الرباط - وكالات
أسدل الستار ليلة الإثنثن على فعاليات الأيام الرمضانية للمديح النبوي الشريف ،المنظمة من طرف رابطة الموسيقيين الحسانيين للتراث والتنمية الاجتماعية بالعيون، بدعم من المجلس البلدي للعيون ، تحت شعار: ” حوار الثقافات في مدح خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم“.و تميزت الأيام الرمضانية، التي امتدت طوال الأربع ليالي التي سبقت ليلة القدر، ببرنامجها الغني والمتنوع، الذي لاق إعجاب ساكنة المنطقة، حيث حجت جماهير غفيرة من مختلف أحياء مدينة العيون لمشاهدة اللوحات الفلكلورية الشعبية التي أبدعت فيها الفرق الموسيقية الحسانية المنضوية تحت لواء الرابطة في مدح نبي الأمة وخاتم الرسل سيدنا محمد (ص). وفي تصريح لرئيس الرابطة السيد عزيز الإدريسي، اعتبر أن تنظيم هذه الأيام الرمضانية للمديح النبوي الشريف يأتي من منطلق إسهام الفعاليات الفنية بالإقليم في إحياء الليالي الرمضانية، كما يأتي في إطار الإسهام في الاهتمام بالفنان المحلي والحفاظ على التراث الصحراوي والتعريف بالثقافة الحسانية.
وقد عرفت فعاليات الأيام الرمضانية للمديح النبوي الشريف، حضورا مهما للمنتخبين وأعيان وشيوخ القبائل، وفعاليات المجتمع المدني. كما تميز برنامج الأيام الرمضانية بالغنى والتنوع ، حيث تم تنظيم سهرات فنية ولقاءات شعرية ولوحات فلكلورية ورقصات شعبية.
وتميزت الليلة الافتتاحية بإلقاء كلمات للجهة المنظمة، رحب من خلالها المنظمون بالجمهور الحاضر و الضيوف موضحين أهداف وسياق تنظيم هذه الأيام ، بعدها قدمت وصلات مديحية صحراوية وأخرى من الطرب الأندلسي أمتعت الجمهور الحاضر، و تخللها إلقاء لقصائد شعرية في مدح المصطفى (ص) من إلقاء الشاعر محمد أمبارك يارة، والشاعر ولد النيسان، قبل أن تختتم فعاليات الليلة الأولى بوصلة مديحية مشتركة بين المدح الصحراوي والطرب الأندلسي (فن الملحون)، والتي اعتبرت ترجمة لشعار هذه التظاهرة في حوار الثقافات، ولقيت هذه الوصلة استحسانا وتجاوبا كبيرا من طرف الجمهور.
وعلى مدى أربعة أيام عرفت فعاليات الأيام الرمضانية عرض لوحات جماعية جميلة ومتنوعة في إحياء التراث الصحراوي في المدح النبوي مع لوحات رقص فلكلورية، لقيت استحسان الجمهور المتتبع.
وفي إطار البرنامج الموازي لفعاليات الأيام الرمضانية نظمت الرابطة سهرات فنية من اجل تنشيط أحياء مدينة العيون، حيث تم تنظيم سهرة فنية بحي المسيرة نشطتها فرق موسيقية للطرب الحساني و الدقة المراكشية، كما تم تنظيم سهرة في الليلة الموالية بالساحة المجاورة للمديرية الجهوية للفلاحة، نشطتها فرق تابعة للرابطة.
يذكر أن اللجنة المشرفة على الأيام الرمضانية ارتأت نزولا عند رغبة رئيس المجلس البلدي بناء على الطلبات الكثيرة التي تلقاها من قبل الساكنة بضرورة تمديد الأيام الرمضانية، تم إضافة ليلة إلى برنامج الليالي الرمضانية، وهي الليلة الختامية التي كانت استثنائية بكل المقاييس، وعرفت حضورا شخصيا لرئيس المجلس البلدي للعيون حمدي ولد الرشيد، الذي أبى إلا أن يحضر ويشارك في هذه التظاهرة الرمضانية. وفي تصريح له خص به وسائل الإعلام: ” أشاد بهذا العمل المتميز، مضيفا بأنه سيعمل على دعم هذه المبادرة التي تهدف إلى الحفاظ على التراث الشعبي الحساني الذي نص عليه دستور المملكة، وذلك من أجل تطوير هذا النشاط الرمضاني ليصبح مهرجانا سنوي في المديح النبوي الشريف “. كما اعتبر القيمون على تنظيم هذه الأيام الرمضانية، أن حضور رئيس المجلس البلدي شخصيا، يعتبر بمثابة دعم معنوي للفرق الموسيقية المحلية. حيث صرح المنسق العام للرابطة السيد التلميذي بوسحاب: ” إن دعم المجلس البلدي لإنجاح هذه التظاهرة الثقافية والفنية ومواكبة أعضائه لها من خلال الحضور الدائم والمستمر يجسد الرغبة القوية للمجلس البلدي في دعم الأنشطة الهادفة إلى الحفاظ على التراث الحساني الأصيل “.
وشهدت الليلة الختامية مشاركة كل الفرق الفنية الحسانية التي أحيت الليالي الرمضانية، وأمتعت الحضور باللوحات الفلكلورية والرقصات الشعبية النادرة، إضافة إلى وصلات مديحية فنية متميزة امتزجت بإلقاء قصائد شعرية أبدع فيها الشعراء، وأتحفت الجمهور الحاضر.
و في لحظة عرفان و اعتراف من رابطة الموسيقيين الحسانيين لما قدمه رواد الفن الصحراوي من عطاء في سبيل الحفاظ على هذا التراث الشعبي، تم تكريم كل من الفنان المخضرم “الناجم محمد “، وفنان المدح المعروف ” سعدبوه سيدي ” بمنحهم شواهد تقدير وهدايا رمزية.
وفي ختام فعاليات الأيام الرمضانية للمدح النبوي الشريف اخذ الكلمة الباحث والمهتم بالتراث والثقافة الحسانية السيد سيدأحمد رحال، قدم من خلالها مجموعة من النصائح والتوجيهات ونوه بالمبادرة معتبرا أنها مبادرة غير مسبوقة رغم أنها جاءت متأخرة إلا انه وجب الحافظ عليها، منوها بعمل الفنانين الذين استطاعوا بمجهوداتهم الذاتية وبإمكانيات المحدودة أن يثبتوا جدارتهم كرابطة موسيقية حسانية تمثل الثقافة الموسيقية الصحراوية، مطالبا المسؤولين والجهات المعنية بضرورة دعم مثل هذه المبادرات التي تهدف إلى الحفاظ على التراث الفني والثقافي الصحراوي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر