الرباط ـ المغرب اليوم
خلص المشاركون في الندوة الدّولية «طنجة للفنون المشهدية» في نسختها العاشرة التي تمحورت حول موضوع «الدراماتورجيا البديلة ـ الأشكال الخاصة بطلائع الألفية الثالثة»، إلى أن الخروج من ستار الدراماتورجيا الوظيفية/ المتقنة والمنغلقة على ذاتها، مسألة تفرض نفسها بإلحاح شديد، نظراً لكون حقل «الدراماتورجيا» قد عرف تحوّلات عميقة. وأكد الدكتور خالد أمين، رئيس المركز الدولي لدراسات الفرجة الذي نظم الندوة بطنجة خلال الفترة من 30 مايو إلى 3 يونيو، عقب الجلسة الختامية: أن «الدراماتورجيا «البديلة» لا تعني القطع مع ما كان وما هو سائد، بل تعني استيعابه وتجاوزه، والانفتاح على الحساسيات الجديدة التي تجبرنا على التحول دوماً إلى مشاركين فاعلين، بدلاً من مستهلكين سلبيين، داعياً إلى مزيد من التفكير من أجل امتلاك الأدوات الإجرائية والمفاهيم التي قد تسعفنا إلى مقاربتها دون تعسف».
واعتبر الدكتور باتريس بافيس أستاذ الدراسات المسرحية في جامعة باريس في مداخلته، أن السؤال الإشكالي بالنسبة إليه يتمثل في ماهية الدراماتورجيا: هل هي شعرية/ إنشائية العمل الدرامي والفرجوي؟ أم أنها تقنية وبراغماتية لتحليل نص، ومن ثم إخراجه عملياً على المسرح، معرجاً في حديثه على الدراماتورجيات الجديدة ممثلة في «المسرح التوليفي» و«الدراماتورجيا البيداغوجية» و«دراماتورجيا الممثل» و«الدراماتورجيا ما بعد السردية» و«الدراماتورجيا البصرية».
نظمت على هامش الندوة التي شارك بها أكثر من 100 متخصص وخبير في مجالات المسرح والفنون الفرجوية والكتابة، مغربياً وعربياً وعالمياً وأطرتها الفيدرالية الدولية للبحث المسرحي في برلين، ورشة عمل لمدة ثلاثة أيام تمحورت حول الكتابة الأكاديمية والنشر، بمشاركة 20 باحثاً وناقداً من العالم العربي، والعالم، وهدفت إلى السعي لتأسيس خطابات جديدة تستكشف التداخل المعقد داخل وعبر حدود الأشكال الفرجوية للمسرح المعاصر في العالم العربي والإسلامي. وتابع الجمهور والمشاركون على هامش الندوة عرضين مسرحيين مصاحبين، الأول بعنوان «رجل الخبز الحافي» آخر أعمال الكاتب المغربي الزبير بن بوشتي، بتوقيع المخرج عبد المجيدر الهواس، والثاني بعنوان «الساروت» لفرقة نادي المرأة للمسرح، من مدينة فاس، كما تم تقديم عرض «جسدي» للفنان عثمان السلامي، وعرض «دموع بالكحول» لفرقة مسرح أنفاس، واختتمت العروض بمسرحية «حادّة» وهي مونودراما للمخرج والباحث جواد السوناتي، ومسرحية «سيكزوفرينيا» لفرقة أفروديت، ومسرحية «جهاد ضد العنف» لفوزية خان.
كما صدر عن المركز الدولي لدراسات الفرجة عشرة كتب جديدة، من بينها «دراماتورجيا العمل المسرحي والمتفرج»، تأليف مشترك للدكتور خالد أمين، وأستاذ الأداء المسرحي بباريس محمد سيف، وكتاب «المسرح المغربي سؤال التنظير وأسئلة المنجز» للدكتور محمد أبو العلا، وكتاب «حكاية الفرجة في المسرح الواقع والتطلعات» للدكتور حسن المنيعي، وكتاب «عبد الحق الزروالي وحيداً في مساحات الضوء»، مؤلف جماعي بإشراف حسن اليوسفي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر