القاهرة – إيمان إبراهيم
صرَّح الخبير في مقاومة ومكافحة التطرف قائد وحدة "777" العسكرية سابقًا العقيد حاتم صابر، بأنَّ مخطط استدراج مصر إلى العنف الداخلي مازال مستمرًا، خصوصًا وأنَّ الأجندات التي حاول البعض تنفيذها على أرض مصر لم تفلح في الأعوام الثلاثة الماضية.
وحذّر صابر في حديث إلى "المغرب اليوم" من أنَّ هناك خطورة حقيقية لتغيير نمط الأعمال التخريبية والعدائية التي يمارسها التطرف، بحيث سيتم نقلها إلى قلب العاصمة والمحافظات بعد أن بقيت عامين متعاقبين في سيناء وعلى الحدود الغربية والجنوبية للبلاد.
وأوضح أنَّ القوات المسلحة أصبحت مسيطرة بصورة كبيرة على مجريات الأمور في محافظة شمال سيناء، خصوصًا بعد أن حاصرت المنابع التي كانت تتخذها العناصر المتطرفة طريقا لها، وهو ما يعني تضييق الخناق عليهم واعتقال الكثير من عناصرهم سواء الوافدين من بلاد أخرى أو المقيمين في مصر والذين تم تجنيدهم بالمال وبتغيير العقائد والمتعاقدات.
وأشار حاتم إلى أنَّ التنظيمات المتطرفة الموجودة حاليًا في شمال سيناء، تواجه حربًا شرسة من قبل القوات المسلحة، مما دفعهم إلى إحداث عمليات متعددة "فاشلة" من أجل تشتيت الجهات الأمنية، وكان الرد عليهم قتل وإصابة عدد من التكفيريين وتضييق الخناق عليهم.
وأجاب العقيد حاتم ردًا على سؤال "المغرب اليوم" بشأن الهدف الحقيقي وراء نشر الجماعات الإسلامية مشاهد دموية أثناء استهداف كمائن الجيش والشرطة، بأنَّ الجماعة المتطرفة نشرت التسجيل المصور في محاولة بائسة لإثبات وجودهم على الساحة بعد تضييق الخناق عليهم برًا وبحرًا وجوًا، لافتًا إلى أنهم يسعون إلى قياس رد الفعل العسكري والإعلامي والجماهيري عقب نشر التسجيل ومدى تأثيره على معنويات المواطنين، لافتا إلى أنَّ القوات المسلحة تتفهم هدف العناصر المتطرفة من نشر التسجيل، ولن ترد سوى في الوقت المناسب.
وأضاف أنَّ التغيير النوعي في العمليات المتطرفة واستعاضة المتطرفين لتنفيذ عملياتهم بحرًا وليس برًا دليل دامغ على ضعفهم من ناحية التخطيط السيئ فهم لا يعلمون أنَّ التحرك في البحر يختلف تمامًا عن البر، فتحرك الجيش على البر قد يأخذ وقت أطول لأنَّ التضاريس تمنعه، أما في البحر فالمجال مفتوح حيث أرسلت الاستغاثة ليتعامل معها فورًا من خلال القاعدة الجوية والصاعقة البحرية حيث تم سحق كل من شارك في الفعل التطرفي الغادر، لافتًا إلى أنَّ هناك مجموعة من القواعد المحددة لمسرح العمليات اللوجستي والتي تتضمن "القيام بعمليات متطرفة محدودة لمعرفة استعداد جاهزية القوات، تنفيذ عمليات كبيرة أسفرت عن قتل الكثير مثل "كرم القواديس"، والإعلان من قبل التنظيمات المتطرفة والمسلحة مبايعتها لتنظيم واحد مثل مبايعة "أنصار بيت المقدس" لتنظيم "داعش"، والإعلان عن جيش نظامي واحد، والإعلان عن إسقاط الدولة "كالمظاهرات التي تُطلق يوم 28 تشرين الثاني/ نوفمبر". وما يتبعها من تأثير الحرب النفسية على المصريين في الداخل والخارج.
وبيّن الخبير في مكافحة التطرف، أنَّ قوة الجماعات التكفيرية وأعمالها المتطرفة تراجعت بصورة ملحوظة في الآونة الأخيرة وسط تقدم ونجاح لضربات الأجهزة الامنية، فمنذ عملية تفجير مديرة أمن القاهرة لم يُلاحظ عملية قوية توحي بوجود قوي لهم.
وعن الإنهاء التام على تلك الجماعات، أوضح "لا توجد دولة في العالم تتمكن من منع التطرف بشكل كامل حتى الدول العظمى مثل أميركا وروسيا تحدث فيها عمليات من الحين والآخر؛ ولكننا نلاحظ جميعًا انحسار كامل لتلك الجماعات المدعومة بمخابرات دول أجنبية أولها قطر وتركيا تهدف إلى زعزعة الاستقرار وتهديد أمن مصر"
وشدّد العقيد حاتم، على أنَّ "قبضة قوات الأمن في الأيام المقبلة والتي تتزامن مع دعوات بالتظاهر والعنف ستكون من حديد ولن تسمح بتكرار ما حدث في أحداث محمد محمود 2011 الماضية، ولن تسمح بإراقة دماء مصرية بريئة لصالح أجندات سياسية تسعى إلى تنفيذ توجيهات خارجية لخلق الفوضى وتقسيم مصر وتمكين سيطرتهم عليها".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر