كشفت دراسة علمية حديثة أن أوعية المياه، التي يشرب منها الكلاب، يمكن أن تحتوي على بكتيريا تهدد الحياة مثل جرثومة الأمعاء الغليظة، والسالمونيلا، وبكتيريا مارسا.
ويحذر العلماء الأسر التي تقوم بتربية الكلاب والقطط بمنازلها، حيث إن الأدلة واضحة وتثبت أن أوعية مياه شرب الكلاب يمكن أن تشكل خطراً على صحة وحياة كل من الإنسان والكلاب.
الأنواع الشائع استخدامها
أجرى الباحثون في جامعة هارتبيري البريطانية دراسة، تعد الأولى من نوعها، اشتملت على اختبار 3 أنواع من أوعية شرب الكلاب الشائع استخدامها. وركزت الاختبارات على تحديد مقدار تراكم البكتيريا ومدى ارتباطه بالمادة التي تصنع منها تلك الأوعية، وعدد مرات تنظيفها.
وكشفت النتائج عن أن البكتيريا الخطرة كانت على الأغلب تزدهر في الأوعية المصنوعة من البلاستيك، وأن الأنواع الرخيصة منها تأوي أكبر قدر من البق.
ومن المفاجأت التي أثارت دهشة الفريق البحثي أن أكثر أنواع البكتيريا ضرراً، بما في ذلك سلالات جرثومة الأمعاء الغليظة وبكتيريا مارسا، كانت الأكثر انتشاراً في الأوعية الخزفية، المصنوعة من الفخار أو السيراميك. كما ثبت أن الجراثيم تنتشر أيضاً عن طريق الأوعية الفولاذ المقاومة للصدأ.
الأوعية القديمة أكثر خطرًا
وأشارت نتائج الدراسة، التي تم عرضها خلال الاجتماع السنوي الـ69 للاتحاد الأوروبي لعلوم الحيوان، الذي انعقد في دوبروفنيك بكرواتيا مؤخراً، إلى أنه كلما طالت مدة استخدام الأوعية زادت أنواع وكميات البكتيريا المتراكمة.
ودعا فريق العلماء، بقيادة كورالي رايت، إلى ضرورة اتباع نظم تنظيف أكثر صرامة لأوعية طعام ومياه الحيوانات الأليفة، لتقليل مخاطر انتشار أية حشرات أو بكتيريا قاتلة، موضحة أن البكتيريا تبدأ في التراكم بعد الاستخدام لمدة أسبوعين فحسب.
وتقول أيسلينغ كارول، الباحث المشارك في الدراسة: "من الواضح من نتائج الدراسة أن أوعية مياه الكلاب تشكل خطراً على صحة الإنسان والحيوان على السواء". وأشارت كارول إلى أن "الاتصال على نحو متزايد بين البشر وحيواناتهم الأليفة يؤدي إلى مخاوف بشأن نقل البكتيريا للأمراض الحيوانية المنشأ" بطرق مختلفة.
ودعت كارول إلى إجراء المزيد من التجارب لتقييم أفضل المواد المستخدمة في صنع وعاء المياه، التي يمكن أن تقلل من خطر انتشار أي حشرات أو عدوى للبشر.
حوداث متنوعة
يسمح العديد من أصحاب الحيوانات الأليفة لحيواناتهم بأن تلعق وجوههم، أو أن تتناول الطعام من أيديهم أو من أطباقهم، وهما طريقتان لنقل العدوى المحتملة.
وتأتي الدراسة بعد أن أشار بحث، أجرته جامعة "كوبنهاغن"، إلى أن الكلاب قد تسبب التهابات المسالك البولية UTIs.
وبدأ البحث عند اكتشاف أن مريضين يتلقيان العلاج في أحد المستشفيات يعانيان من عدوى بنفس نوع البكتيريا، التي وجدت في براز كلبهما.
وعلى الرغم من أن واحدا منهما تعافى بعد ما يقرب من عام، إلا أن كلبهما لا يزال حاضناً للبكتيريا، مما يشير إلى أنه حامل دائم لها.
بتر الأطراف الأربعة
وفي ولاية ويسكونسن الأميركية، اضطر الجراحون إلى استئصال وبتر جميع أطراف شخص يدعى غريغ مانتيوفيل بعد إصابته بعدوى شديدة، تدور الشكوك حول انتقالها إليه عندما لعق كلبه الأليف يده. عانى مانتيوفيل في البداية من أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا، بما في ذلك الحمى والقيء والإسهال. وعندما ظهرت كدمات على ذراعيه وساقيه، تم نقل الرجل البالغ من العمر 48 عاماً إلى غرفة الطوارئ.
واكتشف الأطباء أن عدوى بالدم انتشرت إلى جميع أطرافه الأربعة، ونتيجة لتلف الأنسجة والعضلات الواسع النطاق، تم إجراء جراحة لبتر جميع أطرافه. ووصفت الزوجة دون مانتوفيل الحالة قائلة: "انتشرت الكدمات على كامل جسمه وكأن أحدهم قام بضربه بمضرب بيسبول".
أجرى الأطباء اختبارات الدم واكتشفوا أنه مصاب بعدوى بكتيرية تعرف باسم capnocytophaga canimorsus.
حتى الحيوانات السليمة صحياً
وأثبتت الدراسات العلمية، وفقاً لما ذكرته المعاهد الوطنية للصحة NIH، أن تلك البكتيريا المعدية تظهر في لعاب الكلاب والقطط السليمة صحياً.
وأفادت نتائج دراسة علمية في اليابان عام 2014 بتواجد البكتيريا في 69% من الكلاب و54% من القطط.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر