أطلقت دكتورة ملحة عبد الله عميدة المسرح السعودي مبادرة للم شمل المثقفين العرب على مائدة الوئام، وتحت ظلال الحب والصداقة، بعيدا عن قاعات المؤتمرات وصليل الاقلام وصالونات الجدل، لافتة الى ان الهوية العربية او "العروبة" هي المداد الحقيقى للمثقف العربى، وانها يجب ان تجرى في عقولنا كما تجرى الدماء في عروقنا.
وقالت ملحة، في حديث لوكالة انباء الشرق الاوسط: "أحلم بقيام مؤسسة عربية عربية تجمع شمل المثقفين، كأسرة واحدة لخلق نوع من النماذج والتلاقى، على غرار معسكرات الكشافة التى يعود اصحابها، بعد كل رحلة، اكثر صداقة وترابطا ومحبة وحرصا على التواصل واقامة شبكة علاقات اجتماعية قوية".
ونبهت الاديبة السعودية التي تشغل ايضا منصب الامين العام لجائزة "باديب" للهوية الوطنية على أن الشعوب العربية على مستوى الوطن العربى توجد بينها علاقات صداقة ومصاهرة وحب وتزاوج ومصالح عديدة، بينما لاحظت شيوع التنافر بين المثقفين في الآونة الاخيرة وحساسيات نفسية، محذرة: "بدأت استشعر خطر ظهور "نشاز" خاصة، واننا نعانى سيولة فكرية مع كثرة وتعدد وسائل التعبير والكتابة والنشر الاعلام والقنوات الفضائية والتواصل الاجتماعي".
ودعت الى إعادة توظيف مواقع التواصل الاجتماعى بشكل يوحد ويؤلف بين المثقفين، بدلا من هذا التراشق، مؤكدة على اهمية دور الحكومات ورجال الاعمال في جمع شمل المثقفين من اجل اعادة الوعى العربي بحيث يصير القلم العربى في خدمة العلم والوعى وليس لاغراض اخرى.
وشددت الكاتبة على ضرورة عدم اخضاع العقل والقلم للمساومة لان الثقافة قيمة والقلم والفكر قيمة يجب ان لايتم التعامل معها كسلعة تباع وتشترى، مشيرة الى ان الوعى الحقيقى مصدره الشعب ويجب الحفاظ عليه بقوة ضد محاولات التزييف والثقافة الانهزامية وتفتتيت الذات.
واشادت الكاتبة بقوة ومتانة العلاقات المصرية السعودية، التى وصفتها بانها نموذج يحتذى في مجال العلاقات العربية العربية والعربية الاسلامية، وحجر الزاوية لضمان نجاح اى مشروع للتكامل العربى والاسلامي. وقالت: "أنا سعودية الاصل مصرية الهوى ويجرى حب مصر في عروقى مثلما تجرى مياه النيل بين سهولها ووديانها وأحب العيش فيها مثل حبي لاسرتي واحفادي".
وحول قضية الارهاب، أعربت ملحة عن اعتقادها بأن الإرهاب ليس له وطن، والسلاح الوحيد لمكافحة الإرهاب هو الوعي، وصناعة الوعي الجمعي يحتاج الى تضافر جهود جميع الجهات المعنية على المستويين الشعبى والرسمى وخاصة وسائل الاعلام التى تقع عليها مسئولية كبيرة، لافتة الى خطورة بعض القنوات الخاصة التي تبحث عن الربح وتجري وراء الإعلانات وزيادة أعداد المشاهدة، باى ثمن، وهو ما أدى الى تزييف الوعي العربي وتشتيته.
وحول جائزة "باديب" السعودية للهوية الوطنية، التى تم اطلاقها في مصر مؤخرا، اعربت ملحة عن اعجابها الشديد بالاقبال الكبير على التقدم للجائزة مما يكشف عن تزايد اعداد المبدعين بين الشباب العربى في مختلف مجالات الفن والثقافة. وكشفت عن انه يجرى حاليا بحث التجاوز عن شرط السن للتقدم للجائزة وفتح الباب لمن هم دون الـ18 ومن هم فوق سن الـ40 حتى تتاح الفرصة لاكبر عدد ممكن من المبدعين بناء على الخطابات التى وصلتنا سواء من صغار الشباب او من كبار السن.
وقالت إن "جائزة بأديب للهوية الوطنية" هي جائزة ثقافية عربية مقرها الدائم "القاهرة"، برعاية وزارة الثقافة المصرية، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وتحمل في دورتها الأولى اسم السيد "عمر مكرم" نظرًا لدوره وتاريخه الوطني.
وتنقسم الجائزة إلى خمس مسارات ثقافية وهي: الشعر، والقصة القصيرة، والنص المسرح، والرسم، الفن التشكيلى والتأليف الموسيقى، وتمنح كل عام لأحد المشاركين الفائزين من مختلف البلدان العربية، وهي خاضعة لمعايير الإبداع بعيدا عن أي توجه ديني، أو سياسي، أو أيديولوجي فكري، أو مذهبي، ناهيك عن أي تمييز عرقي، أو بحسب اللون أو الجنس، رغبة في أن تكون جائزة عربية مستقلة، لا تخضع لأي تأثيرات من هنا أو هناك، سوى ما تُحتمه القيم والثوابت المتفق عليها إنسانيا ، والجائزة تستهدف الفئة العمرية من سن 18 : 40 عاماً ، وتبلغ قيمتها المالية إلى 750ألف جنيه مقسمة على المسارات الخمس للجائزة .
ويتم الترشح للجائزة من قبل المؤسسات الحكومية والخاصة والشركات والهيئات والأفراد، كما يمكن للأفراد والجماعات الفنية والفرق الشعبية في مختلف الفنون المطروحة، أن تتقدم للمنافسة على الجائزة.
ويتم الإشتراك في الجائزة من خلال الموقع الإلكتروني الرسمي «www.badeebaward.com» وكذلك من خلال صفحة الجائزة على موقع التواصل الاجتماعي على الفيسبوك "جائزة باديب للهوية الوطنية"، واخر موعد للتقدم للجائزة 31 أكتوبر القادم على ان يتم اقامة حفل توزيع الجوائز خلال شهر يناير 2018.
جدير بالذكر أن الأديبة السعودية دكتورة ملحة عبدالله تعد أول دارسة أكاديمية سعودية للمسرح، وأول كاتبة سعودية متخصصة في مجال علوم المسرح، وأول امرأة تحصل على جوائز دولية ومحلية في النص المسرحي، وأول من أصدر كتابا عن العادات والتقاليد في السعودية، وأول امرأة سعودية تعمل مراسلاً صحفياً معتمداً من الهيئة العامة للاستعلامات بالقاهرة.
وهي أول من أصدر نظرية عربية في المسرح ”البعد الخامس“، وأول من أصدر موسوعة في نقد النقد "حكمة النقد بين الأنس والاغتراب" وأول وكيلة قناة سعودية بالخارج "قناة ديوان العرب"، وأول امرأة تكرم في المملكة في مجال المسرح ”تكريماً رسمياً“، وأول امرأة عربية تحصل على جائزة الهيئة العالمية للمسرح عن نص "العازفة"، وأول جائزة دولية في المسرح السعودي، وصاحبة أول نص تجربة عالمية مونودراما طفل للكبار "بن الجبل"، وأول من حصل على درجة الدكتوراه الفخرية في المسرح في السعودية، وأول من عمل على تحديد مفهوم المصطلح "مونودراما". وقد عرض لها ما يقارب 45 عرضا مسرحيا في القاهرة وفي الدول العربية. وتخرجت ملحة من أكاديمية الفنون بالقاهرة، قسم النقد والدراما، وحصلت على دبلوم اللغة الإنجليزية من كلية البرازيل بإنجلترا، وعلى الماجستير "العبد الخامس في التلقي والمسرح"، والدكتوراه في النقد والدراما "حكمة النقد بين الأنس والاغتراب" من جامعة بركلي الولايات المتحدة الأمريكية، كما حصلت على الدكتوراه الفخرية من الأمم المتحدة (يوناريتس) عن البعد الخامس وتطور الفنون، إضافة إلى الدكتوراه الفخرية من الأمم المتحدة عن محاربة الإرهاب وخدمة السلام العالمي.
وحصلت ملحة على العديد من الألقاب الفخرية، إلا أن اللقب الأقرب إلى قلبها هو "سيدة المسرح السعودي" الذي نالته عن جدارة، لقاء ما قدمته من أعمال مبهرة خدمت المسرح وعشاقه في السعودية والوطن العربي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر