يمثل طائر (الكويليا) ذو المنقار الأحمر واحدا من أخطر الآفات الزراعية التي تهدد الأمن الغذائي فى أفريقيا، رغم ما تبذله بلدان القارة من جهود للتخلص من خطر الطيور عموما.
ويقدر العلماء بأن أعداد طائر (الكويليا) والذى يعرف أيضا بطائر (التنوط) في موطنه بإفريقيا بحدود 100 مليون، ويأكل طائر (الكويليا) في المتوسط حوالي 10 جرامات من الحبوب في اليوم، وبذلك فإن السرب من مليوني طائر يمكنه أن يلتهم 20 طنا من الحبوب في يوم واحد.
وبدأت بالعاصمة السودانية الخرطوم اليوم (الثلاثاء) أعمال مؤتمر مكافحة آفة الطيور بإفريقيا ، وإيجاد البدائل المناسبة للقضاء على طائر (الكويليا) بمشاركة 13 دولة أفريقية ومنظمة الأمم المتحدة للاغذية والزراعة (الفاو).
وقال وزير الزراعة السوداني إبراهيم الدخيرى فى كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر" يشارك فى هذه الورشة عدد من ممثلي الدول الافريقية وخبراء من منظمة الفاو ، وتأتي أهمية هذا المؤتمر من خطورة طائر الكويليا على الأمن الغذائي فى افريقيا".
وأضاف "تهاجم أسراب طيور الكويليا سنويا المزارع والحقول وتقضى على ملايين الهكتارات مما يتسبب فى نقص كبير فى الحبوب فى القارة الافريقية".
وتابع " نحن فى السودان نخسر سنويا ملايين الدولارات للصرف على الخطط التي تضعها إدارة وقاية النباتات التابعة لوزارة الزراعة لمواجهة آفة الطيور ولاسيما الكويليا".
وأشار إلى وجود اتفاقيات عالمية ومنها معاهدة روتردام فيما يتصل بالبحث عن بدائل أكثر أمنا من مبيد "الفينثيون"، وهى مادة كيميائية تعرف أيضا باسم التنوط- ويتم رشها في الأماكن التي تتكاثر فيها أو تعيش فيها طيورالكويليا.
وتقدر منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) الخسائر الزراعية الناتجة عن طائر (الكويليا) بأكثر من 50 مليون دولار سنويا.
وقال الواثق عثمان مختار مساعد الممثل المقيم للفاو بالسودان فى تصريحات للصحفيين "يأتى مؤتمر الخرطوم فى إطار المساعي التي تبذلها دول القارة الإفريقية لمواجهة خطر آفة الطيور ولاسيما طيور الكويليا".
وأضاف " هذه الطيور تشكل تهديدا كبيرا للأمن الغذائي فى افريقيا، كما أنها أحد المسببات الرئيسية للمجاعة ، ولابد من تضافر الجهود لإيجاد معالجات قابلة للتطبيق لإزالة هذا الخطر".
وتابع "تهدف دول الإقليم إلى وضع خارطة لايجاد بدائل وإقامة مشروعات تجريبية للتخلص نهائي من طائر الكويليا عبر بدائل أكثر أمنا للبيئة والإنسان".
وتتواجد طيور (الكويليا) في الكثير من الدول الأفريقية المختلفة التي تمتد من جنوب أفريقيا إلى دول في الشمال مثل تنزانيا وكينيا وإثيوبيا إلى أن تصل إلى منطقة الساحل وإلى موريتانيا.
ويعانى السودان من مهاجمة اسراب الكويليا للمشاريع الزراعية ولاسيما فى ولاية الجزيرة بوسط السودان ، والولاية الشمالية بشمال السودان ، وهى المناطق الرئيسية لزراعة الحبوب ولاسيما الذرة والقمح.
وقالت الدكتورة فوزية عباس نائب المدير العام لإدارة وقاية النباتات فى السودان ، فى تصريح صحفي اليوم " السودان واحد من أكثر البلدان الإفريقية تضررا من طيور الكويليا".
وأضافت " تتأثر آلاف المزارع بمهاجمة أسراب الكويليا ، لم تنجح المعالجات المحلية فى تخفيف وطأة الكارثة ، ونتطلع إلى إيجاد طرق وبدائل علمية من خلال هذا المؤتمر النوعي المهم".
ويبحث المشاركون فى مؤتمر مكافحة آفة الطيور بإفريقيا إمكانية التوصل إلى اتفاقية توحد جهود القارة فى مجال مكافحة الطيور التى تتحرك فى أسراب كبيرة وتتخطى حدود كل الدول.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر