طريق الأزرق بين ان هناك منحة سعودية لإنشاء طريق بأربعة مسارب وجزيرة وسطية ومنارة، الا ان العمل بالمشروع لم يكتمل حتى الآن، مشيرا الى وجود مياه كبريتية علاجية فيها يمكن استثمارها في مجال السياحة العلاجية.
وفيما يخص المفاعل النووي المنوي اقامته في منطقة الأزرق قرب قصير عمرة، أوضح الشومري أن اهم شرطين لإقامة المفاعلات النووية في العالم هما قبول المجتمع المحلي وتوفر موارد مياه كافية للتبريد، مبينا اننا نستطيع الاستغناء عن المفاعل النووي من خلال بدائل الطاقة المتوفرة مثل الصخر الزيتي والطاقة الشمسية.
وحضر الندوة التي أدارها الباحث الدكتور محمود عليمات، الشاعر جميل أبو صبيح وجمع من الكتاب والمهتمين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر