الحسن عبيابة يؤكد ضرورة إعادة هيكلة ومأسسة الدعم العمومي في المغرب
آخر تحديث GMT 04:24:37
المغرب اليوم -

في رد غير مباشر على الجدل الدائر في الساحة المسرحية

الحسن عبيابة يؤكد ضرورة إعادة هيكلة ومأسسة الدعم العمومي في المغرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الحسن عبيابة يؤكد ضرورة إعادة هيكلة ومأسسة الدعم العمومي في المغرب

الحسن عبيابة
الرباط - المغرب اليوم

دعا الحسن عبيابة، وزير الثقافة والشباب والرياضة الناطق الرسمي باسم الحكومة، إلى أن وزارته تفكر بجدية، في سياق مشروع تنظيم ومأسسة الحماية الاجتماعية للفنانين، في إمكانية إحداث مؤسسة وطنية للرعاية الاجتماعية للفنانين والمثقفين بما يحفظ كرامتهم ووضعم الاعتباري والرمزي.

وأكد المسؤول الحكومي، في كلمته أثناء ترؤسه لدورة المجلس الإداري لمؤسسة مسرح محمد الخامس يوم الأربعاء 25 دجنبر الجاري، على ضرورة إعادة هيكلة ومأسسة كل اللجان المكلفة بدراسة ومنح الدعم العمومي في مجالات الثقافة والفنون، بشكل عقلاني وشفاف، في رد غير مباشر على الجدل الدائر في الساحة المسرحية على الخصوص على إثر التأخير الحاصل في صرف دفعات الدعم للفرق المسرحية المدعومة برسم موسم 2019، والذي نتج عنه ارتباك في انتظامية الموسم المسرحي وتعطيل أداء أجور وتعويضات الفنانين العاملين والمشاركين في العروض المسرحية..

هذا، وأبرز الوزير، الأهمية الكبرى التي تكتسيها مختلف المكونات والتعبيرات الثقافية والإبداعية في صيانة وتعزيز الهوية الثقافية والحضارية لبلادنا، الشيء الذي يستوجب تطوير وتجويد وتقنين سياسة دعم الصناعات الثقافية والإبداعية وفق مساطر قانونية وتنظيمية واضحة المعالم وتروم تحفيز الإبداع وتشجيع إنتاج واستهلاك المضامين الثقافية والفنية بمختلف جهات المملكة.

وأضاف الوزير أنه يتعين ترشيد النفقات، على قلتها، بما يخدم الصالح العام، منتقدا بشدة ظاهرة اقتصاد الريع التي أصبحت مضرة للغاية ولم تنج منها بدورها قطاعات الثقافة والرياضة والشباب والاتصال.. في إشارة واضحة إلى الفوضى التي عمت مؤخرا في مجال صرف المال العام لغير مستحقيه وخارج الضوابط القانونية المعمول بها.. ودعا إلى قطع الطريق على ثقافة الريع ووضع حد لسلوكات عدم الاستحقاق، مقابل الحرص على إعمال القانون وتشجيع قيم العمل والتنافسية وحرية المبادرة في أوساط المثقفين والمبدعين والفنانين. ومن ذلك، يقول الحسن عبيابة، ضرورة التفكير في التشجيع والتحفيز على إحداث المقاولات الفنية، أكانت فرقا مسرحية أو مجموعات موسيقية، أو بنيات استقبال العروض كالمسارح والقاعات وغيرها.. لاسيما أن قانون الفنان والمهن الفنية يتيح ذلك.

وفي ذات السياق، لم يخف الوزير كونه تفاجأ بترسانة من اتفاقيات شراكات “هلامية” مبرمة بين وزارة الثقافة وعدد من الجماعات الترابية، فضلا عن عدد من النزاعات والديون، والتي تثقل كاهل الميزانية بمئات الملايين حيث لا يمكن البثة برمجتها ولا الالتزام بها.. من ثمة اضطر، حسب تعبيره، إلى توقيف أو تجميد عدد لا يستهان به من هذه الاتفاقيات خشية من أن تبقى مجرد حبر على ورق..

ومن جهة أخرى نوه وزير الثقافة بالمستوى الرفيع والنضج الكبير الذي بات يشهده المسرح المغربي بكل تعبيراته وتلويناته المختلفة، والمكانة التي بات يحتلها على الصعيد العربي والدولي بفضل جهود الفنانين المسرحيين وهيئاتهم التمثيلية وكذا جهود الدولة على حد سواء، وخصوصا سياسة الدعم المعتمدة منذ مدة.. داعيا في ذات الوقت إلى التحلي بالنفس الطويل والاستمرار في إعلاء شأن الثقافة والفنون المغربية في المحافل العربية والدولية مهنئا الفرق المسرحية المغربية التي تتوج بجوائز كبرى سنة بعد أخرى..

وأكد الوزير، بذات المناسبة، على المكانة الإستراتيجية التي يحتلها مسرح محمد الخامس كمؤسسة ثقافية مواطنة عريقة راكمت، منذ ما يزيد عن نصف قرن، تجارب مهمة مكنت من المساهمة، بكل تميز، في تنشيط الساحة الثقافية والفنية وطنيا وعربيا ودوليا.

وأضاف المتحدث أن الوزارة حريصة على تأهيل والنهوض بهذه المؤسسة، من خلال دعم ومواكبة جميع المشاريع والمبادرات الرامية إلى جعل المسرح فضاء رحبا للإبداع والحرية وأفقا يتيح تحقيق الإشعاع اللازم للثقافة الوطنية، لكي تساهم بشكل فعال في المشروع التنموي الجديد الذي ما فتئ ينادى به صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

ومن جهته، تقدم محمد بنحساين مدير مسرح محمد الخامس بعرض شامل تضمن التقرير الأدبي والمالي للمؤسسة برسم سنة 2019، بالإضافة إلى مشروع ميزانية 2020، اللذين تمت المصادقة عليهما بالإجماع بعد المناقشة والتداول بين أعضاء المجلس الإداري الذين أثنوا على منهجية تسيير وتدبير هذه المؤسسة والأدوار التي تلعبها في تنمية الفنون ببلادنا… ونوهوا بالمقاربة التشاركية التي تنهجها إدارة المسرح مع سائر الفاعلين والمتدخلين في الشأن الثقافي إن على مستوى العاصمة أو على المستوى الوطني وكذلك على صعيد التعاون الخارجي والدولي.. منوهين بالحكامة التي تتميز بها مديرية المسرح في البرمجة والتنشيط وتدبير الإنفاق العمومي وتعبئة موارد مالية خارج الميزانية.. والإيقاع السريع الذي لوحظ في عمليات إصلاح وترميم وإعادة تهيئة بعض المرافق الداخلية والخارجية للمسرح، ملتمسين في ذات الوقت إعطاء المزيد من الأهمية لباب الإنتاج والإنتاج المشترك، لضمان الجودة والعودة للأعمال الدرامية الضخمة التي افتقدتها الساحة المسرحية المغربية، وبالتالي تقوية الخانة المالية المتعلقة بالإنتاج المسرحي..

هذا وتم، في السياق ذاته، تقديم والمصادقة على مشروع مركز الأرشيف والتوثيق المسرحي، وكذا مشروع مجلة مسرحية، وذلك بإجماع أعضاء المجلس الإداري.

ويعنى مركز الأرشيف والتوثيق المسرحي بالتوثيق والبحث في مجالات المسرح والفنون الدرامية وفنون العرض المختلفة، وذلك وفق التقاليد الجارية في كل مسارح العالم. ويرتكز عمل المركز على تجميع وتخزين الوثيقة المسرحية ورقية كانت أو مصورة أو مسجلة أو رقمية من كل أنحاء المغرب، ومعالجتها وفق الأنظمة التوثيقية الحديثة. وتنظيم الأرشيف المسرحي المغربي، والعمل على رصد تاريخ الحركة المسرحية المغربية بكل تلاوينها وتنوعها (مسرح المقاومة، مسرح احترافي، مسرح الهواة، المسرح الجامعي، المسرح المدرسي، مسرح الطفل، المسرح الأمازيغي، المسرح الحساني…)..

ويحدث المركز شراكات مع مراكز مماثلة داخل وخارج البلاد ومع جامعات ومؤسسات البحث الأكاديمي والتوثيق والأرشيف، انطلاقا من قاعدة شراكات أساسية بين مسرح محمد الخامس ووزارة الثقافة، وبتعاون مع الهيئة العربية للمسرح والانفتاح على مؤسسات وازنة ونافعة في مجال التوثيق والأرشفة من قبيل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، والمركز السينمائي المغربي، ومؤسسة أرشيف المغرب، والمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، والمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي..

من جانب آخر، تعتبر مصادقة المجلس الإداري لمسرح محمد الخامس على إحداث مجلة مسرحية متخصصة، قرارا في غاية الأهمية لأن من شأن ذلك أن يسد فراغا مهولا في مجال الإعلام المسرحي، وكذا في مجال المواكبة النقدية للإبداع المسرحي المغربي..

هذا وستهتم المجلة أساسا بنشر أخبار وجديد المسرح المغربي والمسرح في العالم وأخبار وأنشطة وبرامج مسرح محمد الخامس.. كما ستعمل على مواكبة الحركة المسرحية المغربية بالنقد والمتابعة إبداعا وتنظيما وتنظيرا وبحثا، وفتح جسور التواصل والتبادل بين المسرحيين المغاربة، فضلا عن المساهمة في تثمين الإبداع المسرحي المغربي وإبراز نجاحاته..

كما ستعنى المجلة أيضا بتتبع ومواكبة المهرجانات المسرحية المغربية والدولية التعريف بالممثلين والكتاب والمخرجين ومهنيي المسرح المغاربة الرواد منهم والشباب..

يشار أنه قبل شهور، أي قبل التعديل الحكومي الأخير، وقعت تعديلات جوهرية وشكلية على القانون المنظم للمسرح الوطني محمد الخامس، بحيث صادق مجلس الحكومة على “مشروع قانون رقم 23.19 بتغيير وتتميم القانون رقم 51.15 القاضي بإعادة تنظيم المسرح الوطني محمد الخامس”، من خلال حذف مجموعة من المفردات المرتبطة بصفة الوطنية، وكذا إدخال تعديلات تتعلق بالمهام المنوطة بالمسرح.

هذه المهام أصبحت تشمل أساسا “إنتاج الأعمال المسرحية وفنون العرض أو المساهمة في إنتاجها، والمساهمة في النهوض بالبحث والإبداع في ميدان المسرح وفنون العرض، والمساهمة في تشجيع مختلف التعبيرات الفنية في ميدان المسرح وفنون العرض، والمساهمة في التكوين الفني والتقني في ميدان المسرح وفنون العرض”.

كما تضم أيضا “المساهمة في هيكلة ودعم الفرق المسرحية المقيمة بفضاء مسرح محمد الخامس، والتعاون مع الفرق والجمعيات والهيئات المهنية العاملة في ميدان المسرح وفنون العرض من أجل النهوض بالإبداع المسرحي والفني، والعمل على إبراز مواهب الشباب وتأطيرها وصقلها لتحقيق نهضة فنية وثقافية في ميدان المسرح وفنون العرض، وكذا تنظيم أو المساهمة في تنظيم تظاهرات ومهرجانات في مختلف أصناف المسرح وفنون العرض”.

وتتمثل هذه المهام كذلك في المشاركة في المهرجانات المسرحية والفنية داخل المغرب وخارجه، والسهر على وضع فهرس مجموعة البرامج الفنية المقدمة بالمسرح وإصدار منشورات متخصصة في المسرح وفنون العرض ووضعها رهن إشارة العموم، والعمل على توثيق وأرشفة الإنتاج المسرحي المغربي بكل اتجاهاته وأصنافه ووضعه رهن إشارة الباحثين والمهتمين.

قد يهمك أيضًا : 

خبراء يبحثون السبل الكفيلة بتطوير "لغة الضاد" في المغرب

خالد فهمي يؤكد أن إسرائيل تعمدت إفساد مصطلحات العربية للتهوين من قضية الاحتلال

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحسن عبيابة يؤكد ضرورة إعادة هيكلة ومأسسة الدعم العمومي في المغرب الحسن عبيابة يؤكد ضرورة إعادة هيكلة ومأسسة الدعم العمومي في المغرب



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 06:17 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
المغرب اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 16:05 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

سر غياب الأميرة للا سلمى عن الساحة المغربية منذ يونيو 2017

GMT 05:40 2020 الخميس ,11 حزيران / يونيو

طائرة البحرين تتراجع عن المشاركة في "كأس آسيا"

GMT 14:16 2019 الجمعة ,26 تموز / يوليو

لبنى أبيضار تدخل القفص الذهبي للمرة الثالثة

GMT 11:15 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

نهضة بركان يمدد عقد العربي الناجي حتي عام 2022

GMT 06:40 2018 الجمعة ,20 إبريل / نيسان

ملابس فصل الربيع في خمسة أنماط للشعور بالراحة

GMT 13:56 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

مدينة "مزكيتام" في إقليم غرسيف تعيش وضعا بيئيا مقلقًا

GMT 14:05 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

سعيد الناصري يؤكد أن الوداد البيضاوي لا يخشى الأهلي

GMT 02:35 2012 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

روزي دون ترتدي ملابس بوربيري

GMT 00:55 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إسعاد يونس تعتبر أكاديمية الفنون المصرية "الأقوى" دوليًا

GMT 03:31 2016 الجمعة ,02 كانون الأول / ديسمبر

"Top Chef - مش أيّ شيف" يقترب من تحديد الفائز باللقب على "MBC"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib