لندن _ المغرب اليوم
يبدو أن كل شيء يبتسم في وجه كرة القدم المغربية خلال الآونة الأخيرة، فقد تأهل منتخب أسود الأطلس إلى كأس العالم بعد 20 عاماً من الغياب، علماً أن هذا الإنجاز تحقق بلاعبين معظمهم من المحترفين خارج المملكة، ولاسيما في أوروبا. لكن بعد بضعة أشهر من بلوغ الهدف الذي طال انتظاره، عاد المغاربة إلى التحليق عالياً في سماء التألق، محققين لقب بطولة أفريقيا للاعبين المحليين، ما ألهب حماس الجماهير من جديد في مشارق البلاد ومغاربها. ففي 4 فبراير، تربع “أسود الأطلس” على عرش النسخة الخامسة من بطولة أفريقيا للاعبين المحليين، التي نظمها المغرب على أرضه وبين جماهيره. وفي ما يلي استعراض لأهم ما ميَّز نسخة 2018 من هذه البطولة. مسابقة تاريخية هذه هي المرة الأولى التي يفوز فيها البلد المضيف بلقب البطولة؛ ففي
النسخ السابقة لم تستفد كوت ديفوار (2009) والسودان (2011) وجنوب أفريقيا (2014) ورواندا (2016) من ميزة الأرض والجمهور، علماً أن منتخبي كوت ديفوار وجنوب أفريقيا سقطا في مرحلة المجموعات عندما نُظمت المسابقة على أرضهما. لكن المغرب تمكن من طرد لعنة البلد المضيف، علماً أنه اختير فقط في شتنبر 2017 لاحتضان هذه النهائيات خلفاً لكينيا. ثنائي مبهر من بين البلدان الأفريقية الخمسة المؤهلة إلى كأس العالم روسيا 2018FIFA، شارك اثنان فقط في نسخة هذا العام من بطولة أفريقيا للاعبين المحليين، وهما المغرب ونيجيريا، بعدما فشلت كل من مصر والسنغال وتونس في التأهل. وقد احتُرم المنطق في نهائيات 2018، إذ جمعت المباراة النهائية بين البلدين اللذين سيكونان حاضرين في روسيا خلال شهر يونيو المقبل، إذ
كان “الأسود” و”النسور” أفضل منتخبين من بين المنتخبات الـ16 المشاركة في المسابقة المقامة على الأراضي المغربية، علماً أن الفوز كان من نصيب أصحاب الأرض بنتيجة 4-0 في موقعة حسم اللقب. مفاجآت سارة وأخرى حزينة رغم غيابهم عن روسيا 2018، كان بعض عمالقة أفريقيا يأملون على الأقل في فرض تجربتهم على الساحة القارية. ولكن لا “أسود الكاميرون” ولا “أفيال كوت ديفوار” كانوا في مستوى طموحاتهم، إذ أنهى كلا الفريقان مرحلة المجموعات بنقطة واحدة، فقط، علماً أن “الأفيال” غادروا البطولة دون أن يتمكنوا حتى من هز الشباك. وعلى العكس من ذلك، كان من الصعب في البداية تصور منتخب ليبيا يشق طريقه إلى الأدوار المتقدمة، نظراً للظروف الصعبة التي ميزت تحضيرات الفريق. ولكن “فرسان المتوسط” قدموا بطولة
رائعة وتمكنوا من الوصول إلى الدور نصف النهائي، حيث خسروا بشق الأنفس أمام نيجيريا (0-1)، قبل أن يسقطوا من جديد في مباراة تحديد المركز الثالث أمام السودان، الذي حقق بدوره مفاجأة في هذه النهائيات. وتجدر الإشارة أيضاً إلى مشوار ناميبيا، التي بلغت ربع النهائي في مشاركتها الأولى، وكذلك منتخب الكونغو، الذي أسقط في التصفيات جاره حامل اللقب، جمهورية الكونغو الديمقراطية، قبل أن يصل بجدارة واستحقاق إلى المغرب، حيث شق طريقه بثبات إلى ربع النهائي. مفاجأة وطموح فقط جماهير نادي نهضة بركان ومتابعو الدوري المغربي كانوا يعرفون اسم أيوب الكعبي قبل هذه البطولة، لكن من الآن فصاعداً سيكون ذكر اسمه مدعاة للحذر من جميع الدفاعات في أفريقيا؛ كيف لا وقد سجَّل هذا اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً ما لا يقل عن تسعة أهداف في ست مباريات – ثنائيتان وهاتريك في مرحلة المجموعات ثم هدف واحد في ربع النهائي وآخر في النهائي – ليتوج بجائزة أفضل لاعب وأفضل هداف في نسخة المغرب 2018. ومن يدري، فقد يظهر الكعبي على المسرح العالمي بعد أشهر قليلة من الآن، إن هو وجد لنفسه موطئ قدم في قائمة منتخب “الأسود” بقيادة المدرب هيرفيه رينارد، الذي تابع عن كثب أداء الفريق المحلي الذي يدربه جمال سلامي. فهل سنشاهد هذا المهاجم المغربي الواعد في نهائيات روسيا 2018؟.
قد يهمك ايضا
فان باستن يطالب بإلغاء قاعدة التسلل
الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" يمدد إيقاف بلاتر وفالك 6 سنوات
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر