دمشق - سانا
عشر منحوتات من الخشب هي حصيلة ملتقى النحت الذي أقامته مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة بالتعاون مع المعهد التقاني للفنون التطبيقية تحت عنوان /إبداعات شبابية في قلعة دمشق/ وذلك ما بين الثاني والعشرين من تشرين الأول الماضي والسادس من تشرين الثاني الجاري حيث احتضنت القلعة تلك الأعمال ضمن معرض عكس روح الإبداع والابتكار والتجدد عند الفنانين الشباب.
واستطاع النحاتون المشاركون في أعمال الملتقى أن يقدموا تصورات جديدة وطروحات خلاقة لموضوع المرأة باعتبارها الأم والأرض وأساس ينبوع الحياة مستفيدين من ثقافاتهم ورؤية كل منهم الخاصة لهذا الموضوع.
وقالت الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة في ختام الملتقى إن هذا الملتقى يقام في زمن "تواجه فيه سورية من لا يقيم للإبداع وزنا ولا تعنيه الحضارة "مبينة أنه في الوقت الذي يختتم فيه ملتقى إبداعات شبابية هناك من "يقوم بتحطيم تماثيل أثرية تعود إلى القرن الأول الميلادي أو يستخدمها للتدريب على الرمي".
واعتبرت مشوح أن الإبداعات المعروضة اليوم ضمن الملتقى جاءت من شباب تخرجوا من المعهد التقاني على يد أساتذة ومحترفين مشيرة إلى أن هذه التماثيل تجريدية كانت أو تعبيرية جسدت شعور كل واحد منا بالألم والانطلاق إلى عالم الجمال والحياة.
وأكدت مشوح ان سورية لن تقف عند هذا الحد وسيواصل "المواطن السوري السعي لبناء حضارة أفضل بسواعد شبابنا وشاباتنا".
من جانبه أكد عماد كسحوت مدير الفنون الجميلة... أن "سورية نبع الحضارة والفنون وهي التي صدرت الحضارة للعالم أجمع" وقد اثبت الفنان السوري حضوره المميز في الساحة التشكيلية العالمية.
وقال إن الفنانين الشباب من خلال هذا الملتقى " أرادوا أن يؤكدوا على استمرار بناء الصرح الثقافي البصري"مبينا أن أهمية الملتقى تكمن في" إصرار مبدعيه على تقديم صورة الحياة التي لا تموت" وان النحاتين الشباب سيكونون رافدا للحياة التشكيلية الفنية السورية التي يفتخر بها العالم أجمع".
وقدم الفنان هادي عبيد خريج معهد الفنون التطبيقية والمدرس في قسم النحت على مادة الخشب منحوتة مميزة ضمن الملتقى حاول من خلالها ان يحاكي الأدباء والشعراء في التعبير عن دمشق من خلال قطعة نحتية على شكل بيوت دمشقية تخرج منها امرأة مسورة بعصافير تحلق.
وقال في تصريح لسانا أن الملتقيات مهمة لجيل الشباب لأنهم يكتسبون خبرة ويطورون أفكارهم وتجعلنا نطلع على التقنيات التي يمتلكها البعض والاستفادة من خبراتهم.
بدوره الفنان ثائر سليمان بين ان مشاركته هي من خلال قطعة نحتية من خشب الصنوبر وهي تمثل جسد الأنثى والفكرة منه تجسد الصلة بين الخالق والخلق.
ورأى ان الملتقى مهم "لتحفيز الشباب وتطوير عملهم في المجال الفني" من خلال الخامات وتطوير أسلوب العمل والتعارف بين الفنانين المشاركين والأساتذة ما يعطي ساحة فنية أوسع ويسمح للفنانين بالتعرف على خامات جديدة.
أما الفنان سامر روماني فقد قدم عملا نحتيا بأسلوب تعبيري أطلق عليه اسم هارموني ويصور حركة المرأة وأنوثتها وتناغمها مع الايقاع الموسيقي.
بينما اختارت سيلفانا الريس أن تقدم منحوتة على شكل خطوط منحنية تعكس تناغم الجسد الانساني في حالة الرقص.
أما ولاء كاتبة فيصور عملها الذي حمل اسم /شغف ملاك/ جسدا إنسانيا يخرج من الظلمة إلى النور معتبرة أن هذه المنحوتة تمثل الأمل بالحياة.
وقدمت ساندرا الريس بأسلوب تجريدي منحوتتها التي تمثل تناغما موسيقيا مستوحى من مفتاح الصول الموسيقي.
في ختام الملتقى تم تقديم شهادات تكريم من قبل وزارة الثقافة للفنانين الشباب المشاركين في الملتقى وأساتذتهم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر