الرياض - المغرب اليوم
تعتبر السعودية تاريخيا من أكثر المنتخبات الآسيوية تحقيقا للنجاحات، لكن في بعض الأحيان كان المنتخب غير مستقر المستوى. وقد أظهر "الأخضر" تناقضا كبيرا في النتائج على مدى السنتين الأخيرتين.
فقد خرج المنتخب السعودي بإشراف فرانك رايكارد من التصفيات الآسيوية المؤهلة الى كأس العالم البرازيل 2014 FIFA في فبراير/شباط 2012، وهي المرة الأولى التي يعاني فيها الفريق السعودي من الخروج المبكر. وبعد سنتين تقريبا، بدا المنتخب مختلفا تماما بإشراف المدرب الجديد الأسباني خوان لوبيز كارو وقد نجح في حجز بطاقته الى كأس آسيا 2015 في استراليا قبل جولتين من انتهاء التصفيات.
وكانت التصفيات الآسيوية فرصة لكارو وفريقه لاستعادة الهيبة نوعا ما. فبعد قيادته فريقه الى الفوز على العراق 2-1 خلال الشهر الحالي، اشاد مدرب ريال مدريد السابق بشخصية فريقه وقال "قدم جميع اللاعبين عروضا رائعة وخاضوا المباريات بروح عالية. العراق منتخب جيد ولم يسهَل المهمة أمامنا. لكن الروح العالية التي أظهرها لاعبو الفريق ساعدتنا على تحقيق الفوز في النهاية".
كارو المحفَز
تعتبر السعودية التي قدَمت الى العالم سعيد العويان وسامي الجابر وغيرهم من النجوم، دولة قادرة على تطوير مواهبها الغنية. لكن المشكلة التي تعاني منها الكرة السعودية كانت دائما نفسية حيث فشل "الأخضر" في بعض الأحيان في تحقيق النتائج المرجوة منه في المناسبات الكبيرة.
وكان كارو ذكيا لدرجة بأنه عمل على الناحية النفسية منذ استلام منصبه، مركزا على تحمل لاعبيه المسؤولية، التحلي بالإنضباط والالتزام. وقد حصد ثمار ذلك خلال المباراة الافتتاحية للتصفيات الآسيوية حيث نجح المنتخب المتجدد في الفوز على الصين 2-1 على ملعبه. وفي الثانية، قلب المنتخب السعودي تخلفه أمام أندونيسيا ليخرج فائزا 2-1 ما دفع بالمدرب الى الإشادة بلاعبيه بقوله "لقد واجهنا فريقا قويا يملك تنظيما دفاعيا كبيرا، كما ان الهدف المبكر الذي سجله في مرمانا، فاجأنا. لكن لاعبي فريقي حافظوا على تماسكهم ونجحوا بالنهاية من قلب الأمور في مصلحتهم".
وبعد ان زرع في لاعبيه شخصية عدم الاستسلام، تطور أداء المنتخب السعودي من الناحيتين التكتيكية والذهنية من مباراة الى أخرى. وتمكنت السعودية من تحقيق فوز مزدوج على العراق لتكون من بين أول منتخبات تحجز بطاقتها الى النهائيات الى جانب الإمارات والبحرين.
تغيير الحرس القديم
تحقق النجاح الجديد بفضل وجوه جديدة في صفوف المنتخب فمع الغياب المتكرر للهداف البارع ياسر القحطاني، تقع مسؤولية تسجيل الأهداف حاليا على زميله في نادي الهلال، ناصر الشمراني ويوسف السالم. ويبقى مهاجم الشباب نايف الهزاز ورقة رابحة في صفوف الفريق أيضا حيث شارك احتياطيا في المباراة ضد الصين وسجل هدف الفوز.
زج المدرب كارو بدماء جديدة ليعطي دفعا جديدا للفريق حيث منح الفرصة لثمانية لاعبين تحت الثالثة والعشرين من أعمارهم. أما أبرز القادمين الجدد، فلاعب وسط الأهلي مصطفى البصاص، ولاعب الاتحاد الواعد فهد المولد. وأظهر الأخير لمحة عن موهبته عندما افتتح التسجيل ضد الصين.
لكن المدرب أبقى على بعض لاعبي الخبرة أيضا وعلى رأسهم لاعب الأهلي و"أندرلخت البلجيكي" السابق اسامة الهوساوي الذي يعتبر قطب خط الدفاع، في حين لا يزال سعود كريري مايسترو خط الوسط، علما بان اللاعبين شاركا في نهائيات كأس العالم ألمانيا 2006 FIFA الى جانب الحارس الإحتياطي مبروك زايد.
وشارك لاعب الاتحاد البالغ من العمر 33 عاما في كل مباراة في العرس الكروي قبل 7 أعوام. ومنذ حصوله على شارة القائد في بداية التصفيات الآسيوية، مدَ الفريق بخبرته وخصاله القيادية ليساهم بشكل كبير في تأهله الى النهائيات الآسيوية.
وقال كريري بعد التعادل مع الصين 1-1 في الجولة الأخيرة "لقد حافظنا على صدارتنا لمجموعتنا. استعدينا لهذه المباراة وكنا مصممين على تنفيذ تعليمات المدرب. مستوانا يتطور من مباراة الى أخرى. النجاح في التصفيات منحنا جرعة معنوية هائلة جاءت في توقيت مناسب لتزيدنا تصميما على متابعة عملية التطور".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر