الكتابة الإبداعية من ريشة الأوزّ إلى العقل الإلكتروني
آخر تحديث GMT 21:42:46
المغرب اليوم -
ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم تقديم 21 شخصا أمام وكيل الملك بتارودانت على خلفية أحداث شغب مباراة هوارة وأمل تزنيت وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3365 شهيداً و14344 مصاباً منذ بدء العدوان الإسرائيلي "حزب الله" يجبر طائرتين مسيرتين لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة الأجواء اللبنانية أوكرانيا تعلن مسئوليتها عن اغتيال ضابط روسي في شبه جزيرة القرم جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم ببناء بؤر الاستيطانية وفتح محاور جديدة للبقاء أطول في قطاع غزة إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,712 أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي فرنسا تستنفر وتمنع العلم الفلسطيني قبل مباراتها مع إسرائيل خشية تكرار أحداث أمستردام حزب الله يُنفذ هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة كتيبة راميم في ثكنة هونين شمال مدينة صفد مقتل مستوطنيين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين جراء سقوط صواريخ لحزب الله في نهاريا
أخر الأخبار

الكتابة الإبداعية: من ريشة الأوزّ إلى العقل الإلكتروني

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الكتابة الإبداعية: من ريشة الأوزّ إلى العقل الإلكتروني

الرباط - وكالات

الكتابة نظام للتواصل الإنساني بواسطة علامات إصطلاحية معيّنة مرئية،هذه العلامات هي ذات أهمية قصوى وإنّ إنتشارها لا يحتّم علينا العودة إلى الكتابة التي كانت تستعمل في فترة ما قبل التاريخ، أو في الكتابات الهيروغليفية ،بمعنى أنّنا نستعملها دون أن نبرح دورنا أو منازلنا ، إنه لأمر يبعث على الإعجاب أن نتخيّل العملية العضوية للكتابة في حدّ ذاتها التي ظلّت كما كانت عليه منذ ما ينيف على ألفي سنة.تشير عالمة الحفريات الإسبانية " إليسّا رويث " أنّ شاعرا رومانيا يسمّى " مارثيال "الذي عاش في القرن الميلادى الأوّل كان يحصي من حاجيات الكاتب موادا مثل :المحّارة، الإسفنج ،المبرد ، وذلك لإعداد العناصرأو الأدوات التي كان يستعملها حتى يتسنّى له أن يمحي ، ويصلح، ويشطب. الوسائل المستعملة لتخطيط رسم هذه العلامات هي اليراعة ،أو القلم ، أو الجلم أو الريشة التقليدية القديمة. وأمّا العناصر التي كانت تستعمل في الكتابة فهي : ورق البردى، والجلود، والرقّ أو ( الورق المهرق). ويصف عملية الكتابة أنها عملية شاقة وصعبة ومضنية، وهذا ما يفسّر وجود " نسّاخ " إلى جانب كل كاتب كبير معروف حيث كان ينسخ له ما كان يكتبه أو يملى عليه نصوصه. ورق مهرق...كتابة سهلة يؤكد المؤرّخون والباحثون في هذا المجال أنّه حوالي (1100 م) وصلت صناعة الورق إلى إسبانيا، وذلك عندما أدخلها المسلمون لأوّل مرّة إلى شبه الجزيرة الإيبيرية .ويصف " داهل سفينر" الورق في كتابه " تاريخ الكتاب ":أنه مادة صالحة للكتابة كان رخيصا وأحسن من ورق البردى أو من الورق المهرق". ويشير أنّ " الورق" هو من إختراع "تساي لون " من الصّين عام ( 105) من التاريخ الميلادي. وقد إحتفظ الصّينيون بسرّ هذا الاختراع لمدّة سبعة قرون حتى أمكن للمسلمين إنتزاعه منهم في أواسط القرن الثامن الميلادي. إنّ مواد الكتابة ما تزال على ما كانت عليه باستثناء بعض التغيّرات أو التحسّنات التي طرأت على نوعية هذه المواد، أو سهولة الكتابة، أو جماليتها،حيث أصبح هناك ورق أكثر صقلا من ذى قبل ، وأصبحت هناك أقلام ميسّرة إلى أن نصل إلى أقلام الحبر أو الأقلام الجافة التى إستغنت عن الدواة أو المحبرة ،وأعطت للقلم إستقلالا ومرونة وسهولة ويسرا في الإستعمال، ثم إنّ إختراع القلم "الفيتر" أو "البيل" أو "الإستيلو" يعدّ ثورة هائلة في عالم الكتابة. وفي عام (1714) حصل " هنرى ميل "على إذن في بريطانيا العظمى لصنع راقنة للكتابة ، هذا الإختراع جاء نتيجة منطقية لإستنباط الطباعة ذات الأحرف المتحرّكة . وبعد محاولات متعدّدة أخرج " كريستوفر سكولر "عام (1868)أوّل طابعة أو طباعة عملية، ثم في (1873 ) بدأ يظهر أوّل نوع تجارى من هذه الراقنات.وبعد سلسلة من التحسّنات والإضافات أيّ في عام (1930)" إ. ب. م" تخرج للسّوق أوّل راقنة للكتابة الكهربائية. وفي (1981) تخرج نفس الدار ما يعرف ب : "ب .س " (أوالكومبيوتر الشخصي) الذي سيصبح فيما بعد صالحا في العالم أجمع للعقول الإلكترونية الشخصية.وفي هذه المرحلة بدأت تظهر ما يسمّى بالكتابة الإلكترونية حيث سيصل هذا النوع من التطوّر في الكتابة مداه في الحاسوبات في زمن لا يتعدّى القرن الواحد. بين سيرفانطيس وغارسيا ماركيز إنّ ظهور هذه الوسائل الجديدة المتطوّرة للكتابة سوف تؤدّى بشكل أو بآخر إلى تغيير ميكانيكية عملية الخلق الأدبي ، بمعنى أنّ كاتبا عالميا مثل " مغيل دي سيرفانطيس" (لنضرب مثالا لذلك) المعروف باقتصاده المذبذب ، و شدّة تقتيره.. ! لم يكن في إمكانه تكليف ناسخ ليساعده ، إذن فلابدّ أنّه بذل من الجهد والعناء ما لا يخطر لنا على بال عند كتابته لرائعته العالمية المطوّلة: " دون كيشوت ". وكمثال من عصرنا فإنّ الكاتب الكولومبى الكبير "غابرييل غارسيا ماركيز" ، الذى جرّب في أعماله الأدبية إنتقال عملية الكتابة من " القلم" إلى "الآلة الكاتبة" ثمّ أخيرا الى " العقل الالكتروني"،أو الكوميوتر إلى أيّ حدّ كانت هذه التجربة ذات جدوى أو ذات سوء وضرر بالنسبة لعملية الإبداع الأدبي لدى الكاتب !؟ إنّه لمن الصعب معرفة ذلك، لأنّ عملية الكتابة إنّما هى تشكّل عنصرا واحدا من عناصر متعدّدة في الخلق الأدبي، إلاّ انّ الكاتب غارسيا ماركيز نفسه يزيح عنّا هذه الشكوك عندما يقول في أحد تصريحاته في هذا القبيل : "الكتابة في العقل الإلكتروني تشبه إلى حدّ بعيد عملية الكتابة الأولى باليد، لأنّه يمكن لك أن تزيل ما تريد ،أو أن تشطب أو تضيف..الخ ، وفي الواقع إنّ أحسن إختراع للكاتب هو العقل الالكتروني، لو كنت أملكه منذ عشرين سنة لكان عندى ضعف ما لديّ من الكتب الآن". ويبدو واضحا أنّ روايات الكاتب غارسيا ماركيز مثل " الحبّ في زمن الكوليرا" و"الجنرال في متاهته"، أو "الكلونيل ليس لديه من يكاتبه" وسواها من رواياته الأخرى ، على الرّغم من حصوله على جائزة نوبل العالمية في الآداب، فإنّ معظم رواياته التي كتبها فى العقود الأخيرة بما فيها الروايتان المذكورتان أعلاه، كلّها قد مرّت عبر دهاليز، وأسلاك، وعناكب العقل الإلكتروني ، وهي روايات جيّدة مثل سابقاتها. (أنظر دراسة مطوّلة لكاتب هذه السطور حول غابرييل غارسيا مركيز والمدرجة في كتابي: " ذاكرة الحلم والوشم " (قراءات في الأدب الأمريكي اللاّ تيني المعاصر)، الناشر:"إياديف" للطباعة والنشر، الرباط 2005). ولا شكّ أنّ هناك كتّابا آخرين كثيرين جعلوا من العقل الإلكتروني وسيلة للتعبيرالأدبي والكتابة والذين يعترفون أنّ الكتابة بواسطة العقل الإلكتروني هي أكثر يسرا ومرونة وسرعة ،لأنّ الكاتب لم يعد يحتاج الى عدّة مسوّدات ، وإعادات وتصحيحات مضنية ..إلخ.فضلا عن إختصاره أو تقليصه للوقت ، فإنّ ثلاثين صفحة التي كان يحتاج الى شهرأو أكثر لكتابتها، أصبح يكتبها في غضون أسبوع ، وما كان يتطلّب منه يوما من الوقت، أصبح لا يستغرق اليوم سوى ساعة واحدة أو أقلّ . محو، إضافة ، تصحيح.. لقد أصبح في متناول الجميع الآن القيام بعملية إستخدام العقل الالكتروني للكتابة ليس فقط في مجال الخلق الأدبي وحسب ، بل في مختلف ميادين الفكر، والعلوم ، والإقتصاد، والصّحافة، والإعلام..إلخ، فبمجرّد أن تدوس على زرّ، تستطيع أن تفعل ما يحلو لك : محو، شطب، إضافة، إلصاق ، تقطيع، نقل ، تصحيح، توضيح ، تحميل ، تركيز، تصغير، تكبير، كتابة فهرسة،إضافة رسوم بيانية ، صور، وغيرها من المستجدّات التي تطرحها لنا التكنولوجيا الحديثة المتطوّرة المذهلة التي أصبحت العقول البشرية تحار معها وتتعجّب .. ! . والسؤال الذي أصبح يطرح نفسه بإلحاح في هذا المجال:هل يحسن العقل الإلكتروني عملية الكتابة فى حدّ ذاتها..؟ ذلك أنّ القول بأنّ كاتبا يمكن أن يصحّح بسرعة، ويكتب من جديد ليس معناه أنّه بالضرورة كاتب جيّد ، بل على العكس إنّ ذلك قد يضرّ بوتيرة الكتابة، ويسيئ بالتالي إلى عمليتي الخلق والإبداع الأدبيين . وإنّ تصريحات غابرييل غارسيا ماركيز السّابقة التي يشير فيها أنّه لو كان يتوفّر على هذه الآلة من قبل لكتب ضعف ما لديه من الكتب الآن تبعثنا على طرح تساؤل من نوع آخروهو: وهل ستكون هذه الأعمال جيّدة كذلك بشكل مضاعف.. ؟ ذلك أنّ الكتابة بسرعة لا تعني بالضرورة ضمان الجودة. ورحم الله أبا الطيّب المتنبّي الذي ملأ الدنيا وشغل الناس، والذي لم يكن يحتاج من هذه الأمور جميعا سوى إلى جلمه الأعلى، ويراعته، وقرطاسه ، ليخلّف لنا تلك الروائع الخالدة التي ما فتئت تلوكها الألسن بإعجاب، وتردّدها الشفاه بإنبهار،وتحفظها الذاكرة الجماعية عن ظهر قلب لعشّاق الشعر، والأدب، وعذب الكلام ، من جيل إلى جيل ، ألم يؤكّد لنا ذلك فى بيتيه الرّائعين اللذين طبّقت شهرتهما الآفاق..؟ وهم : أنا من نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم الخيل والليل والبيداء تعرفني والسّيف والرّمح والقرطاس والقلم .

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكتابة الإبداعية من ريشة الأوزّ إلى العقل الإلكتروني الكتابة الإبداعية من ريشة الأوزّ إلى العقل الإلكتروني



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 09:41 2023 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

لعب المغربي وليد شديرة مع المغرب يقلق نادي باري

GMT 13:28 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

افتتاح مهرجان موسكو السينمائي الدولي الـ41

GMT 09:55 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

عيادات تلقيح صناعي تُساعد النساء في عمر الـ 60 علي الإنجاب

GMT 06:16 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

رِجل الحكومة التي كسرت وليست رجل الوزير

GMT 07:43 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

اختاري العطر المناسب لك بحسب نوع بشرتك

GMT 16:33 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

الهلال السعودي يتشبث بنجم الوداد أشرف بنشرقي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib