يتأنى كرام كردي رئيس البعثة المصرية المشاركة في بطولة العالم الرابعة والعشرين لكرة اليد المقامة حالياً بقطر وهو يجيب على أسئلة الصحافيين، إلا عندما يتعلق السؤال بأمرين: طبيعة أفراد الفريق، وأحلامه لهذا المنتخب.
يقول كردي، بالدوحة في مقابلة مع وكالة الأنباء الإسبانية: «حلمي هو العودة إلى قائمة العظماء السبعة. ليت ذلك يكون في هذه البطولة، وإن لم يحدث فربما في مونديال فرنسا 2017».
ولا تعد هذه المكانة بغريبة على منتخب «فراعنة اليد»، الذي قدم نفسه للعالم بشكل مغاير عندما احتل المركز السادس في مونديال أيسلندا عام 1995 وحافظ عليه في اليابان 1997 وتراجع للمركز السابع على أرضه في 1999 ، وبات أول فريق من خارج القارة الأوروبية يبلغ نصف النهائي باحتلاله المركز الرابع في فرنسا 2001 ، قبل أن يتراجع في النسخ اللاحقة من البطولة.
ويضيف: «لقد أكدت على ذلك عقب العودة من بطولة أفريقيا ورغم احتلالنا المركز الثالث، لكن ظروف البطولة كانت غريبة نوعا ما فيما يتعلق بالتحكيم والقرعة، ومع ذلك قلت وقتها إن العظماء السبعة هو حلمنا».
وبعد يوم من الفوز الجمعة على الجزائر بأكبر فارق في البطولة حتى الآن «34-20»، اعتبر كردي أن هذا الفوز مكافأة من الله للاعبين على جهدهم، لكن مباراة الجزائر كانت بمثابة الورقة الأولى في امتحان، لا تزال تتبقى فيه العديد من الأسئلة».
لكنه رغم ذلك لا يخشى مواجهة فرنسا، قبل ساعات من اللعب أمام الفريق المتوج بطلا لأوروبا للتو: «إنها مباراة بين سبعة لاعبين في كل فريق. فرنسا فريق مغرور، لذا أطالب اللاعبين بالثقة بصرف النظر عن نتيجة اللقاء».
ويرفض كردي إطلاق تسمية «مجموعة الموت» على المجموعة الثالثة لمونديال قطر، التي تضم إلى جانب الفريقين العربيين منتخبي فرنسا والسويد، المتوجين باللقب أربع مرات من قبل، والتشيك بطلة 1967، وأيسلندا المرشحة لبلوغ دور الثمانية على الأقل وصاحبة فضية دورة الألعاب الأوليمبية (بكين 2008).
ويوضح رئيس البعثة المصرية: «هي مجموعة قوية. لكن رؤيتي هي أن منتخبنا لو استمر على تقديم نفس الأداء، ستكون نتائج المباريات الأربع المقبلة في الملعب»، قبل أن يسوق أسباب رأيه المفعم بالثقة.
يقول: «إننا نملك عنصرين لا يتوفران للعديد من المنتخبات المشاركة في البطولة. رجولة لاعبي المنتخب، واللاعب رقم ثمانية: وهو الجمهور، والعنصران تجليا خلال عزف السلام الوطني أمام الجزائر، عندما انهمرت دموع اللاعبين من فرط إحساسهم بالمسؤولية في ظل المساندة الكبيرة للجمهور».
ويفخر عضو الاتحاد المصري لكرة القدم بالدور الذي قام به مروان رجب المدير الفني للمنتخب المصري ونجمه الأسبق، لإعادة البريق لفريق غابت عنه النتائج المميزة لنحو عقد من الزمان: «لقد صنع ألفة بين اللاعبين، فهم يؤثرون بعضهم على أنفسهم. إنه أشبه بطبيب نفسي لهم».
وضرب مثلاً على طاعة اللاعبين بالحارس المخضرم حمادة النقيب: «إنه من نفس جيل مروان، لكنه يحترم زميله السابق كثيراً، ويتعامل كهمزة وصل بينه وبين بقية اللاعبين، وما يقوم به يفعله أيضا بقية الكبار مثل محمد إبراهيم وأحمد الأحمر»، ممتدحا كذلك الدور الذي يقوم به معاونوه وجهازه الطبي لأن كرة اليد تبقى «علماً» على حد تعبيره.
كما يشيد بالتنظيم والإقامة والملاعب في قطر، معتبراً أن مشاركة عدد من المصريين في إعداد البطولة والإشراف على فعالياتها يسهل الكثير من الأمور على الفريق.
وفيما يتعلق بالتمثيل العربي في البطولة، يتوقع كردي تأهل ثلاثة فرق على الأقل إلى دور الستة عشر، وهو ما سيعد طفرة مقارنة بتأهل اثنين فقط قبل عامين في إسبانيا، بين نفس العدد من المشاركين وهم خمسة منتخبات.
ويضيف: «نتمنى فقط ألا تصطدم هذه المنتخبات في الأدوار اللاحقة، كي تصل جميعا إلى أبعد مدى ممكن لها في البطولة».
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر