الرباط_ المغرب اليوم
وعيا بالأهمية القصوى التي يكتسيها الجانب الأمني في ضمان نجاح أشغال الدورة ال22 لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ المنعقدة حاليا بمراكش وإلى غاية ال18 من الشهر الجاري، عملت المصالح الأمنية على اتخاذ تدابير وإجراءات مشددة ومنسقة شملت جميع الجوانب المرتبطة بتأمين وضمان نجاح هذا الحدث العالمي الكبير.
وانطلاقا من أهمية هذا الحدث الدولي الهام وما يشكله من قيمة مضافة لإشعاع صورة المملكة في الخارج، عملت المديرية العامة للأمن الوطني على تعبئة مواردها البشرية واللوجستية وذلك بالنظر لاعتبار مصالح الأمن رقما مهما في معادلة إنجاح ومواكبة هذه التظاهرة العالمية.
وهكذا عمدت المديرية إلى وضع كافة الترتيبات والتصورات الكفيلة بإنجاح الخطة الأمنية المعتمدة لتغطية هذا الحدث العالمي الذي يعرف حضور آلاف المشاركين من مختلف بقاع العالم ضمنهم رؤساء وملوك ووزراء ومسؤولي منظمات دولية.
وأوضح العميد الممتاز نور الدين جبران، مدير ديوان والي أمن مراكش والمسؤول عن التواصل، بولاية أمن مراكش، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه في إطار التنزيل السليم لتوجيهات المدير العام للأمن الوطني المتعلقة بأجرأة الخطة الأمنية على أرض الواقع قامت المصالح الأمنية بعمليات أمنية استباقية بهدف محاربة كافة الظواهر التي تمس بالأمن والسكينة.
وأضاف أن الموارد البشرية التي تم رصدها لتأمين ومواكبة هذا الحدث العالمي تجاوزت 7000 عنصرا وتمثل جميع التخصصات والمصالح وتتشكل من عناصر خضعوا لدورات تكوينية من أجل تأهيلهم وتكوينهم حتى يكونوا في مستوى الحدث العالمي.
وتتوزع العناصر الأمنية الموكول إليها تأمين أشغال هذه القمة ما بين فرق متخصصة في رصد الشحنات المتفجرة، وفرق التنقيط بواسطة أجهزة متنقلة، وفرق الخيالة، والكلاب البوليسية المدربة، والدراجين المتخصصين في خفر ومرافقة الشخصيات المشاركة في هذه الدورة.
وعلى مستوى الوسائل اللوجستية وفرت المديرية العامة للأمن الوطني جميع الإمكانات الضرورية لاشتغال مصالح الأمن ومساعدتها على أداء مهامها التقنية بأريحية ضمانا للأمن والسلامة من دراجات وسيارات وأجهزة متطورة لكشف المتفجرات والإشعاعات النوية.
وهمت الإجراءات والتدابير المتخذة، في هذا السياق، تحصين المدينة عبر نقاط المراقبة التي تم وضعها على مستوى مداخل المدينة عبر الطرق البرية أو السككية من خلال تعيين دوريات ونقاط ثابتة على مستوى محطة القطار، وكذا وضع ترتيبات خاصة على مستوى مطار مراكش المنارة الدولي وتدبير مجال السير والجولان عبر مدارات المدينة من خلال وضع وتعيين أطر وعناصر للمرور متمرسة ومؤطرة.
كما تم احداث قاعة للقيادة والتنسيق مجهزة بوسائل تقنية وتكنولوجية حديثة تتوفر على 60 خطا مباشرا لشرطة النجدة “19 ” يشرف عليها ممارسون خضعوا لتكوين تخصصي في تدبير النداءات الصادرة عن المواطنين والأجانب على حد سواء ، يشتغلون على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع، إلى جانب تقنيين مختصين في المراقبة عبر نظام الكاميرات.
وتم تزويد هذه القاعة بشاشات متصلة بكاميرات مثبتة بالشارع العام يصل عددها 83 تستجيب للمعايير الدولية وتعمل بنظام فائق الصورة، إضافة الى 16 أخرى محدثة بساحة جامع الفنا التي تكتسي أهمية سياحية وتعرف توافدا ملحوظا للسياح والزائرين المغاربة والأجانب، وكذا كاميرات أخرى بمداخيل مدينة مراكش مهمتها تثبيت أرقام السيارات الوافدة على المدينة.
وينضاف إلى ذلك تعزيز الإجراءات والعمليات الاستباقية التي تقوم بها مصالح الأمن لتطهير المدينة من جميع الظواهر التي من شأنها الاخلال أو المس بالأمن والسكينة، فضلا عن وضع خطة محكمة لتأمين الإقامات والفنادق التي تأوي الشخصيات المشاركة في القمة.
وارتباطا بتأمين مكان انعقاد القمة بالموقع التاريخي “باب إيغلي” تم وضع مضلع أمني تساهم فيه وحدات من جميع التخصصات والمصالح بهدف ضمان الترتيبات اللازمة لتحصين هذه النقطة من خلال توزيعها الى عدة مناطق وتعيين رؤساء على كل نقطة، مع وضع مجموعة من العناصر رهن إشارتهم.
ولم تغفل الخطة الأمنية المعتمدة تأمين المجال السياحي باعتبار مدينة مراكش الوجهة السياحية الأولى في المملكة بامتياز ومن ضمن كبريات الوجهات السياحية العالمية، حيث عمدت المصالح الأمنية إلى توفير ظروف أمنية مواتية تتيح لزوار المدينة من الأجانب والمغاربة ولساكنتها مقاما آمنا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر