محمد السعيدي في لعبة الكراسي
آخر تحديث GMT 06:48:45
المغرب اليوم -
ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير الحكومة الإسبانية تفرض غرامة تصل لـ179 مليون يورو على 5 شركات طيران بسبب ممارسات تعسفية السلطات الأمنية في بريطانيا تُخلي أجزاء كبيرة من مطار جاتويك جنوبي لندن لأسباب أمنية وزارة الصحة في غزة تُناشد المؤسسات الدولية والإنسانية بتوفير الحماية للمستشفيات والكوادر الصحية في القطاع إصابة 6 كوادر طبية وأضرار مادية جراء هجوم إسرائيلي على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة مقتل 10 أشخاص فى هجوم على مزار فى ولاية بغلان شمال شرق أفغانستان الشرطة البريطانية تُغلق السفارة الأميركية فى لندن بعد انفجار طرد مشبوه عثر عليه بالمنطقة الجيش الإسرائيلي يُصدر أمراً بإخلاء 3 قرى في جنوب لبنان وانتقال السكان إلى شمال نهر الأولى الشرطة البرازيلية تتهم بشكل رسمي الرئيس السابق اليميني جاير بولسونارو بالتخطيط لقلب نتيجة انتخابات 2022 بالتعاون مع مؤيديه المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن ارتفاع عدد شهداء الغارة الإسرائيلية علي مدينة تدمر الي 92 شخصاً
أخر الأخبار

محمد السعيدي في "لعبة الكراسي"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - محمد السعيدي في

الرباط - وكالات

بعد تجربة ليست قصيرة في مجال الإبداع القصصي، تظهر للكاتب والشاعر محمد السعيدي، في السنة ما قبل الماضية، مجموعة قصصية أولى بعنوان "انكسار المرايا" (سنة 2011)، متبوعة بمجموعة أخرى تحمل عنوان... "لعبة الكراسي" (سنة 2013)، وكلاهما ينتمي إلى صنف القصة القصيرة جدا/ صنف الكتابات الثورية الجديدة، التي تنزع نحو التغيير والتجريب والتمرد على القوالب القصصية المحافظة. والقصة القصيرة جدا، في الحركة الأدبية الحديثة، لا تمثل فقط النموذج الأدبي المعبر عن حداثة العصر، ولكنها –في عالم اليوم- أصبحت هي من يعبر عن معضلات هذا العصر بحبكة قصصية وفنية لغوية، وبوحدة موضوعية وزمانية... وبأقل قدر من الكلمات، وهو ما يجعل هذا الصنف القصصي، فنا أدبيا، ينطوي على عناصر الإبداع الشعري كما على العمق والتحليل والشفافية. وأحب في هذه القراءة، أن أتوقف قليلا عند مظاهر الحداثة والتحديث في مجموعة الكاتب الثانية لعبة الكراسي باعتبارها عملا أدبيا ناضج التجربة، يستوفي شروط القصة القصيرة جدا، سواء من حيث لغته المتميزة بالجمل الموجزة والبسيطة، أو من حيث وظائفها السردية والحكائية القائمة على خاصية الحركة، كما على سمة التوتر والإيحاء. وموضوعيا، تعبر هذه المجموعة/ لعبة الكراسي، عن وقائع الحياة السريعة التي تتطلب الاختصار، في كل شيء، وهو ما تطلب من كاتبها، تعاملا خاصا مع معطيات التطور الاجتماعي/ الحضاري، الذي جعله يقتنص اللحظات السريعة، ويحولها إلى ممارسة فنية ذات مواصفات القص الإبداعي. إن القراءة التأملية لهذه المجموعة/ لعبة الكراسي، تقودنا حتما إلى سلسلة من الأسئلة الحارة التي تلتهب في مخاضات فكرية ذات أبعاد... وأبعاد: هل على الأديب القاص، أن يصبح ناطقا عن وعي وإدراك باسم أولئك الذين يعيشون في الظل..؟ هل عليه إن يحمل لقراءة عذابات تلك الفئات المصابة بالتهميش من كل جانب؟ هل عليه أن يضم بين جنبات كلماته دفقات من أحاسيس المرضى والجوعي والفقراء والمهمشين الذين أسدلت السياسات العشوائية عليهم ستاراتها؟ بكل تأكيد، إن القصص القصيرة جدا، لهذه المجموعة، والتي لا تزيد مساحتها عن بضع كلمات، تقودنا بسرعة وجاذبية، إلى اجابات موضوعية/ تؤكد لنا ببلاغتها، بكثافة كلماتها، أنها لاتعانق فقط حداثة المتن الأدبي، لاتعكس فقط قدرة كاتبها على استبطان الرؤى التحتية للانسان، ولكنها أيضا تعكس حياتنا المجتمعية، بما لها من قضايا واشكالات وأزمات، وبما فيها من خلفيات اعتباطية. على ضوء هذه الحقيقة، لا يمكن لدارس فن القصة القصيرة جدا عند محمد السعيدي، أن يغفل خصيصة هامة، وهي التحام القاص بالأرض/ بالمجتمع، وذلك ضمن علائق واقعية. فهو في قصصه المختصرة جدا، والمكثفة جدا، لا ينطلق من فئة أو طبقة معينة، بقدر ما ينطلق من خصوصية شاملة، ليشيد عالمه الافتراضي، على أسس قوية، قائمة على الهوية... والهوية فقط. الأديب محمد السعيدي، تجده في هذه المجموعة القصصية، يخرج من باب القصيدة الحداثية، ليدخل باب القصة الحداثية بإصرار من أجل إعادة صياغة شخصياته/ أبطاله/ أحداثه/ قضاياه، صياغة لم تتحرر من شاعرية مبدعها، ولكنها تغوص في فضاءات أقرب ما تكون إلى الواقعية الأدبية/ الواقعية التي لا تسطح الواقع، ولكنها تتعمق فيه بمهارة وخبرة/ لا تعطل الشكل القصصي، ولكنها تقدمه بفن لا تعقيد فيه. إن الصبغة الفنية التي حققها محمد السعيدي في تقنية القصة القصيرة جدا، تتراءى في نمذجة شخوصه الذين لا اسم لهم/ في نمذجة أماكنه التي لا عنوان لها/ في نمذجة الذين يحضرون في غيابهم، ويغيبون في حضورهم/ نمذجة الأزمنة والأمكنة التي تطل من النوافذ، لتختفي في مصابيح المدن المعلقة في السراب. بذلك يصبح اللقاص دوره البارز في تركيز الإيحاء/ في تفكيك المعادلات الصعبة لنماذجه المختلفة/ في إعادة تركيب هذه النماذج وفق مساراتها الإبداعية والطبيعية والنفسية... إنها باختصار الاختصار، ثورة على القوالب المحافظة لفن القصة، وأبعد منذلك ثورة ضد صياغاتها المتوارثة .

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمد السعيدي في لعبة الكراسي محمد السعيدي في لعبة الكراسي



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 22:23 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مباحثات عباس وبوتين لوجود فلسطين في البريكس

GMT 05:47 2023 الثلاثاء ,11 إبريل / نيسان

أول مواطن تركي يسافر إلى محطة الفضاء الدولية

GMT 14:44 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

 المؤشر نيكي يهبط 0.57% في بداية التعامل بطوكيو

GMT 10:31 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

الاتجاهات في عام 2018 تحمل التكنولوجيا إلى مناطق مخيفة

GMT 05:02 2017 الجمعة ,28 إبريل / نيسان

رباه..إنهم يلقنون فرنسا الديمقراطية !!!

GMT 00:32 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو موسي يتصدر الأكثر مبيعًا بـكتابيه

GMT 21:19 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

النقد الدولي يخفض توقعاته لنمو الصين لـ4.8%
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib