وجدة ـ المغرب اليوم
عاد الحديث عن الوضع الأمني بمدينة وجدة إلى الواجهة، بعد الاعتداءات التي سجلت بالمدينة على المواطنين بالسلاح الأبيض، ليبلغ الاهتمام بالوضع الأمني ذروته، بعد حادث الاعتداء الذي استهدف نادلا في مقهى معروف بشارع محمد الخامس أخيرا، أمام مركز الشرطة الواقع بجانب بناية بنك المغرب.
وتناقلت العشرات من الصفحات المهتمة بشؤون وجدة، ورواد موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، صور النادل في المقهى “حميدة كوار”، إذ أعلنوا تضامنهم معه جراء الاعتداء، الذي وصفه بعضهم بـ”الشنيع”، الذي كاد أن “يودي بحياته”، وفق بعضهم.
النادل، المعروف في مدينة وجدة، والذي قضى عقودا يعمل في المقهى نفسها، تعرض لاعتداء من طرف شخص أفادت المصادر ذاتها، أنه كان “ملثما”، عندما كان يهم، بدخول المقهى حيث يعمل.
وقالت المصادر ذاتها، إن المصالح الأمنية توصلت إلى الجاني واعتقلته، غير أن حميدة لازال يرقد في المستشفى الجامعي، لشدة الاعتداء الذي استهدف عموده الفقري، وقد أثار هذا الاعتداء موجة من السخط، والتعليقات المطالبة بالأمن في المدينة، خصوصا أن المكان حيث وقع الاعتداء، قريب من مركز الشرطة، الواقع في شارع محمد الخامس.
وكشفت المصادر نفسها، أن شخصا آخر، يعمل تاجرا، تعرض للاعتداء داخل محله التجاري، أياما قليلة قبل واقعة الاعتداء على حميدة، كما أن سائقي سيارات الأجرة من الصنف الصغير لا يزالون يشتكون من استمرار الاعتداءات عليهم، على الرغم من أنهم اجتمعوا سابقا بمسؤولي الأمن، وحددوا لهم النقاط، التي يعتبرها المهنيون نقطا سوداء لتكثيف الدوريات فيها.
الوضع الأمني الذي يصفه البعض بالمتدني، دفع بالبرلمانية المنتمية لحزب الأصالة والمعاصرة، بديعة الفلالي، إلى توجيه سؤال في الموضوع لوزير الداخلية عبد الوافي لفتيت.
وقالت الفيلالي: “على إثر الاعتداءات المتكررة التي استفحلت بشكل ملفت، خلال الآونة الأخيرة، على أشخاص أبرياء بواسطة السلاح الأبيض أو بوسائل أخرى بمدينة وجدة، التي إن لم تودي بحياتهم، فإنها تلحق بهم أضرارا بدنية ونفسية عميقة تنعكس سلبا على حياتهم وحياة أسرهم، وتعطي انطباعا سيئا لدى الساكنة”.
وأضافت المتحدثة ذاتها، أنه “أمام هذا الوضع المتردي، الذي يستدعي أكثر من تدخل، وأمام يقظة رجال الأمن- مشكورين – الذين لا يألون جهدا في الحفاظ على أمن المواطنين وسلامة ممتلكاتهم، رغم شح الموارد البشرية وقلة الآليات التقنية واللوجستيكية من أجل تغطية مختلف أحياء المدينة، خاصة الهامشية منها، التي عرفت مؤخرا توسعا عمرانيا مهما، فإننا نطالبكم، السيد الوزير المحترم، بدعم مختلف وحدات الأمن بالمدينة بالموارد البشرية الكافية وأدوات اللوجيستيك المتطورة تقنيا تسهيلا لمهامهم النبيلة، ودفعهم على التدخل السريع والمباشر في إطار خطط استباقية وإجراءات وقائية، قد تعيد للمواطن الوجدي شيئا من الطمأنينة والأمن النفسي”.
ويرجع عدد من المتابعين تنامي الجريمة بالمدينة إلى الوضع الاجتماعي الذي تأزم في السنوات الأخيرة، حيث تسجل الجهة والمدينة معدلات قياسية في الفقر والبطالة، وقد تأزمت الأوضاع أكثر بعد إغلاق الحدود في وجهة حركة التهريب المعيشي التي كانت مصدر رزق للآلاف من المواطنين بالمنطقة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر