برازيليا - المغرب اليوم
تجد إندونيسيا، التي كان أول منتخب آسيوي يشارك في نهائيات كأس العالم FIFA في نسخة فرنسا 1938، تجد نفسها تعاني للتأهل عن التصفيات القارية في آسيا. فقد تعرض المنتخب الوطني في الأيام الأخيرة لخسارتين متتاليتين في التصفيات المؤهلة الى كأس آسيا 2015 AFC ضد الصين والعراق على التوالي ما جعلها تخرج رسميا من المنافسة على احدى البطاقتين المؤهلتين.
على الرغم من هاتين النتيجتين المخيبتين، فان الفريق بإشراف مدربه الجديد جاكسن فيريرا تياجو أظهر بعض التطور في أدائه خلال مبارياته الأخيرة. وكان المنتخب الأندونيسي حقق أبرز مفاجأة في الدور الثالث من التصفيات قبل نحو شهر حيث قلب تخلفه أمام الصين الى تعادل 1-1 على ملعبه لينعش آماله. بيد ان النقطة التي حصدها المنتخب الأندونيسي في تلك المباراة كانت الوحيدة له في التصفيات، وكانت المرة الأولى التي يتحاشى فيها الخسارة أمام منافسه من شرق آسيا الذي يتقدم عليه 65 مركزا في تصنيف FIFA/Coca-Cola منذ عام 1963.
والواقع، بان المباراة ضد الصين كانت هامة بالنسبة الى إندونيسيا، فإلى جانب النقطة التي حصلت عليها، فان التعادل جعلها ترتقي 8 مراكز لتحتل المرتبة 162 في التصنيف الدولي. ومنذ احتلالها أفضل مركز لها (76) في سبتمبر/أيلول عام 1998، فان المنتخب الذي يطلق عليه لقب ميرا بوتيه (الأحمر والأبيض)، شهد هبوطا حادا في التصنيف حيث كان يقبع في المركز 170 في سبتمبر/أيلول الماضي. لكن بفضل العرض الكفاحي الذي قدمه المنتخب ضد الصين، توقف الإنحدار.
ويقول تياجو الذي استلم تدريب المنتخب منتصف العام الحالي لموقع FIFA.com "كان التعادل دفعة معنوية بالنسبة الينا. كانت المباراة ضد الصين أول اختبار حقيقي لي منذ استلامي منصبي وقد أمضينا وقتا طويلا استعدادا لهذه المباراة. أجرينا مباريات تجريبية ضد هولندا والفيليبين ودرسنا منافسينا جيدا. وبالتالي لم يكن مفاجئا ان يحتفظ اللاعبون بمستواهم حتى عندما تخلفنا في الشوط الأول بهدف قبل ان ندرك التعادل في الثاني".
قدرات كروية
بعد ان أمضى العقدين الأخيرين في إندونيسيا، فان تياجو يملك خبرة عن كرة القدم في هذه الدولة أكثر من أي مدرب أجنبي آخر. لكنه كان مخطئا تماما حول الفكرة التي كان كوَنها عن إندونيسيا عندما وصل عام 1994 وقال في هذا الصدد "أنا برازيلي وبالتالي كنت أنظر الى كرة القدم في اندونيسيا على كونها بعيدة عن شغف اللعبة. لكني اندهشت من الأجواء التي ترافق المباريات. استطيع القول لكم بان لا مثيل للجمهور الأندونيسي عندما يتعلق الأمر بالشغف الذي يظهره تجاه كرة القدم. قد يكون أنصار المنتخب أكثر دعما وحماسة من أي جمهور آخر في العالم".
وكما يعرف المدرب البرازيلي، فان إندونيسيا كانت أولى رواد الكرة الآسيوية. فالى جانب مشاركتها في كأس العالم، في فرنسا عام 1938، دافعت عن لواء الكرة الآسيوية في دورة الألعاب الأولمبية في ملبورن عام 1956 حيث بلغت دور الثمانية. وكانت إندونيسيا قوة يخشى بأسها على الصعيد القاري حيث أحرزت الميدالية البرونزية في دورة الألعاب الآسيوية عام 1958. كما نجح في بلوغ نهائيات كأس آسيا في نسختين عامي 1996 و2007 علما بانها فشلت في تخطي دور المجموعات في المرتين.
لكن السنوات الأخيرة شهدت تراجع إندونيسيا عن منافسة الكبار حتى انها واجهت صعوبات على المستوى الأقليمي. فقد خرج المنتخب من كأس سوزوكي في دور المجموعات أيضا كما فقد الأمل في تصفيات كأس آسيا الحالية بعد ان غاب عن النسخة الأخيرة في قطر عام 2011 أيضا.
سولوسا الملهم
سيبقى منتخب إندونيسيا غير مرشح في أي بطولة يخوضها بعد هزائمه الأخيرة في التصفيات. لكن الفريق أظهر بعضا من النواحي الايجابية في عروضه الأخيرة ما استوجب الاشادة من منافسيه. واعتبر المدرب المؤقت لمنتخب الصين فو بو بان الفضل في انتزاع إندونيسيا التعادل من فريقه يعود الى "الاستراتيجية التكتيكية الأفضل" التي انتهجها. وكان لسان حال مدرب العراق حكيم شاكر مماثلا على الرغم من فوزه فريقه على إندونيسيا 2-0 وقال "لقد فوجئنا بعرض إندونيسيا. انه فريق منظم جيدا وحتى بعد ان تخلف بهدفين، أظهر مستوى جيدا".
وبنى المدرب البرازيلي الفريق حول قائده الملهم بواز سولوسا الذي سجل هدفي فريقه الوحيدين في التصفيات. افتتح سولوسا التسجيل في المباراة التي خسرها فريقه 1-2 أمام السعودية قبل ان يسجل هدف التعادل في مرمى الصين 1-1.
وأشاد تياجو بالمهاجم القادم من نادي بيرسيبورا جايابور والذي يشرف عليه أيضا "سولوسا لاعب مدهش. انه لا يساهم فقط من حيث الأهداف بل انه ملهم للآخرين. يملك رؤية ثاقبة، ولديه حاسة شم كبيرة ويستطيع التسجيل بكلتا رجليه".
وختم المدرب "لقد تطور مستوى هذا الفريق. تملك إندونيسيا قدرات كروية كبيرة لكنها تمر في أوقات صعبة حاليا. ما يتعين على الإتحاد تطويره هو التنظيم. ومن أجل ان تنجح عملية التطوير، يتعين على الاتحاد ان يضع أهدافا طويلة الأمد بالإضافة الى برامج قصيرة الأمد".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر