الشارقة - المغرب اليوم
كشف المصوران العالميان إيريك باريه، وكيم هنري، أن التصوير والرسم بالضوء، ساهما بشكّل كبير في تشكيل هويتهما الفنية والإبداعية، من خلال رصدهما الدقيق للطريقة التي ينعكس بها الضوء على جسم الإنسان مشكلاً لوحات جمالية، ولفتا إلى أن هذا النوع من الفن هو وسيلتهما للتعبير عن الحياة.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان "أثر الضوء أقيمت ضمن فعاليات الدورة الثالثة من المهرجان الدولي للتصوير "إكسبوجر" التي انطلقت الأربعاء في "مركز إكسبو الشارقة"، تحت شعار "لحظات ملهمة". وحضر الجلسة كلٌ من الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، وسعادة طارق سعيد علاي، مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة.
واستعرض إيريك باريه وكيم هنري، تجربتهما مع الضوء الذي ترتكز عليه كل أعمالهما، وأشار باريه إلى أن ما يقدمانه لجمهور "إكسبوجر" هذا العام يعتبر جزءاً من مشروعهما الفني المتنقل الذي يعملان من خلاله على خلق لوحات بصرية فريدة تعتمد على تقنيات الرسم بالضوء.
واستعرض كلٌ من باريه وهنري أمام الجمهور سلسلة من الصور التي رسماها يدوياً بالضوء باستخدام أنبوب ومصباح جيب وريشة في بعض الأحيان. وقدم باريه شرحاً مفصلاً حول كيفية تلاعبهما بمفاهيم الوقت والضوء والمساحة، وذلك من خلال أسلوب متفرد في الرسم بالضوء تنتج عنه صور بطابع احترافي بفضل ميزة التعريض الطويل. وضمت المجموعة الفنية التي تم استعراضها تشكيلة متنوعة من الصور التي تستكشف جماليات صور الإنسان عندما تقترن مع الإضاءة والحركة.
وارتقى باريه بفن الرسم بالضوء إلى مستويات جديدة عبر الجمع بين مواقع التصوير والأداء واللمسات الضوئية ليقدم صوراً تبدو وكأنها من عالم الخيال. ولا ينفك يطور قدراته وتقنياته لاستكشاف آفاق جديدة في هذا المجال، إذ يجوب العالم بصحبة كيم هنري ليوظفا معاً تقنيات التصوير والرسم في رصد جماليات الطبيعة في مناطق جديدة.
وأكد باريه أنهما يحرصان على تبادل تجاربهما مع المهتمين بالتصوير كجزء من العملية التعليمية، كاشفاً أنهما يمضيان وقتهما في الاستوديو الخاص بهما في مدينة مونتريال الكندية لالتقاط صور بأسلوب الرسم بالضوء، مستخدمين كاميرا رقمية ذات عدسة أحادية عاكسة بدقة 120 ميجابيكسل، إلى جانب مجموعة كاملة من كاميرات التصوير المحيطي 360 درجة.
ومن بين الصور التي تم عرضها خلال الجلسة صورة "عبر الضوء والسنين"، التي التقطت أثناء ورشة عمل، وصورة "الرمال المنسابة"، إحدى ثمرات التصوير الليلي الذي بدأه باريه وهنري بهدف استكشاف إمكانيات مبتكرة، و"عجائب أويوني" التي تمثل رحلتهما في عالم البساطة، حيث رسماها باستخدام أنبوب واحد، ومصباح جيب، وريشة.
وفي حديثه عن تفاصيل هذه الصورة قال باريه هذه الغيوم بالذات هي ما أردته من هذه الرحلة التي كانت زيارتنا الثانية إلى سهول أويوني المحلية في بوليفيا، والأولى التي نلتقط فيها صورة باستخدام أنابيب الرسم الضوئي.
كما تم عرض صورة في آنٍ واحد وفي حديثه عن هذه الصورة قال باريه: "لا تسير الأمور وفق ما هو مخطط لها دوماً ولكن قد تحدث مفاجآت تفوق كل التوقعات، وهو ما يقتضي الجاهزية الدائمة لاغتنام هذه اللحظات. فقد التقطنا هذه الصورة في نقطة شبه متجمدة خلال منتصف الليل في سهول أويوني المحلية في بوليفيا، وقد استخدمنا أنبوباً بطول أربعة قدم، ومصباح جيب خافت للغاية كان ضوؤه ضعيفاً لدرجة أنه لم يساعدني حتى على إنارة طريقي إلى كيم. وأكمل باريه: إن العمل في هذه الظروف ينطوي على الكثير من التحديات ولكنه مجزٍ للغاية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر