القاهرة ـ وكالات
تقيم مكتبة التنوير، الاثنين، أولي فعاليات "نادي التنوير للكتاب" من خلال حلقة نقاشية لمناقشة رواية "نادي السيارات" لعلاء الأسواني والصادرة مؤخراً عن دار الشروق.
ويأتي ذلك بشراكة صالون د.محمد أبو الغار وحضور الأديب علاء الأسواني.
وتدور الرواية عن ثلاث سنوات فقط من 1947 إلي 1949، وأخذت من الأسواني الكثير من الوقت في البحث عن صناعة السيارات، فهو لا يود - كما قال - أن يكتب خيالا بأحداث تاريخية غير صحيحة، لذلك سافر عدة مرات إلي ألمانيا، بعضها مع الناشر الراحل مارك لينز، للتعرف عن قرب على أدق التفاصيل عن مخترع السيارة "كارل بنز" وتطورها وكيف استقبلها الناس.
ويوضح الأسواني في روايته، أن السيارة جاءت لمصر قبل دول متقدمة كثيرة في الغرب، ففي عام 1890.. رأى المصريون السيارة لأول مرة، كانت فرنسية الصنع من طراز "ديون بوتون" جلبها حفيد الخديو إسماعيل؛ الأمير عزيز حسن الذي كان يعشق المغامرة والتجديد، وقد أقدم على مخاطرة كبرى عندما قاد سيارته مع صديقين له من القاهرة إلى الإسكندرية عبر الطريق الزراعي الذي لم يكن ممهدًا بالطبع آنذاك، استغرقت الرحلة عشر ساعات كاملة وتكلفت أموالاً طائلة؛ لأن سيارة الأمير عزيز، في طريقها إلى الإسكندرية، أتلفت مزروعات كثيرة وسقط تحت عجلاتها عدد غير قليل من المواشي والحمير، وكان الأمير يأمر بتعويض الفلاحين عن خسائرهم فورًا ونقدًا، ولا شك أن المصريين أحبوا السيارات.
ويصطحبنا علاء الأسواني خلال الرواية إلى مجتمع بدأ تذمره يعلو ضد سلطة تعبث، وبدأ يدرك على استحياء أن له حقوقًا طال صمته عنها. وما بين ملك منغمس في لذاته الخاصة وكبير للخدم الملكي يتصرف كملكٍ فوق الخدم ومحتل إنجليزي لا ينفك ينظر إلى المصريين نظرة احتقار واستعلاء، يعقد مقارنات بين المصريين حينها والمصريين الآن، طارحًا الأسئلة كافة التي شغلت عقولهم وما زالت تثير حيرتنا.
والجدير بالذكر أن نادي التنوير للكتاب يأتي ضمن الفعاليات الفكرية والثقافية التي تقدمها مكتبة التنوير لقرائها ضمن سعيها لتأصيل عادة القراءة وتسهيل إيصال الكتاب الجيد للقارئ و إثراء الحيز العام من خلال تبادل المعرفة والحوار المجتمعي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر