غزة - صفا
في صور الحروب التي أصبحت حرب صور, ثمة من يدفع ثمنا لها وثمة من يغامر بروحه ليوثق بالصورة ما يبقي الجريمة حاضرة لا يلغيها زمن.
وفي جنبات معرض "الصورة تنتصر" ما كرس تلك القاعدة مبقيا الشواهد على جرائم ما حمله العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة في يوليو وأغسطس الماضيين حية لا تتراجع.
وعج المعرض على مدار ثلاثة أيام في مركز الفنون والحرف في مدينة غزة بعشرات الصور المعبرة عن وجع الضحية وتمادي الاحتلال بعدوانه في زمن الهوس المرئي بالمذابح, وبالميتات الشنيعة.
وأشرف على تنظيم المعرض وكالة الصحافة الفلسطينية "صفا" وقناة القدس الفضائية ليقدما معا صورة حية عن مجزرة الأمس وكأنها اليوم، أبطالها جلهم أطفال قضوا ببراءتهم ونساء دفنت تحت ركام منازلهن وشيوخ نُكل بأشلائهم.
فضح الاحتلال
وبينما كان يشرح لأحد الزوار صورة الشهيدة الطفلة هنية أبو جراد (4سنوات) وهي محمولة على أكتاف والدها خلال تشييعها أيام العدوان، يؤكد مصور وكالة "صفا" محمد محيسن أن المعرض يظهر مدى همجية وبربرية الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان الأخير على القطاع.
ويقول محيسن لـ"صفا": "جميع المجازر الاسرائيلية والدمار الذي نتج عن همجيتهم انعكس بعدساتنا وكاميراتنا في هذه الصور التي تحاكي شيئا بسيطا من عمليات القتل والدمار الذي ارتكبه الاحتلال".
وأشار إلى أن المعرض لقي ترحيبا كبيرا وردود فعل جيدة على صعيد الزوار والمهتمين وحتى المسئولين، مبينا أن المعرض نجح في هدفه الأساسي وهو فضج جرائم الاحتلال للمجتمع المحلي والدولي.مقتطفات
وتضمن المعرض أفلام وثائقية قدمتها قناة "القدس" لتوثيق المجازر الإسرائيلية، بنيها فيلم "بيت حانون شاهد وشهيد".
وبين زوايا المعرض تشرح الاعلامية ألاء الافرنجي للزوار بعض الأفلام المنتجة وأحداثها ومكان وقوعها، بينما جلس بعض الشباب لمتابعة أحد الأفلام التي أنتجتها فضائية القدس تحت عنوان "الشجاعية حكاية شعب ومقاومة"، في حين أن العديد من الزوار كانوا يتناقشون في أحداث الصور ومكان وقوعها.
وتؤكد الإفرنجي لـ"صفا" أن الهدف الأساسي لهذا المعرض هو فضح جرائم الاحتلال وكشف وجهه الحقيقي البشع للعالم، مبينا أن صور المعرض والافلام هي مقتطفات من آلاف الصور التي صورت.
وأشارت إلى أن قناة القدس أنتجت 4 أفلام خلال العدوان من بينها فيلم "رفح شهادات وصمود" وفيلم "خزاعة للموت لون آخر"، وفيلم "الشجاعية حكاية شعب ومقاومة"، وفيلم "بيت حانون شاهد وشهيد"، مشيرة إلى التغطية الإعلامية الكبيرة التي تواجدت على مدار أيام المعرض الثلاث.
وفيما يتعلق بنجاح هذا المعرض بينت الافرنجي أنه نجح في ايصال رسالته للعالم، بعدما أمّه الكثير من الصحفيين الأجانب وبعض الشخصيات الدولية الموجودة في غزة.
وتخلل المعرض عدة زيارات ميدانية من قادة فصائل العمل الوطني والاسلامي، ونواب المجلس التشريعي، بالإضافة إلى عدد كبير من الصحفيين الفلسطينيين والأجانب.
عدالة قضيتنا
وفي إحدى زوايا المعرض يقف الشاب علاء أبو حميدة (26 عاما)، الذي أصيب خلال العدوان الأخير، يتمعن الصور بشدة ويقول لـ"صفا":" لن نغفر ولن ننسى هذه الصور ومدى همجية الاحتلال وستبقى منقوشة في أذهاننا".
وبالنسبة إلى أبو حميدة فإن المعرض فرصة لزيادة صمود الشعب الفلسطيني وخصوصا من أصيب أو عاش ظروفا صعبة أثناء العدوان.
فيما أكدت طالبة الصحافة والاعلام سلسبيل أبو سمعان أن هذه الصور ستبقى عار على جبين المحتل وجرائم تلاحقه أينما ذهب، شاكرةً وكالة صفا وقناة القدس على هذه الفعاليات التي من شأنها زيادة صمود الشعب وفضح الاحتلال.
وقالت أبو سمعان لـ"صفا": "أؤيد مثل هذه المعارض التي تكشف وجه الاحتلال الحقيقي، ومدى عدالة قضيتنا التي من أجلها سالت دماء كثيرة"، داعية العالم للتعامل مع شعبنا بحق وعدالة وعدم الكيل بمكيالين.
وتضمن المعرض العديد من الأنشطة والفعاليات والأناشيد الوطنية والإسلامية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر