رام الله ـ وفا
وقع الكاتب والسياسي أحمد عبد الرحمن، مساء الخميس، كتابه الجديد بعنوان:'عشتُ في زمن عرفات'، في احتفال أقيم في ملتقى فلسطين الثقافي- دار الشروق للنشر والتوزيع، بمدينة رام الله.وجرى توقيع الكتاب، الذي يقع في 329 صفحة من القطع المتوسط، بحضور أعضاء من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير، والمركزية لحركة 'فتح'، بالإضافة لوزير الثقافة أنور أبو عيشة، وعدد من الكتاب والصحفيين والمهتمين.وقال رئيس ملتقى فلسطين الثقافي 'دار الشروق للنشر والتوزيع' فتحي البس: 'نحتفل اليوم بتوقيع الكتاب للكاتب أحمد عبد الرحمن، وهو من مواليد قرية بيت سوريك- القدس عام 1943، وهو ابن للشهيد محمد جبر الذي ارتقى عام 1948 دفاعا عن الوطن، وتلقى دراسته الأولى في مدرسة بيت إكسا بالقدس ثم التحق بجامعة دمشق وأكمل دراسته، وتبوأ مواقع كثير في منظمة التحرير والسلطة الوطنية، ورافق الشهيد ياسر عرفات لوقت طويل، واستمر معه حتى استشهاده عام 2004'.وأضاف أن هذا الكتاب هو إصدار مشترك من اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين ومؤسسة ياسر عرفات.من جانبه، قدم الكاتب غازي الخليلي عرضا موجزا لأهم ما جاء في الكتاب وقال: 'إننا نحتفي بكتاب هام وعن تجربة غنية وحية للإعلامي المميز أحمد عبد الرحمن، فالكتاب ومن خلال قراءة سريعة، يقدم شهادة حياة وموضوعية عن التجربة الغنية التي عاشها كإعلامي مميز قريب من أبو عمار، ومرافق له في كثير من اللقاءات والأحداث والمواقف'.وأضاف أنه يقدم رواية للحدث الفلسطيني بكل مواقعه، ويروي بشهادته الحية الأوديسا الفلسطينية خلال العقود الأربعة الماضية بكل ما حفلت به من نجاحات و إخفاقات،ويقدمها للأجيال بكل حلاوتها ومرارتها ومعاناة ومأساة من عاشوها وصنعوها، فقد واصلوا حمل الشعلة والراية'.وأوضح أن عبد الرحمن كان حريصا أن يقدم قائده أبو عمار بطريقة إيجابية لم يجرح، ولكن لم يداهن أو يزيف، لم يتحدث عن نفسه ودوره بقدر ما كان يتحدث عن القائد الذي لازمه وعايشه، وأبرز في بعض القضايا والمواقف معاناته كإعلامي وناطق ومعبر عن موقف القيادة وموقفه الشخصي ورؤيته، وكان لا يعدم حس المبادرة أو التعبير عن الموقف كما استشفه من قائده'.ولفت الخليلي إلى أنه في ضوء قراءته للشهادة فإنها 'تستحق أن تكون محل دراسات معمقة وجادة لاستخلاص العبر والدروس لتستفيد منها الأجيال القادمة وهي تواصل مسيرة الكفاح من أجل انتصار الحق الفلسطيني، وبناء الشعب الفلسطيني لكيانه المستقل على أرضه'.من جانبه، قال الشاعر أحمد دحبور 'إنه يجب الاهتمام بالجيل الثقافي الذي نبت منه هذا الكاتب، وهو جيل عايش الثورة، وعاش مناخا ثقافيا مختلفا، في زمن قيام أول وحدة عربية، وعلى المستوى الفكري ظهرت الأسئلة الوجودية التي تسللت لحياتنا، وبداية التململ الماركسي، وهذا الجيل الذي هو خليط من كل ذلك كان يتميز بالعناد والثقافة وقدم نتاجا أدبيا وفيرا وممارسات نوعية، وكانت ممارسات أحمد عبد الرحمن علامة منها، وهذا الجيل لم يكن ليساوم أو يهادن وكان يذهب للخطر وهو يدرك المسؤولية عن موقفه'.وأضاف أن شهادته الشخصية تتمثل عندما عمل مع أحمد عبد الرحمن في درعا عندما كان مديرا للإذاعة الفلسطينية، وكان يقود الدفة مع مجموعة الكتاب والشبان المبدعين، كان يحرص على علاقة نوعية مع المجتمع.من جانبه، قال الكاتب والسياسي نبيل عمرو، الذي زامن أحمد عبد الرحمن وياسر عرفات، إن أحمد عبد الرحمن كان مع الرئيس في فترة طويلة ومتميزة ولا يغطيها كتاب، وأسهم في إلغاء المفهوم عن التاريخ الفلسطيني أنه تاريخ شفوي، و'لذا يجب أن نحذو حذوه ونكتب باستفاضة واضحة'.وأضاف أن عبد الرحمن كان سياسيا ولم يكن مجرد إعلامي، كان يطرح أفكارا لا يجرؤ غيره على طرحها، وهو لم يكن ملتزما لفلسطين بل كان متبنيا للفلسطينية، فهو قطعة من فلسطين وليس مؤازرا لها فقط.وأضاف أنه لم يكن يسمح لأحد أن يقترب من ياسر عرفات منتقدا أو مشوها، وكان مغامرا في السلوك من أجل أن يؤمن للفكرة التي يعتنقها أن تتقدم أو تتطور، داعيا عبد الرحمن إلى الكتابة أيضا إضافة إلى الكتاب الجديد، لأن التاريخ الشفوي لأي شعب تذروه الرياح والمكتوب هو الذي يبقى وتقرأه الشعوب وينقل للحضارات.بدوره، قال عضو اللجنة المركزية لحركة 'فتح' اللواء جبريل الرجوب، إن ما قدمه عبد الرحمن لجيل الشباب الفلسطيني في الكتاب، يعتبر مساهمة في صياغة الوعي الوطني الفلسطيني و'أنت لم تعرف حجم تأثيرك بالأرض المحتلة إلا بعد أن احتككت بالناس واحتكوا بك'.وأضاف: 'كان عبد الرحمن جزءا من استقلال الإرادة والقرار في الوطن المحتل، ونحن في الداخل الفلسطيني عشنا على الأمل الذي كان ينشره أحمد عبد الرحمن في فلسطين الثورة'.وأشار الرجوب إلى أن الكتاب سيكون رسالة للمساهمة في تثبيت الوعي الوطني الفلسطيني بمختلف أبعاده، باعتبار التجربة العرفاتية هي الحكاية الوطنية الفلسطينية التي يوجد بها هوية ووطن وقرار وإرادة.من جانبه، قال أحمد عبد الرحمن، في كلمة له على هامش توقيع الكتاب، إنه يكتب في هذا الوقت بالذات لأن أول قضية بالعالم وأهم قضية هي شطب شعب جغرافيا وتاريخيا وبشريا وهي القضية الفلسطينية، وأن ما يحدث هو أنه يتم إعادة صياغة الوعي الوطني تآكل من الجوار، فلا الوعي العادي ولا الأدب العادي قادر أن يبقي فلسطين التي أحضرها ياسر عرفات.وأوضح عبد الرحمن أن المطلوب هو حماية الوعي الوطني الفلسطيني، و'ما أحضرناه بدمنا ليس قليل، فأبو عمار أحضر قطعة من الأرض نقف عليها، ولا تعتقدوا أن هذا المكان متواضع وسخيف، بل هو الأساس، الوعي المشتت يحاول تصوير ذلك'.وأضاف: 'المطلوب هو أن نخلق حالة من الوفاق الوطني وحالة من الوعي الموحد، وأرجو قراءة الكتاب'.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر