خان يونس ـ وفا
كشفت مجموعة من الأفلام القصيرة، التي نسجت خيوطها من أحلام وأفكار وجهد مجموعة من الشباب الهواة، مدى تفاعل الشباب ووعيهم بقضاياهم وقضايا مجتمعهم، رغم أنها تجربتهم الأولى وحديثة عهد لهم.
وتناولت الأفلام الأربعة التي عرضت في محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة اليوم الثلاثاء، قضايا وطنية واجتماعية، حملت نظرة خاصة من قبل صانعيها الشباب، فكان التضامن حاضرا مع الأسرى المضربين في سجون الاحتلال من خلال فيلم 'مي وملح '، فيما تناول فيلم 'عَ الطريق' قضية مجتمعية هامة تجسدت حول نظرة المجتمع وتعامله مع كبار السن وذوى الإعاقة، فيما تطرق فيلم 'حلم وطار'، لأحلام الأطفال التي اغتيلت بفعل الاحتلال والحصار ومجمل الوضع السياسي والاقتصادي الذي مر به القطاع خلال السنوات الماضية، فيما تعرض فيلم 'شكة دبوس' لقضية المعاكسات وطرق تعامل الفتيات معها.
وعكست الأفلام المعروضة، والتي جاءت كمخرج عملي لإحدى الدورات التي عقدها المركز الثقافي التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر حول صناعة الأفلام القصيرة بدقيقتين، جهد وتفاعل المشاركين مع الدورة ومدى تمكنهم من أدواتهم المختلفة في كتابة السيناريو والتصوير والإخراج.
وجاء عرض الأفلام في إطار فعاليات اليوم الدراسي الذي نظمه المركز تحت عنوان: 'فيلم في دقيقتين'، وحضره كوكبة من المختصين في الصناعة والهواة والمهتمين.
وناقش الحضور الأفلام الأربعة مع صناعها الشباب، الذين استعرضوا تجاربهم الأولى والصعوبات والتحديات التي واجهوها خلال صناعتهم للأفلام.
وطرح اليوم الدراسي خلال النقاشات المتفاعلة بين الصناع والحضور، تساؤلات عدة حول الغاية من صنع الأفلام القصيرة، وأهميتها بالنسبة للثقافة البصرية ورواية القصص وترسيخ ثقافة وهوية المجتمع، كما ناقش العلاقة بين الأفلام القصيرة والواقع وكيفية تأثر المشاهد بذلك.
وأشار المخرج زياد دحلان، الذي أشرف على تدريب الشبان لمدة شهرين، إلى أن أول خطأ يقع فيه الهواة والمتخصصون أيضاً اعتبارهم صناعة الأفلام مجرد هواية يمارسونها ارتجالا ودون التزام كامل، مشدداً على أن السينما صناعة ولا بد أن تُراعى فيها كل الجوانب الإنتاجية والتسويقية في مرحلة ما قبل وأثناء وبعد صناعة الفيلم، وهذا يتطلب من صناع الفيلم أن يبعدوا عن ذهنهم فكرة 'الهواية' تماما، وأن يتعاملوا مع صناعة الفيلم كعمل جاد ومعقد يحتاج منهم التزاما كاملا.
بدوره، أوضح منشط الأنشطة الثقافية بالمركز الثقافي علي الشنا، المشرف على الورش التدريبية، أنه من المهم لكل الهواة في مجال الأفلام القصيرة أن يتعلموا أساسيات الصناعة، وأن يتحلوا بثقافة سينمائية، كما عليهم أن يكونوا ذوي اطلاع واسع، وأن يسعوا لأن يكون لهم دور فاعل ومؤثر في المجتمع من خلال كاميراتهم وأفكارهم.
من جانبه، قال مدير المركز الثقافي حسام شحادة: إن صقل الهواة وتمكينهم من مبادئ اللغة السينمائية وأدوات التعبير الخاصة بها وأهمية الصورة في التأثير وصناعة الثقافة وتغيير السلوك، هو ما تعلمه المشاركون خلال ورش تدريبية متخصصة نظرية وعملية في صناعة الفيلم، شملت إعداد السيناريو والمونتاج إلى خصائص برامج صانع الأفلام واستخدام المؤثرات كالصورة والصوت.
من جانبه، أشار مخرج فيلم 'شكة دبوس' إسلام عليان، إلى أن الأفلام الأربعة التي عرضت هي نتاج الورش المتخصصة في صناعة الأفلام القصيرة التي نظمها المركز الثقافي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر