لندن - المغرب اليوم
دائماً ما تكون إبتسامة جيمي فلويد هاسلبانك حاضرة. لكن خلال مسيرته داخل المستطيل الأخضر، كانت الابتسامات أبرز العناصر الغائبة عن وجوه المدافعين الذين كان يوقع بأنفسهم الرهبة في إنجلترا وأسبانيا والبرتغال. ويُشهد لهذا النجم المخضرم أنه كان أفضل هداف الدوري الإنجليزي الممتاز مرتين مع ليدز وتشلسي، كما حصد 24 هدفاً في الدوري الأسباني مع أتليتيكو مدريد المتعثر.
حفلت مسيرة هذا المهاجم الفذ السابق بالعزيمة والإصرار والعمل الدؤوب، وبعد أن لاقى أبواباً موصدة في عالم كرة القدم في هولندا، اتجه للاحتراف في البرتغال ولم ينظر للوراء أبداً. شارك في كأس العالم FIFA 1998 وارتدى قميص المنتخب الهولندي 20 مرة رغم البداية المتأخرة نسبياً مع الكتيبة البرتقالية والمنافسة الشرسة التي لاقاها على مستوى المهاجمين.
يضطلع هاسلبانك حالياً بأول منصب تدريبي له مع أقدم نادٍ بلجيكي وهو ريال أنتويرب منذ الصيف الماضي. وفي مقابلة حصرية مع موقع FIFA.com، تحدث مهاجم تشلسي وأتليتيكو السابق عما يحز بنفسه بخصوص كأس العالم، وفلسفته الهجومية، وصعود نجم الكرة البلجيكية، وآمال هولندا بخصوص المغامرة البرازيلية الصيف المقبل.
FIFA.com: كيف تجد حياتك في بلجيكا وفي عالم التدريب؟
جيمي فلويد هاسلبانك: ليس بوسعي التذمر! لدي مجموعة أنا سعيد فعلاً معها. لدينا الكثير من اللاعبين الجدد ومركزنا حالياً جيد، ليس عظيماً لكن العمل لا يزال مستمراً ـ لم ينتهِ الأمر بالتأكيد. عندما يكون لديك الكثير من اللاعبين الجدد في الفريق، فإن هذا يعني أنك ستخوض الكثير من المباريات الجيدة، ولكنه يعني أيضاً بعض المباريات غير الجيدة جداً. نخوض مرحلة دقيقة حالياً، لكننا نبذل جهوداً كبيرة لتجاوزها.
يتمتع نادي أنتويرب بتاريخ من الروابط مع كرة القدم الإنجليزية من خلال مانشستر يونايتد، كيف هي علاقة العمل السائدة حالياً، وهل أنت على تواصل مع ديفيد مويز؟
نتواصل سوية، ولكن ليس بشكل يومي أو أسبوعي، تحدثتُ في بداية الموسم مع ديفيد مويز وكذلك مع وارن جويس (مدرب اليونايتد تحت 21 سنة). لدينا ديفيد بيتروتشي على سبيل الإعارة، وكثيراً ما نتحدث عما سنقوم به في يناير/ كانون الثاني. التعاون بين الناديين لا يزال قائماً، ونحاول أن نجعل العمل أكثر قوة.
متوسط عمر تشكيلتك صغير (حوالي 22 سنة). هل هذه سياسية تتبعها أم أن النادي يروّج للاعبي كرة القدم الشبان؟
هذه سياستي. لم تسر الأمور بشكل جيد في الموسم الماضي، ولهذا رغبتُ بأن أضخّ دماءً شابة، وأن أوصل الفريق إلى وضع أفضل مالياً، وهذا ما قمنا به فعلاً. يبدو الفريق بوضع أفضل بكثير عما كان عليه الأمر العام الماضي، ويوجد في صفوفه العديد من اللاعبين الشبان الجيدين الذين يجلبون معهم جودة الآداء للنادي، ونحاول أن يكون بوضع أفضل وأفضل. كلهم أطفالي، كلهم أبنائي! يمتلكون موهبة كبيرة والعمل مع هذه المجموعة هو شيء عظيم بالنسبة لي. الأمور جيدة جداً حالياً في بلجيكا.
اللعب بكأس العالم هو أفضل ما يختبره لاعب كرة القدم، فهذا ما يلعب من أجله. يمثل المستوى الأعلى وهو ما يرغب بتحقيقه أي لاعب
جيمي فلويد هاسلبانك
ستكون بلجيكا على موعد قريباً مع قرعة كأس العالم FIFA، هل هناك أية منتخبات تودّ أن تتجنبها هولندا في القرعة؟
لا يرغب المرء بأن يواجه البرازيل كونها الدولة المستضيفة. لقاء الأرجنتين وألمانيا دائماً ما ينطوي على صعوبة. مواجهة بلجيكا خاصة، ولذلك لا نريد أن نلاقيها كذلك. واجهنا بلجيكا في أولى مباريات كأس العالم 1998، وبينما كنا الفريق الأفضل، نجحت بلجيكا في فرض التعادل لأننا دولتان جارتان ولطالما تحاول كل منها أن تتفوق على الأخرى. تملك بلجيكا حالياً تشكيلة أفضل منا، ولهذا نود تجنبها. إن نجحنا في تجنب ملاقاة تلك الفرق الأربعة قدر الإمكان، فإن أمامنا فرصة.
تمكن روبن فان بيرسي للتو من تخطيك كأفضل هداف هولندي في الدوري الإنجليزي. ما مدى أهمية هذا النجم بالنسبة لآمال هولندا الصيف المقبل؟
ليس أمراً سيئاً أن يتخطاني روبن فان بيرسي، أبداً. إنه جوهري لكرة القدم الهولندية، لأنه المهاجم الأساسي وحاصد الأهداف ـ شخصٌ يجلب معه أمراً مميزاً. إنه مهم جداً بالنسبة لنا. إلا أني لا أنظر إلى هولندا على أنها وافرة الحظوظ، لا أعتقد أنها تملك ما يتطلبه الأمر. أعتقد أنه في حال تمكنت من بلوغ ربع النهائي فإن ذلك سيشكل آداءا طيباً من قبلهم.
كيف تنظر إلى مسيرتك الدولية؟ لعبت في فترة تنافس شرس مع دينيس بيركامب وباتريك كلويفرت و رود فان نستلروي و روي ماكاي.
كنت سعيداً بخوضي أكبر عدد متاح من المباريات لأنه كان هناك الكثير من المواهب. في بعض الأحيان، يكون هناك مواهب كثيرة لدرجة أن الأفضل لا يظهر. وفي بعض المرات يكون من الأفضل أن يكون هناك مواهب أقل نوعاً ما.
ماذا يعنيه الأمر بالنسبة لك أنك لعبت في كاس العالم FIFA 1998؟
اللعب بكأس العالم هو أفضل ما يختبره لاعب كرة القدم، فهذا ما يلعب من أجله. يمثل المستوى الأعلى وهو ما يرغب بتحقيقه أي لاعب كرة قدم. كان يتوجب علينا الفوز بالبطولة. خسرنا على يد البرازيل في نصف النهائي بنتيجة ركلات الترجيح، أي أنه كان بوسعنا الفوز. هناك شعور كبير بالأسف، لكن عندما يتم الاحتكام لركلات الترجيح فإن النسبة هي 50/50 في المئة.
عند بداية مسيرتك، تركت نادي ألكمار في هولندا، وخضت كرة القدم بعيداً عن الدوريات النظامية، ومن ثم سطع نجمك في البرتغال. كيف أتت هذه النقلة للبرتغال؟
سألني أحد الوكلاء إن كنتُ أرغب بالذهاب لفترة تجريبية، ذهبتُ إلى هناك وتم ضمّي. هذا هو كل ما في الأمر بكل بساطة! الوقت الذي أمضيته في بوافيستا كان عظيماً أيضاً. لا يزال لديّ الكثير من الأصدقاء هناك، ولا زلتُ أذهب إلى البرتغال بين الفينة والأخرى وأتحدث قليلاً من البرتغالية أيضاً.
تركت تشلسي مع قدوم جوزيه مورينيو، هل تعتقد أن بوسعه قيادة تشلسي لاقتناص لقب الدوري الممتاز هذا الموسم؟
بالتأكيد، إن كان هناك شخص بوسعه أن يقود تشلسي للقب الدوري الممتاز، فإنه جوزيه مورينيو. الأمر الوحيد هو أن هذه المهمة مختلفة تماماً عمّا كان عليه الأمر في أول قدومه. أصبح لديه العديد من اللاعبين الشبان، ويجب عليه البدء مجدداً ويضع هيكلية للفريق. يتعين عليه أيضاً إدماج الكثير من الأفراد، وأن يزرع عقيدته فيهم، وهو ما سيتطلب بعضاً من الوقت قبل أن يصبح هذا فريق جوزيه مورينيو. أعتقد فعلاً أنهم سيصبحون أبطالاً.
خضت موسماً مشرفاً واحداً مع أتليكيو مدريد، لكنه وللأسف تعرض للهبوط. لا بدّ وأنك سعيد بخصوص آداء النادي حالياً؟
إنه فريق رائع. أراقبهم كثيراً ويقوم [دييجو] سيميوني بعمل مذهل. لقد جعلهم يقدمون أداءً جيداً بالفعل، وكرة قدم عظيمة سوية. يمكن ملاحظة أنه جعلهم يفكرون كفريق، وهو أمرٌ في غاية الأهمية. أحب دييجو كوستا لأنه يلعب بنوع من الاندفاع والعصبية تروقني. ليس بوسع المرء أن يعبث معه. فهو يقتنص الأهداف، كما إنه سريع للغاية ويشكل كابوساً على المدافعين.
هل ترغب بأن تدرب في إنكلترا أو أسبانيا أو البرتغال؟
دعني أحبو أولاً ومن ثم سأبدأ بالسير وبعدها بالعدو. لكل شيء أوانه.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر