الرياض ـ المغرب اليوم
مع قدوم موسم الشتاء يحل الضباب ضيفا على مرتفعات المنطقة الجنوبية، أو كما يسميه سكانها بـ"الضريبة" التي تجعل المرتفعات تعيش أجواء شتوية شبيهة بالأجواء الأوروبية، حيث يشير كبار السن إلى أن الضريبة كانت تساعد على ترطيب الأرض واستصلاح الأراضي اليابسة، وتسبب كذلك خسائر لهم، فتضطرهم إلى التوقف عن الرعي، خشية فقدهم أغنامهم وخوفهم من مباغتة الذئاب التي تستغل هذه الفرص لتقضي عليها. وأشاروا إلى أن "الضريبة" كانت تستمر شهورا حتى نهاية الموسم، لافتين إلى أن الكثيرين في وقتنا الحاضر يعانون من وجود الضباب، حيث أصبح عائقا كبيرا للحركة المرورية، خاصة لمن يقدم لمدينة الباحة من شمال المنطقة على بعد مسافة 60 كم عبر الخط السياحي الطائف - الباحة مرورا بمحافظة المندق، ومنهم الموظفون والطلاب وطالبات الجامعة والكليات المختلفة.
وذكر عدد من رواد الطرق أن الضباب الكثيف الذي يكسو العديد من المناطق السعودية وبينها الباحة، هذه الأيام أجبر قائدي السيارات للتحول إلى «ملاحين» عبر استخدام أجهزة التوجيه الإلكترونية "جي بي إس".
وقالوا: "أطلت ظاهرة الضباب في منطقة الباحة برأسها من جديد، بكثافة لم تشهدها المنطقة منذ ثلاثة عقود، وانعدمت خلالها الرؤية الأفقية لأقل من عشرة أمتار أحيانا على الطرق، ما اضطر قائدي السيارات لاستخدام ذاكرة المكان، وحاسة الملاحة الأرضية في خطوط السير أثناء القيادة بسبب انعدام الرؤية".
ويؤكد صالح العويفي أنه يعاني من الضباب خلال ذهابه للعمل وإيصاله أبناءه للمدارس، كونه يقطع وقتا طويلا في إنجاز هذه المهمة في فصل الشتاء، قائلا: «على الرغم من قصر المسافة التي لا تزيد على خمسة كيلومترات، إلا أنها تشكل هما في التحرك بالسيارة لانعدام الرؤية، وتمتد معاناة التنقل خلال ارتياد الأسواق لشراء المتطلبات الحياتية». ووافقه الرأي ناصر الغامدي، حيث أشار إلى أن الضباب يحد من السرعة؛ لأن من يتهور سيدفع الثمن غاليا، ملمحا إلى أن سرعة السيارة لا تزيد على عشرة كيلومترات في الساعة.
وأوضح الدكتور عبدالله عبدالرحمن المسند أستاذ الجغرافيا المناخية بجامعة القصيم، إلى أن الضباب عبارة عن قطرات مائية مرئية دقيقة عالقة بالهواء، وهي تعتبر سحبا منخفضة فوق سطح الأرض مباشرة، قائلا: "الضباب يتكون بتكثف بخار الماء العالق في الجو عندما تنخفض درجة الحرارة إلى أو دون درجة الندى أو التشبع (أي درجة الحرارة التي يتكثف عندها بخار الماء)". وأضاف: "يحدث الضباب في الطبقة السفلية من الغلاف الجوي بارتفاع يصل أحيانا إلى 1000م، وغالبا يتزامن حدوثه في المنطقة الوسطى من المملكة في ساعات الصباح الأولى في فصل الشتاء، وعندما يكون كثيفا يعتبر أحد أخطر الظواهر المناخية على وسائل النقل المختلفة، حيث ينخفض مدى الرؤية إلى مستويات متدنية تصل أحيانا إلى عدة أمتار.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر