رواية رقص رقص رقص أشبه بالمشي تحت الشمس
آخر تحديث GMT 12:51:42
المغرب اليوم -
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

رواية "رقص رقص رقص" أشبه بالمشي تحت الشمس

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - رواية

الرياض ـ المغرب اليوم

إن رواية "رقص رقص رقص" شاقة، وقراءتها أشبه بالمشي تحت شمس آب (أغسطس). إنها من النوع المرهق، الذي يستنفذك حتى آخرك. وليس هذا - في واقع الأمر - أمراً مهماً إذا ما سألنا أنفسنا.. هل كانت تستحق كل ذلك العناء؟ (حتى هذا سؤال صعب)، أعتقد أنها تستحق ذلك، فقراءة موراكامي هي نافذة على اليابان الحديث، يابان ما بعد الحرب العالمية، يابان الرأسمالية، اليابان التي لن تجدها عند الكُتاب الذين شكلوا ملامح الأدب الياباني في القرن العشرين (ياسوناري كاوباتا وكينزابورو أوي.. أمثلة). تجد موراكامي هنا واقعاً في لغة السرد، يمكنني تخيله وراء الآلة الكاتبة، غير واعٍ لما يدور حوله كأنما وجوده يقتصر فقط على جسده، يكتب ويكتب ويكتب، ثم فجأة يجد نفسه قد كتب الكثير. كل ما هنالك، أنه يريد موضوعاً / فكرةً يتحدث عنها حتى تجد الشخصيات والأحداث تنساب لديه من كل حدبٍ وصوب. وفي هذه الرواية، كانت العزلة والوحدة مدار حديثه، وهذا لا يعني أنه اقتصر عليها وحدها، إلا أن العالم الذي صنعه كان يزخر بالأشخاص المكتئبين والوحيدين. والذكاء هنا كان في التنوع، سواء التنوع العمري أم الثقافي. البطل (أراد موراكامي ألا يُعطيه اسماً) في الـ 34 من عمره يكتب مقالات ساذجة للمجلات، نوعاً من جرف الثلوج الثقافية، كما يسميها هو، لا شيء مهماً على الإطلاق، لكنه عملٌ يكفي لإبقائه على قيد الحياة. يراوده حلمٌ بعينه مراراً. قد يخطر ببالنا كل أنواع الأحلام، إلا أن أحلام موراكامي غريبة حدَّ الإدهاش. في الحلم هناك فتاة تبكيه (اسمها "كيكي") في فندق، قابلها فيه منذ أربعة أعوام. الشعور بأن هناك أحداً في طرف آخر من العالم يخصّص القليل من دموعه من أجله، دفعه لأن يسير وراء ذلك الحلم حتى النهاية. أي وحدة تلك التي تجعله يترك حياته في طوكيو، ليسافر إلى سابورو كي يقتفي أثر فتاة رآها في المنام، وكأنما حياته عبارة عن فراغ مطلق؟ تبدأ الحكاية من هناك، حيث قرّر أن يبدأ رحلة بحثه عن تلك الفتاة. (كما قلنا، أعطِ موراكامي طرف الخيط، ستجده يسلمك رواية يصعب ضمّها براحة اليد). من هناك (أقصد بدءاً من الفندق)، تبدأ رحلة البحث عن "شيء حقيقي" شيء يعطي حياته معنى. يتساءل "جوتاندا" النجم السينمائي، وصديق البطل.. "أين هو المعنى في حياتنا؟ أرجوك دلّني عليه"، ولأن المعنى/ الحقيقة شيءٌ هلامي، - أو ربّما بقولي هلامياً أعطيتها شكلاً محدّداً، لنقل فقط أنها تتخذ أشكالاً عدّة - كان بحث البطل مشتّتاً حدَّ الجنون. كان يتلمّس الأشياء أمامه كالأعمى يريد أن يستكشفها من جديد، أن يعيد خلقها حتى تتناسب معه، لكنها دائماً ما تنزلق من يديه، كالهباء. "عليك أن ترقص.. ارقص حتى يظل كل شيء يدور" قد يتبادر إلى الذهن، من خلال هذه العبارة، أو من خلال اسم الرواية، أن الرقص المقصود هو الرقص المتعارف عليه، تحريك للقدمين واليدين وفق نظام معين. لكننا أمام أمر أكثر رمزية، وأكثر تعقيداً، وأشد عمقاً. هذه العبارة يقولها "الرجل المقنّع" للبطل؛ حتى لا يفقد الاتصال بالأشياء حوله، وحتى يستطيع أن يصل إلى ما يريد في النهاية (دون إعطاء أهمية لما يريد، سواء كان الذي يريده هو إيجاد "كيكي"، أم استشفاف معنًى لحياته وسط العبث الذي تدور في فلكه أم أي شيء آخر). هنا تكمن مفارقة كبيرة، إذ إن الذي ينصح البطل، ويعطيه إرشادات حتى لا يضل الطريق، والذي يبدو عليه أنه يملك مكمن الحكمة هو في الواقع شخصٌ غامضٌ أيضاً؛ رجل مقنّع. مَن يكون، ولماذا أدخله موراكامي؟ هل كان مجرد قالب سردي ليس إلا، استخدمه موراكامي لقول ما تعذر عليه قوله بشكل طبيعي؟ هل للبسه جلد الغنم تأويلٌ ما؟ ما أستطيع أن أقوله هنا: إنك تخرج من هذه الرواية بأسئلة أكثر من الإجابات، وربما هذا يقع في مصلحة الرواية. ولأن الرقص هنا مجاز، فقد تكون فتاة صغيرة صالحة لإتمام معناه؛ "يوكي" فتاة في الثالثة عشرة من عمرها، والداها مطلقان وعديما المسؤولية، وكلاهما فنان، الأم مصوّرة سينمائية، والأب كاتب مشهور. وكأنما أراد موراكامي أن يشير إلى انحطاط أو ربما تفكّك ما في الثقافة اليابانية المعاصرة، وإن بشكل مبطّن. "يوكي" شخصية مثيرة ومكتوبة بحرفية بالغة. فتاة عدائية، وحيدة لا تفعل شيئاً سوى الاستماع للموسيقى، وهنا - كالعادة - تجدر الإشارة إلى اشتغال موراكامي بجدّ على الجانب الموسيقي في رواياته، فهو يمتلك أذناً موسيقية عظيمة، ويصل أحيانًا في هذه الرواية إلى حد الاستعراض بكم المعرفة الموسيقية التي يمتلكها. ما الذي قد يجمع بين رجل في الـ 43 وفتاة في الـ 13؟ ربما لا شيء. لكن "يوكي" كانت أكبر من عمرها بشكل لافت، تستطيع فهمك وإن لم تتحدث، كل ما تريده هو وجود شخص يعوّضها عمّا فقدته من خلال غياب والديها. فكان كلاهما ملائماً للآخر ليؤنسه من الوحدة الجاثمة على حياته. هذه الرواية عاديّة باحتراف.. أن تكتب شيئاً عادياً فهذا ليس بالأمر الجلل، أما أن تتقصد كتابة العاديّ، كأنما تعيد خلق الأشياء وتصنيفها فهذا أمرٌ ليس بالقليل. "بطلٌ عادي تحدث له أشياءٌ غير عادية" هكذا وصف أحد المواقع هذه الرواية. عديد من الشخصيات غريبة الأطوار يقابلها البطل، بل لأقل جميع الشخصيات كانت غريبة الأطوار. الكثير من الجثث والهياكل العظمية صادفته، ولم يعرها سوى التفاتة حزن واحدة. ثم لا شيء، كأنما الموت أثر جانبي. ثم تعود عجلة الحياة للدوران. الدخول في عوالم موازية، ربما تكون موجودة وربما لا، دون الشعور بكبير دهشة. افتقاد البطل الدهشة أمام كل هذه الأشياء الغريبة يدفعك على الاعتقاد بأن كل ذلك أمر طبيعي، عاديّ. حتى في انتقاده (أقصد موراكامي) للرأسمالية - وإن كان انتقاداً لاذعاً - يعود ويسطّر المفارقة مرة أخرى، فيضع في وجوهنا شخصيات جميعها غارقة في الرأسمالية. الكل هنا يملك الكثير من المال. المال الذي يكفي لأن يعيش عليه البطل ما يقرب السنة دون أن يعمل لحظة واحدة، مع الإشارة إلى أنه كان كاتب مقالات في مجلات مغمورة. وكأن ذلك أمر عاديّ لا يوجب علينا الوقوف عنده كثيراً، فقط تجاوزه، كما تجاوز البطل، مناظر الجثث.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رواية رقص رقص رقص أشبه بالمشي تحت الشمس رواية رقص رقص رقص أشبه بالمشي تحت الشمس



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 10:47 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

سعادة غامرة في يونيون برلين بعد عودة جماهيره

GMT 02:45 2020 الأحد ,19 إبريل / نيسان

ديكورات غرف سفرة مودرن

GMT 18:04 2020 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

الصين تنشر الصورة الأولى لـ"فيروس كورونا" القاتل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib