رام الله - وفا
أعلن "غاليري زاوية" اليوم الثلاثاء، عن مشاركته في الدورة العاشرة من معرض "آرت دبي" من 16 إلى 19 آذار المقبل، الذي ينظم سنويا في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويعد المعرض الفني الأكثر عالمية في الشرق الأوسط.
وتعتبر هذه المشاركة الأولى لغاليري فلسطيني في هذا المعرض، الذي يستقطب أعدادا كبيرة من متذوقي الفن والمقتنين من العالم ومعارض لأكثر من 90 صالة عرض من 40 دولة في العالم.
ويشارك غاليري زاوية بمجموعة مميزة من الأعمال الفنية للفنان جواد المالحي، التي تحمل اسم "مقاييس التردد"، وتتناول موضوع لحظات تفكك الحشود في الفضاءات العامة واللحظات التي تسبق زوالها. وتتألف الأعمال من لوحات فنية ومجموعة من المنحوتات الفنية لأشخاص تبدو وكأنها خرجت تواً من اللوحات.
صبية أشقياء يتسلقون أعمدة الكهرباء من أجل رؤية أفضل، باعة في الشوارع يستغلون هذه اللحظات لبيع ما في جعبتهم، نظرات وإيماءات وأحاديث المراقبين، أجساد تتشكل هيئتها بطريقة مشابهة في كل مرة بعد زوال التجمهرات.. فضاءات عامة تزخر بعلاقات التجمعات المؤقتة لأشخاص يشاهدون وينتظرون بمزيج من عدم اليقين والترقب تسيطر على أعمال المالحي.
وقال المالحي "تستوقفني حركة الحشود وكيفية تفككها بعد الأحداث، ولكن ما يثير اهتمامي لحظات الانتظار والترقب التي تحتل مكانا ما بين وقوع الحدث وذوبانه، وكيفية تأثير ذلك على معالم الأجساد المتحركة وعلاقتها مع بعضها البعض. أراقب الأحداث لفترات طويلة عن كثب من شرفتي في المخيم، ومن خلال شاشات التلفزة التي تنقل صورا من فلسطين ومن العالم العربي، وأضع نفسي في موقع الشاهد الذي يوثق تاريخ تفاصيل الحياة اليومية الذي يمضي على عجل دون أن يتم تسجيله".
وأضاف "ركزت على نقل وتوثيق هذه اللحظات التي عادة ما تتجاهلها وسائل الإعلام في بحثها المستمر عن الدراما، والتي تتعامل مع الحشود من بعيد ككتلة وتتجاهل العلاقات ما بين أفراد الحشود والتضامن الذي يجمعها".
وقال المالحي "ألهمتني هذه اللحظات خلال السنوات الثلاثة الماضية لأنجز هذه المجموعة، وشدتني صدفة وسريالية المشهد ولحظات انتظار المجهول، ولحظات التضامن التي باختفائها يذوب كل شيء، ولكن يبقى الجو مشحونا وممتلئا بعدم اليقين والارتياب. الأشخاص الذين يتجولون في كل الاتجاهات على غير هدى أو يقين والعلاقات الطارئة ما بين الأشخاص للحظات قبل أن يفرغ الشارع من الناس. هذه اللحظات تحمل أسئلة غير واضحة وطاقة كامنة تختفي تحت السطح".
ويقطن المالحي في مخيم شعفاط للاجئين، الذي يقع على بعد 4 كيلومترات من البلدة القديمة في القدس، ويضم أكثر من 50 ألف لاجئ فلسطيني، معظمهم لجأوا من المحيط الغربي لمدينة القدس.
من جهته، أشار مدير "غاليري زاوية" زياد عناني، إلى أن مشاركة غاليري فلسطيني جنبا الى جنب غاليريات عالمية في آرت دبي، هو خطوة هامة لجذب الاهتمام العالمي للفن الفلسطيني، الذي لا يقل شأنا عن الفنون البصرية التي وجدت طريقها للعالمية، وأن كثير من الفنانين الفلسطينيين لا يقلون شأنا عن أقرانهم العالميين، ولكنهم يفتقدون الفرص للمشاركة.
وقال إن غاليري زاوية يسعى لإيصال الفن الفلسطيني لجمهور واسع من محبي الفن ومتذوقيه والمقتنين حول العالم من خلال هذه المشاركات.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر