الرباط - وكالات
تكريم الفنانين: رشيدة مشنوع وعبد الرزاق البدوي وعبد الحق الزروالي «أمين الصبيحي يدعو إلى أجرأة تصورات للنهوض بالقطاع المسرحي في إطار «استراتيجية المغرب الثقافي الحلقة الثانية من ندوة همزة وصل تقارب تجارب مسرحية مغربية افتتحت، مساء الخميس بدار الثقافة محمد المنوني بمكناس، الدورة الخامسة عشرة للمهرجان الوطني للمسرح، بتكريم ثلاث شخصيات مسرحية ومنحها درع مكناس المسرحي، وتقديم لجنة التحكيم، وانطلاق عروض المسابقة الرسمية بمسرحية «حمار الليل فالحلقة». وقال وزير الثقافة محمد أمين الصبيحي، في كلمة خلال افتتاح هذا المهرجان، الذي ينظم إلى غاية 13 يونيو الجاري، بتعاون مع ولاية جهة مكناس - تافيلالت والجماعة الحضرية لمكناس، إن هذا المهرجان يأتي تتويجا للموسم المسرحي، وتحصيلا للمنجزات والمبادرات المحققة من قبل المسرحيين والفرق المسرحية الاحترافية، وكذا في ظل نقاش جديد حول الدعم المسرحي بعد التعديلات الأخيرة التي همت القرار المشترك المنظم له، والتي تمت بمساهمة كل الهيئات الممثلة للقطاع المسرحي من نقابات وجمعيات.
وفي إطار استراتيجية «المغرب الثقافي» التي تعدها الوزارة والتي تهم مختلف الفنون وفي مقدمتها المسرح، دعا الصبيحي إلى التفكير في صياغة وأجرأة تصورات ترمي إلى تحسين القطاع المسرحي خاصة والفني عامة، والاهتمام بالوضعية الاعتبارية والاجتماعية للفنان المغربي.
من جهته، اعتبر السيد أحمد هلال، رئيس الجماعة الحضرية لمكناس، أن هذا المهرجان، الذي يكرس مكناس عاصمة للمسرح المغربي، يشكل مناسبة للوقوف على ما أنجز من أعمال مسرحية، ويتيح كل الإمكانيات لفتح نقاش حول سؤال الجودة والمهنية والتأهيل.
وفي فقرة التكريم، قدمت الفنانة عائشة ساجد شهادة عن المكرم عبد الرزاق البدوي كفنان مسرحي تعلمت على يده فن المسرح، وكذا كزوج وأب. وقالت إن عبد الرزاق البدوي «الذي يعرفه فن هذا الوطن بالمخرج والممثل والمدير الفني لفرقة مسرحية، أعرف عنه أنه مصمم ومهندس ديكور ومصمم فضاءات معظم أعماله المسرحية والتلفزيونية، بل حتى ملابسها، وشخصيا بفضله أصبحت ممارسة لمهنة الخياطة حين ألحقني بمدرسة التصميم والخياطة لأتكلف بتصميم الملابس». وأكدت الممثلة عائشة ساجد أن عبد الرزاق البدوي يعد أستاذا ومكونا ومنظما للمبادرات الثقافية والفنية ومبتكرا للتجارب وحاملا لمشروع التجديد والتطوير، فهو، تضيف الفنانة ساجد، من خلق مسرح الطالب وكثيرا من المبادرات المسرحية.
وبخصوص تكريم الفنانة رشيدة مشنوع، ألقى شهادة في حقها زوجها الفنان مصطفى الزعري، مستحضرا مسرحية «بنت الخراز» كأول عمل مسرحي لها والذي كان سببا في التعرف عليها وارتباطه بها كزوجة.
وأشار إلى أن هذه الفنانة كانت خريجة مدرسة الطيب الصديقي الذي شاركت معه في عدد من المسرحيات المعروفة ك «مومو بوخرصة» و»عبد الرحمان المجدوب» و»رسالة الغفران» و»المقامات» وكانت الممثلة الرئيسية لفرقة الطيب الصديقي.
وقال إن الفنانة التحقت بعد ذلك بفرقة مسرح الفرجة، حيث شاركت إلى جانب بطولة مسرحيات «الجيلالي طرافولطا» و»العائلة المثقفة» و»حلوف كرموس» و»دابة تجي دابة» و»الملحة في الطعام»، فضلا عن مشاركتها في مجموعة من الأعمال السينمائية كفيلم «الجمرة» لفريدة بورقية و»مكتوب» لنبيل عيوش و»خربوشة» لحميد الزوغي، وأحد أفلام عمر المختار.
أما بخصوص تكريم الفنان المسرحي عبد الحق الزروالي، فقد تحدث عنه الصحفي محمد الأشهب حيث أبرز مختلف جوانب هذا الواحد المتعدد الذي يمارس المسرح الفردي.
وتم، بالمناسبة، عرض مسرحية «حمار الليل في الحلقة» للفرقة المراكشية (إبداع دراما) وهي من تأليف عبد الكريم برشيد وإخراج عبد العزيز بوزاوي، والتي كانت أحداثها تدور بساحة جامع الفنا بمراكش.
وتتألف لجنة التحكيم من أحمد بدري رئيسا، والجزائري الخضر منصوري ولطيفة أحرار وسالم اكويندي وجميل الحمداوي وياسين أحجام وحسن هموش وعبد الكبير الشداتي ومسعود بوحسين وعبد العظيم الشناوي.
وتتنافس على جوائز المهرجان 12 مسرحية ضمن المسابقة الرسمية، في حين يتم عرض 19 مسرحية خارج المسابقة، وتتوزع فضاءات العروض على دار الثقافة محمد المنوني وفضاء الحبول والمعهد الفرنسي بمكناس والمركز الثقافي بكل من مولاي إدريس زرهون والحاجب.
وبخصوص الجانب الثقافي والنقدي للمهرجان تمت برمجة الجزء الثاني من ندوة «همزة وصل حول المسرح المغربي» التي تلتئم بشراكة بين وزارة الثقافة والهيئة العربية للمسرح، وستختص ندوة هذه الدورة في مقاربة تجارب بعض المسرحيين المغاربة وهم تحديدا: محمد تيمد، عبد الصمد الكنفاوي، محمد قاوتي، المسكيني الصغير، محمد شهرمان، عبد الحق الزروالي، محمد مسكين، محمد حسن الجندي. وكانت الدورة الأولى قد لامست تجارب كل من الطيب الصديقي وأحمد الطيب العلج وعبد الكريم برشيد وآخرين.
كما ستتميز هذه الدورة بتوقيع وتقديم بعض الإصدارات المسرحية الجديدة من ضمنها «بلاغة الالتباس/ قراءات في المسرح المغربي» لمحمد بهجاجي، و»العجيب السحري في المسرح المغربي» لعبد الفتاح الشادلي، و»المسرح من الاستعارة إلى الخطاب» لحسن يوسفي، و»شعرية الفرجة وجماليات الأداء في الفنون الحية» وهو مصنف جماعي لأشغال ندوة دولية لجامعة ابن زهر بأكادير تحت إشراف محمد جلال أعراب، و»التناسج الثقافي في المسرح المغاربي» لهشام بلهاشمي، و»المفاهيم الإجرائية للنقد المسرحي في المغرب» للحسن قناني..
*************
وزير الثقافة في افتتاح المهرجان
ضرورة العمل على إدخال المسرح ضمن مجال الصناعات الثقافية والإبداعية
نحو إحداث ومواكبة ودعم المقاولات المتوسطة والصغيرة والتعاونيات الفنية والمسرحية
افتتح محمد الأمين الصبيحي، وزير الثقافة، فعاليات الدورة 15 للمهرجان الوطني للمسرح بمدينة مكناس أول أمس الخميس بكلمة جاء فيها:
يسعدني أن أرحب بكم في هذا الحفل الافتتاحي للدورة الخامسة عشرة (15) للمهرجان الوطني للمسرح، والتي تقام تحت الرعاية المولوية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله. وهي دورة كسابقاتها، تنظم بشراكة بين وزارة الثقافة والجماعة الحضرية لمكناس، وبتعاون مع ولاية جهة مكناس تافيلالت.
ولا يخفى عليكم أن هذا المهرجان يمثل أهم تظاهرة مسرحية بالمغرب، يترقبه كل المعنيين بالشأن المسرحي من مبدعين ونقاد وإعلاميين، ويتطلع إليه أيضا، بكثير من الاهتمام والشغف، جمهور مميز من مدينة مكناس ومن مدن أخرى.
وتأتي هذه الدورة تتويجا للموسم المسرحي وتحصيلا للمنجزات والمبادرات، المحققة من قبل المسرحيين والفرق المسرحية التي اجتهدت في إبداع وإنتاج أعمال مسرحية جديدة وفي تنظيم تظاهرات وعروض فنية، أو من قبل وزارة الثقافة التي تواصل تدخلاتها في الشأن المسرحي المغربي بتوسيع شبكة البنيات الثقافية ومواصلة الدعم والتأطير والمساهمة في التغطية الصحية من خلال التعاضدية الوطنية للفنانين. كما تأتي كذلك في ظل نقاش جديد حول الدعم المسرحي بعد التعديلات الأخيرة التي همت القرار المشترك المنظم له، وهي التعديلات التي تمت بمساهمة كل الهيئات الممثلة للقطاع المسرحي من نقابات وجمعيات، حيث سعينا وفق نص القرار المذكور إلى المرور من منح الدعم من خلال الملفات إلى منحه من خلال المعاينة المباشرة للأعمال المسرحية، ولهذه الغاية تم تعيين لجنة تضم فاعلين من المجال المسرحي يمثلون مختلف التخصصات والحساسيات والأجيال مراعين كذلك الحضور الأمازيغي من بين أعضائها، مع تمكينها من الأدوات المتوفرة لأداء عملها باستقلالية تامة.
وإذا كانت هذه التجربة الجديدة قد أفرزت مستوى إبداعيا مميزا مقارنة بالمواسم السابقة، حسب المختصين، فإنها خلفت انتقادات من بعض غير الحاصلين على الدعم، وهذا يدفعنا إلى مواصلة الحوار معكم ومع منظماتكم وجمعياتكم للبحث عن سبل أنجع لتطوير هذا الدعم وبالتالي الرقي بالمسرح المغربي.
وإلى جانب الدعم المسرحي المنظم في إطار القرار المشترك والذي تخصص له الوزارة 6 ملايين درهما، هناك أشكال أخرى يستفيد منها أبو الفنون أبرزها دعم المسرح الوطني محمد الخامس على مستوى الإنتاج وشراء العروض والذي يصل سنويا إلى 4 ملايين درهما، بالإضافة إلى العروض التي تقتنيها مديرية الفنون بمناسبتي اليومين العالمي والوطني للمسرح. كما أضفنا إلى ذلك هذه السنة برنامجا لتنشيط المراكز الثقافية الذي يعتبر المسرح جزء هاما منه والذي يعطي الفرصة، بالإضافة للأعمال المدعمة، لباقي الفرق المسرحية لترويج عروضها بميزانية تصل إلى 8 ملايين درهما. وإلى جانب ذلك تستفيد مجموعة من المهرجانات المسرحية بشكل مباشر أو عن طريق منح الجمعيات من دعم الوزارة السنوي، وكذا المساهمة في سفر بعض الفرق المسرحية للمشاركة في بعض المهرجانات العربية والدولية، هذا فضلا عما تبذله المديريات الجهوية من جهود لترويج الأعمال المسرحية محليا. وقد فتحنا هذه السنة بابا جديدا بإنتاج عمل مسرحي كبير بمشاركة عدد من الممثلين والتقنيين، وقد قدم بمناسبة اليوم الوطني للمسرح. وسيتم ترسيخ هذه التجربة في السنوات المقبلة إنشاء الله.
أيتها السيدات، أيها السادة
لاشك أنكم تلاحظون الجهود الكبيرة التي تبذلها الوزارة لدعم المسرح المغربي إيمانا منا بأهمية هذا القطاع ودوره داخل المجتمع، إلا أنها تبقى غير كافية في غياب انخراط متدخلين آخرين من قطاعات حكومية وجماعات محلية وقطاع خصوصي، كما أن الوقع المنتظر من هذه المبادرات، على أرض الواقع، وخاصة المتابعة الجماهيرية لا يرقى إلى طموحاتنا.
وفي هذا الصدد وارتباطا باستراتيجية «المغرب الثقافي» التي تعدها الوزارة والتي تهم مختلف الفنون وفي مقدمتها المسرح، فإن ضرورة التفكير في صياغة وأجرأة تصورات تستهدف تحسين القطاع المسرحي خاصة والفني عامة والاهتمام بالوضعية الاعتبارية والاجتماعية للفنان المغربي، عبر آليات جديدة كفيلة بالانتقال من الدعم بشكله الحالي إلى إدخال المسرح إلى مجال الصناعات الثقافية والإبداعية مع التركيز على حلقة الترويج والتسويق واستقطاب الجماهير وذلك من خلال إحداث ومواكبة ودعم المقاولات المتوسطة والصغيرة والتعاونيات الفنية والمسرحية القادرة على القيام بهذه الأدوار.
وأود قبل الختام أن أشيد بالجهود الكبيرة التي بذلتها لجنة الدعم المسرحي خلال هذا الموسم وعلى سعيها لإنجاح التجربة بتقديم توصية للوزارة لإيجاد صيغ موازية لمساعدة الفرق المسرحية التي أنفقت إمكانيات لابأس بها لإنتاج أعمالها ولم تحصل على الدعم. كما أنوه بلجنة انتقاء عروض المهرجان على مجهودها أمام ضيق الفترة الزمنية وارتفاع جودة المنتوج المسرحي، وسنعمل في هذا الإطار على انتداب هذه اللجنة مع مطلع كل موسم لتكون متابعتها ومواكبتها أكثر إيجابية.
وأغتنم هذه الفرصة لأرحب بممثل الهيئة العربية للمسرح وعضو لجنة التحكيم السيد لخضر المنصوري من الشقيقة الجزائر، متمنيا له إقامة طيبة بين ظهرانينا راجيا منه تبليغ تشكراتنا للإخوة في الهيئة لدعمهم لندوة المهرجان للسنة الثانية آملا أن يتواصل هذا التعاون ليشمل مجالات أخرى لما فيه خير المسرح العربي عموما والمغربي خاصة. والشكر موصول للأساتذة الباحثين والنقاد والمهتمين على مشاركتهم في هذه الندوة التي ستترك ولاشك أثرها على مستوى البحث والتوثيق لفائدة التجارب المسرحية المغربية.
وأهنئ بهذه المناسبة كل الفرق المسرحية المشاركة في المسابقة وعلى وصولها لهذه المرحلة مع متمنياتي لها بالتوفيق، وكذا للأساتذة أصحاب الإصدارات الجديدة، شاكرا للمشاركين في لقاءات توقيع هذه المؤلفات تفضلهم بتقديم هذه الكتب التي ستضيف الكثير للمسرح المغربي.
كما أهنئ المكرمين الثلاثة؛ المؤلف والمخرج والمناضل عبد الرزاق البدوي صاحب المسيرة الطويلة والمميزة، والفنان المبدع والمشاكس عبد الحق الزروالي صاحب التحديات فرديا وجماعيا، والممثلة القديرة رشيدة مشنوع الفنانة والأم الناجحة.. مع تمنياتي لهم جميعا بالمزيد من العطاء والتوفيق وطول العمر.
واسمحوا لي أخيرا أن أعرب عن خالص الامتنان والعرفان إلى شركائنا في الجماعة الحضرية لمكناس رئيسا ومنتخبين وموظفين على استضافتهم لهذا العرس المسرحي وعلى سعيهم لتطوير هذه الشراكة لتحقق الأهداف المتوخاة منها. كما أنوه بجهود السيد والي جهة مكناس تافيلالت وكل مساعديه لقاء مساندته ومواكبته لهذه التظاهرة. مع الإشادة أيضا بالتعاون المثمر والمتواصل مع إدارة المعهد الفرنسي بمكناس وكافة أطره وتقنييه.
وأختم هذه الكلمة بشكر خاص لكل الفنانين ضيوف المهرجان وإلى كافة المسرحيين والفرق المسرحية، وأعضاء لجنة التحكيم التي يرأسها الأستاذ القدير الدكتور أحمد بدري، والسيدات والسادة الصحفيين والإعلاميين.
وأنهي هذه الكلمة بالإشادة والتنويه بجمهور مدينة مكناس المشهود له بحسن المتابعة والإصغاء، والذي عودنا على الاحتفاء الجميل بالمسرح والمسرحيين. وكذا بجماهير مدينتي الحاجب ومولاي ادريس زرهون. وفرجة ممتعة للجميع.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر