لا يزال الانجاز الذي حققه محمد رشوان في ألعاب لوس أنجليس الأولمبية قبل أكثر من 30 عامًا ماثلا في أذهان لاعبي الجودو المصريين حاليًا رغم أن أغلبهم لم يكن قد ولد وقتها.
ورغم نيل هشام مصباح برونزية وزن 90 كيلوجرامًا في أولمبياد بكين 2008، فإن ما حققه رشوان عام 1984 بحصوله على فضية الوزن المفتوح - وهي أول ميدالية أولمبية لمصر في الجودو - يعد على نطاق واسع أبرز ما حققه المصريون في هذه الرياضة بسبب الظروف التي أحاطت بمباراته في النهائي.
فقد خسر رشوان أمام الياباني ياسوهيرو ياماشيتا، رغم معاناة الأخير من إصابة في الساق اليمنى كان تعرض لها خلال الأدوار الأولى.
وأكد رشوان بعدها أنه لم يرغب في التركيز على الساق المصابة لياماشيتا، معتبرا هذا من قبيل اللعب غير النظيف وهو أمر ظل محل إعجاب في مصر واليابان.
ويتطلع مسؤولو الاتحاد المصري للجودو لاستعادة ذكريات انتصار رشوان والعودة مرة أخرى لمنصات التتويج عبر أربعة متسابقين تأهلوا لأولمبياد ريو دي جانيرو هذا العام.
وقال سامح مباشر، رئيس الاتحاد المصري للجودو، إن منظمته تسعى لتكرار ما سبق وحققه رشوان ومصباح.
وأضاف مباشر لرويترز: "تأهلنا بأربعة لاعبين لأولمبياد ريو وأملنا كبير في أن يكون بينهم من يكرر ما حققه رشوان أو مصباح".
وتأهل رمضان درويش في وزن 100 كيلوجرام وإسلام الشهابي في وزن فوق 100 كيلوجرام ومحمد علي عبد العال في وزن 81 كيلوجرامًا، ومحمد محيي الدين في وزن 73 كيلوجرامًا.
وانضم درويش وعبد العال لتشكيلة الفريق المصري في ريو عقب فوزهما بميداليتين ذهبيتين في بطولة افريقيا في تونس في وقت سابق هذا الشهر.
وقال درويش: "حلم حياتي أن أحصل على ميدالية أولمبية.. طال انتظار تحقيق هذا الحلم وحان الوقت في ريو".
وأضاف درويش الذي شارك في أولمبياد لندن 2012: "أتمنى أن يسير برنامج إعدادي أنا وزملائي في الشهرين المقبلين بطريقة جيدة وأن تكون هناك معسكرات خارجية عديدة".
قرعة سهلة
ويعول رئيس الاتحاد المصري للجودو على مساعدة القرعة للاعبيه من أجل الوصول للأدوار النهائية والمنافسة على الميداليات.
وقال مباشر: "قرعة الأولمبياد قد تساعدنا في بلوغ ما نصبو إليه. في أحيان كثيرة تكون القرعة سببا في توفير طريقًا سهلا للاعبين لتخطي الأدوار الأولى.. لكن بعيدا عن ذلك هناك معسكرات محلية وخارجية لإعداد المتأهلين بشكل قوي".
وأشار إلى وجود معسكرين رئيسيين أحدهما سيقام باليابان والآخر في فرنسا لإعداد المتأهلين على مدار الشهرين المقبلين.
وأكد مباشر أن فرصة مصر ما زالت قائمة في زيادة عدد لاعبيها في ريو، لكن ذلك يتوقف على الترتيب العام بعد انتهاء بطولتي أوروبا وآسيا وتأثير نتائجهما على التصنيف العالمي بحلول 30 مايو ايار.
وقال مصباح صاحب اخر ميدالية اولمبية لمصر في الجودو - والوحيدة منذ فضية رشوان في 1984 - إن اللاعبين الأربعة المتأهلين إلى ريو مستواهم "يبشر بالخير".
وأضاف: "الأمل كبير في الثنائي درويش والشهابي للمنافسة على ميدالية لما يملكانه من خبرات طويلة في المنافسات الدولية. فرصة عبد العال ومحيي الدين أقل باعتبارهما لاعبين صاعدين والجودو تحتاج إلى خبرات متراكمة".
فرصة قائمة
ومع ذلك فإن فرصة تكرار ما حققه رشوان وبعده مصباح قائمة بقوة في ريو وفقا لباسل الغرباوي المدرب السابق لمصر، والذي شارك نفسه في الألعاب الاولمبية ثلاث مرات في 1996 و2000 و2004.
وأضاف الغرباوي: "أعلق آمالا كبيرة على درويش في الصعود لمنصة التتويج بالأولمبياد لأنه تاسع العالم حاليا في وزنه وهو اللاعب الأول في مصر. سبق لي أن دربته في الفترة من 2009 حتى 2012 وأعلم إمكاناته الفنية جيدا".
ونال درويش (28 عامًا) ذهبية وزن 100 كيلوجرام في بطولة إفريقيا للمرة السادسة في مسيرته بتغلبه على الجزائري إلياس بويعقوب في وقت سابق هذا الشهر وسبق له الفوز بذهبية الوزن نفسه في بطولة الجائزة الكبرى في بودابست في يونيو حزيران من العام الماضي إضافة لذهبية ألعاب البحر المتوسط 2013.
وتابع الغرباوي: "ليس الشهابي ببعيد عن منصة التتويج فرغم كبر سنه لكنه يملك خبرات متنوعة وإمكانات بدنية هائلة.. لكن حصوله على ميدالية يتوقف على إعداده نفسيا بشكل جيد وتخفيف الضغوط عنه حتى يتألق خاصة وأنه سبق له الفوز في بطولة العالم".
ونال الشهابي (33 عامًا) - المصنف 19 على العالم وفقا لأحدث تصنيف للاتحاد الدولي - برونزية بطولة العالم في طوكيو 2010 إضافة لبرونزيتي ألعاب البحر المتوسط عامي 2005 و2009 في وزن فوق 100 كيلوجرام. وشارك الشهابي في اولمبياد 2008 و2012 لكنه لم يتجاوز الأدوار الأولى.
ويرى الغرباوي أن صغر سن عبد العال (25 عاما) ومحيي الدين (24 عاما) يجعل من السهل إعدادهما من الآن لحصد ميداليات في الدورات الاولمبية التالية لريو.
لكن الآمال المصرية في ميدالية اولمبية في الجودو في ريو ستبقى معلقة بقدرة درويش أو الشهابي على تقديم عروض بطولية مثل تلك التي جعلت رشوان اللاعب الأبرز في تاريخ مصر.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر