فالبارايسو - أ.ف.ب
احرز رجال الاطفاء تقدما الاثنين باتجاه السيطرة على الحريق الضخم المندلع منذ اكثر من 48 ساعة في مدينة فالبارايسو المرفئية بوسط تشيلي والذي اتى على عدد من احيائها، الا انهم لا يزالون بحاجة الى ايام عدة لاخماده، كما اعلنت السلطات.وارتفعت الحصيلة الرسمية لضحايا الحريق الى 15 قتيلا. وقال الاميرال خوليو ليفا المسؤول في سلاح البحرية التشيلي للصحافيين ان "حصيلة القتلى بلغت حتى الان 15 قتيلا"، مضيفا ان اثنين من الجنود المشاركين في عمليات الانقاذ اصيبا بجروح خلال عملهما.ولكن فرناندو مالدونادو الخبير في المكتب الوطني للغابات (كوناف)، الهيئة الرسمية التي تنسق عمليات مكافحة الحريق، طمأن الى ان السيطرة على الحريق "باتت اقرب من ذي قبل"، موضحا لوكالة فرانس برس انه "عندما يتم وقف تقدم النيران يمكن لعملية اخماد بؤر الحريق ان تستغرق بعض الوقت".
واضاف "اذا تمت السيطرة على الحريق اليوم (الاثنين) فان هذا الامر (اخماده بالكامل) قد يستغرق اياما عديدة".
وصباح الاثنين غطى الدخان الكثيف والرماد مرفأ فالبارايسو في حين كان أكثر من الفين من رجال الاطفاء والجنود يعملون على اخماده بمساندة طائرات ومروحيات.ومساء الاحد امتدت الحرائق بفعل الرياح القوية الى تلال راماديتاس وباخونال وماريبوساس المدرجة عام 2003 على لائحة اليونيسكو للتراث الانساني. وفي حديث لاذاعة كوبيراتيفا، قال وزير الدفاع خورخي بورغوس "نواجه اليوم حالة طوارئ مستمرة (...) هذا وضع معقد للغاية".ودمر الحريق، الاسوأ الذي يشهده وسط تشيلي، 850 هكتارا واكثر من الفي منزل، وارغم نحو ثمانية آلاف شخص على اخلاء منازلهم. كما تم اجلاء نحو 10 الاف آخرين.واعلن المكتب الوطني لحالات الطوارئ عن "اجلاء احتياطي" للسكان في حي توروس دي روكوانت، المشرف على المدينة، بسبب امتداد الحرائق.
ويواصل الفان من عناصر الشرطة والجيش ومئات من رجال الاطفاء، بالاضافة الى 13 طوافة وسبع طائرات، العمل على مواجهة الحريق. وانضم الى جهود الانقاذ الاف الشبان المتطوعين الذين حملوا الرفوش والمعاول واخذوا يبحثون تحت الانقاض عن ناجين محتملين.
والاحوال الجوية قد تكون في مطلع هذا الاسبوع مواتية مع توقع انخفاض درجات الحرارة وزيادة الرطوبة.وتضرر الكثير من احياء مدينة فالبارايسو بسبب الحرائق وغالبيتها من بين الاكثر فقرا في المدينة.الا ان وسط المدينة التاريخي نجا حتى الآن من النيران.وغطى الدخان والرماد ميناء بيتورسك السياحي حيث يقع منزل الشاعر التشيلي الراحل بابلو نيرودا الذي تم تحويله الى متحف. وبسبب درجات الحرارة المرتفعة والرياح القوية، امتدت السنة النار الى 44 تلة تشرف على المدينة التي تعد 270 الف نسمة.
وصرحت الرئيسة التشيلية ميشيل باشليه "انها مأساة مروعة، لا شك في انه اسوأ حريق في تاريخ فالبارايسو". وتفقدت باشليه المرفأ الاحد بعدما اعلنت السبت اعتماد خطة الكوارث ما سمح بمشاركة القوات المسلحة في عمليات اجلاء السكان.وهذه عملية الاجلاء الثانية على نطاق واسع في المدينة الساحلية التي تبعد 120 كلم عن سانتياغو خلال اسبوعين بعد انذار بتسونامي صدر بسبب وقوع زلزال بقوة 8,2 في شمال تشيلي.والغت الرئيسة التشيلية زيارة مرتقبة الثلاثاء الى الارجنتين كان من المفترض ان تكون الاولى منذ بدء ولايتها الرئاسية الثانية في 11 آذار/مارس الماضي. وعمدت الرئيسة الاشتراكية الى العمل على توفير المساعدات الضرورية لضحايا الحريق.
واقامت بلدية فالبارايسو خمسة مراكز اغاثة الا ان غالبية السكان فضلوا اللجوء الى منازل عائلاتهم واصدقائهم، وفق السلطات.وفي ماريبوسا احدى التلال الاكثر تضررا، عمد بعض السكان الذين لم تدمر منازلهم الى العودة وافراغها خوفا من تكرار الحرائق.وانتشر عناصر الامن في الشوارع لمنع عمليات النهب.ورفض البعض مغادرة منازلهم. وقال ارتورو غوميز لوكالة فرانس برس "لا اتخلى ابدا عن هذا القليل الذي املكه. انه نتيجة جهد 15 عاما، لن أغادر الا اذا انهار المنزل"، مشيرا الى ان زوجته واولاده الاربعة انتقلوا الى احد مراكز الاغاثة.وفي اجراء احترازي قررت وزيرة الصحة هيلا مولينا اعلان حالة الانذار الصحي في المنطقة المنكوبة اعتبارا من الثلاثاء.
وتقرر ايضا منع السيارات الخصوصية من سلوك طرقات العديد من المرتفعات بين الساعة 12 الساعة 22 من كل يوم حتى الخميس، وذلك تسهيلا لمرور سيارات الاطفاء والاغاثة.واندلع الحريق بعد ظهر السبت في بولفورا في ضواحي فالبارايسو، وامتد بسرعة بسبب درجات الحرارة المرتفعة والرياح القوية ليصل الى التلال المشرفة على المدينة.ويزور مدينة فالبارايسو سنويا آلاف السياح من تشيلي وخارجها. وكانت المدينة الميناء التجاري الاول والاهم على الطرق البحرية التي تربط المحيطين الاطلسي والهادئ عبر مضيق ماجلان.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر